الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جلال باباي وطاهر مشي

تاريخ النشر : 2022-08-07
بقلم: محمد المحسن

الشاعران التونسيان الكبيران-جلال باباي-ود-طاهر مشي- في حديث مقتضب معي

-"وأنا الصياد الذي لا وطن له.
والتي أقصدها،ما تزال تطير أمامي،وأنا سأتبعها..
مع أنها قادتني إلى ما وراء الجبال..
عبر بحار يلا شموس..
داخل الليل..والموت.."
"هرمان ملفيل"1-
عن حيدر حيدر -نشيد الموت/أو وليمة لأعشاب البحر
-الشعر الجيد له القدرة على تشكيل النفوس وتدعيمها بإدخال البهجة عليها أكثر من أي شيء آخر وهذا هو الشعر الجيد الذي ننشده، يجمع بتفاصيلهِ بين البساطة والعظمة..(الكاتب/الناقد)


إن الذات التي تدرك عبقرية اللغة وتشكيلها الجمالي وأنساقها التي تعكس طرائق العقل الجمعي في التفكير والتعبير والمحتوى المعجمي ودلالاته المشحونة بالمعاني ..
هذه الذات التي تدرك ذلك،هي ضمير الجماعة وصوت الإنسانية،وبالتالي فإن إبداعها اللغوي الفني هو اكتشاف-للذات والموضوع-في ذات الآن..
في هذا السياق،يقول الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي" أنه بالإمكان إمتاع القارئ بالحديث-أحيانا-عن الألم نفسه،فالإبداع فضاء رحب يحتمل كل ما فيه من انزياح أو عدول، حتى لو تعلق الأمر بالألم ذاته،فروايات فيكتور هوغو -وخاصة “البؤساء”-ما تزال تمتع القارئ رغم سوداويتها ومأساويتها.
ويضيف -محدثي د-طاهر مشي -المدير العام لمؤسسة الوجدان الثقافية) أن الروائي الأميركي المشهور ستيفن كينغ-2- ألف أروع روايات الرعب وأوقعت المتعة لدى القارئ بالرغم من أنها مؤلمة ومخيفة،وكل من قرأ رواياته لن ينساها أبدا،بل إنها تغري بإعادة قراءتها مرات ومرات،ذلك أن روايته “صمت الحملان” خير دليل على إمتاع ملايين القراء،وبعدهم ملايين المشاهدين عقب تحويلها إلى فيلم رعب.والشيء نفسه ينطبق على روايات دان براون-3- مثل “شفرة دافنشي”،و”الحصان الرقمي”، و”ملائكة وشياطين”،و”الرمز المفقود”،و”الجحيم”وغيرها،لذا فالكاتب الحذق (يقول محدثي-د-طاهر مشي) هو الذي يحول الواقع المؤلم إلى أعمال روائية وكذا شعرية،تخيلية أحيانا،تجعل فعل القراءة مدخلا ممتعا لخلق الدهشة والغرابة لدى المتلقي."
أما بخصوص الشعر في زمن-فقدنا فيه الطريق إلى الحكمة-يقول الشاعر الألمعي-د-طاهر مشي-:"هو ممارسة لصيقة بالإبداع،والشعر مجال رحب للإنعتاق من عقال الواقع بكل تداعياته المؤلمة أحيانا،ومن ثم التحليق في الأقاصي حيث الهدى والتجلي..
واليوم..بدأت تتجلى مظاهر نهضة شعرية،ثقافية واعدة،تتبدى في هذا الكم الوافر من النتاج الشعري،الذي استحوذ أو كاد-على الساحة المحلية،ولفت انتباه العالم إلى هذه البقعة المنسية(تونس) رغم إشعاعها الذي لا تخطئ العين نوره ولمعانه.."
الشاعر التونسي الكبير جلال باباي يقول في ذات السياق :"سنظل نكتب بحبر الروح ودم القصيدة..نكتب كي يلج الآخرون أعماقنا..
القلم يرسم ملامح الذات،ويروي ما يعتمل في داخلها من مشاهد التمزق والتشظي..
نكتب شعرا كي نهرب-قسر الإرادة-من الواقع المشجون والمربك،ولكي نواسي-أحيانا-أنفسنا ونتسلى..
ثم يضيف (الشاعر القدير جلال باباي) :"شعراء كثر كتبوا عبر السنوات الخوالي،والماضي السحيق،بأقلام خلاقة قد جف مدادها ووافی المنية أصحابها..
واليوم:
مازلنا نعايش تداعيات الأزمنة المفروشة بالرحيل،بجمال سرمدي لا نظير له،نتلمّس سطوح الروح،ونسافر عبر مخمل الريح،نكتب كي لا يموت الجمال فينا،وكلما مررنا برفاق درب،يشتد بنا الحنين إلى الأزمنة الجميلة.."
ثم يختم حديثه معي بقول مأثور لرائد الشعر الفرنسي آرثر رامبو:-4-" إن الإبداع،في أفضل حالاته،لا يمكن وصفه،لذا لا تحاول أن تعثر على تفسير منطقي له،بل اسبح مع التيار".
وأنا أختم:"الشعر ينبع من الذات ليصوغ العالمَ موضوعيا..ولعل أجمل القصائد هي تلك التي سبر فيها الشاعر أغوار ذاته،فجاءت صورة للذات،مختزلا ونيابة عن المتلقي،ما يعتمل في نفسه من مشاهد التمزّق والتشظي..
ومن هنا تكون خصوبة النص الشعري،منطلقة من الذات لتؤسسَ الكونَ في تواصل أكثر إنفتاحا وعمقا..
ختاما أقول-دون محاباة ولا مجاملة-د-طاهر مشي والأستاذ جلال باباي..شاعران يعرفان من أين يورد الشعر ..يمتطيان صهوة الحرف ويحلقان بالقصيد بأجنحةٍ من تميز ..
هذان الشاعران أراهما وأؤمن بأنهما علامة فارقة في عالم الشعر الفصيح على صعيد الشعراء العرب بشكل عام،وعلى صعيد شعراء الفصيح في بلدي (تونس) ..
قاصرٌ هو الحرف عن الإمساك بكل خيوط إبداعكما أيها الشاعران السامقان..وأتمنى أن أطرق بعضاً من ملامح الجمال بين ربوع قصائدكما الخلابة القادمة غلى مهل ...

محمد المحسن

هوامش:
1-هرمان ملفيل (1819-1891م) (1819-1891م) من أبرز الروائيين في أمريكا.
كتب موبي ديك وهي واحدة من أشهر الروائيات الأدبية.ترجع شهرته إلى هذه الرواية بشكل رئيس،لكنَّ كثيراً من أعماله الأخرى هي أيضاً إبداعات أدبية عالية المستوى،تمتزج فيها الحقيقة والخيال والمغامرة والرمزية البارعة.
2-ستيفن كينج (بالإنجليزية: Stephen King)‏ ولد 21 سبتمبر 1947 كاتب ومؤلف أمريكي ومعيار من معايير أدب الرعب عرف برواياته التي تندرج ضمن آداب الرعب. وهو حائز على ميدالية مؤسسة الكتاب القومية لإسهاماته البارزة في الأدب الأمريكي، تم بيع أكثر من 350 مليون نسخه من كتبه حول العالم.
3-دان براون (Dan Brown) (مواليد 22 يونيو 1964 في ايكسيتير،نيوهامشير، الولايات المتحدة الأمريكية). مؤلف أمريكي لقصص الخيال والإثارة الممزوجة بطابع علمي وفلسفي حديث بأسلوب مشوق مكّنه من تحقيق أفضل المبيعات. حققت رواياته رواجاً كبيراً بين الأجيال الشابة في أمريكا وأوروبا، أشهر رواياته رواية شيفرة دا فينشي The Da Vinci Code التي نشرت عام 2003،وتم تصويرها كفيلم سينمائي من بطولة توم هانكس.
4-كان جان نيكولا آرثر رامبو أو آرثر رامبو (بالفرنسية: Arthur Rimbaud نطق فرنسي..شاعر فرنسي معروف بتأثيره على الأدب والفنون الحداثية ورسمه للمعالم الأساسية للفنون السريالية(من مواليد 20 أكتوبر عام 1854،وتوفي في 10 نوفمبر من عام 1891)

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف