بقلم: د. رائد موسى
استمرار الاحتلال الاسرائيلي واستمرار جرائمه وتنكيله في شعبنا الفلسطيني الأعزل يشعل من عاطفة عموم الناس ويحولنا لمتعطشين لأي رد فعل ثأري وانتقامي ضد الاحتلال، رغم ان فكرة الثأر والانتقام فكرة مرفوضة ومذمومة في قوانين وأعراف وأخلاقيات الحرب ما لم تكن بهدف ردع العدو ودفعه للتوقف واعادة حساباته قبل شن أي عدوان.
لربما يستغرب البعض من ان فكرة الثأر هي فكرة لا اخلاقية انسانياً، فذلك يتعارض مع ثقافتنا العربية التي ترى بالثأر حق طبيعي ومن العار التنازل عنه، ولكن نعم في النزاعات البشرية من غير الاخلاقي ان تمارس الثأر بلا هدف غير اشفاء الغليل.
الحروب والصراعات مهما كانت اسبابها وشعاراتها وقضاياها عادلة، مالم ترتبط بهدف سامي يؤدي بشكل واقعي الى عودة الحقوق والسلام وحفظ كرامة الانسان، تكون مجرد همجية وعبثية ولربما مهنة غير اخلاقية للارتزاق.
لذلك بتطور الحضارة البشرية، ووضع أسس ونظريات للحرب العادلة والتي على أساسها وضع القانون الدولي الانساني، تم تنظيم مفهوم وشروط الحرب العادلة، وهنا على الناس ان تدرك بشكل جيد بانه لا يكفي ابدا ان تكون صاحب قضية عادلة حتى تكون كل حروبك عادلة.
هنا نحن الشعب الفلسطيني لا أحد في العالم غير الكيان الصهيوني ينكر عدالة قضيتنا، فحتى الولايات المتحدة الأمريكية تقر بعدالة قضيتنا وضرورة حصولنا على الحرية والاستقلال وعودة الحقوق. ولكن ذلك لا يعني اننا بنظر العالم يحق لنا ان نمارس الحرب كيفما نشاء وبالطريقة التي تعجبنا وان على العالم ان يتفهم حقنا بذلك، ولا يعني ان على شعبنا أيضا ان يصفق لكل من يقرر ان يحارب العدو الصهيوني.
وهنا علينا مراجعة مفاهيم الحرب العادلة والنظر الى انفسنا بقليل من الحكمة والتروي قبل ان ننساق خلف العاطفة. والتي يمكن استعراضها كالتالي:
- يجب ان يرتكز قرار الحرب على سلطة شرعية تعبر عن ارادة الشعب، وهنا يتبين وبشكل واضح بانه لا يجوز لكل فصيل مسلح أو عشيرة مسلحة ان تقرر ادخال شعب بأكمله في حرب، لأن حساباتها ترغب بذلك، مهما كانت دوافعها جميلة ومقبولة، يبقى من غير المشروع لها اتخاذ هكذا قرار بمعزل عن المؤسسة الرسمية الشرعية تعبر عن ارادة الشعب. وفي هذه المعركة الأخيرة يبدو ان هذا الشرط غير متحقق.
- السبب العادل: مقاومة العدوان سبب عادل لدخول حرب، وهنا يبدو ان هذا الشرط متحقق.
- مبدأ النية الحسنة: بمعنى ان الحرب من أجل تحقيق السلام، وليست لأهداف خفية أخرى كالحصول على دعم مالي أو تعزيز موقع انتخابي أو تواطئ مع رغبة الطرف الثاني بحصول حرب. ولربما هنا في هذه المعركة الأخيرة ان يكون هدف الجهاد الاسلامي هو ردع الاحتلال عن الاستمرار باعتداءاته واغتيالاته وبذلك نفترض حسن النية.
- فرصة معقولة للنجاح: قد تلجأ الأطراف إلى الحرب فقط إن توفر احتمال بأن يؤثر ذلك بشكل قابل للقياس على حل النزاع، وهنا من الواضح ان الامكانيات العسكرية الفلسطينية ليس أمامها أي فرص معقولة للنجاح والتغلب على قوة الاحتلال العسكرية، وبذلك ينتفي هذا الشرط لتكون حربنا عادلة وتنال الدعم والتصفيق، بل من حق المتابعين اعتبارها حرب عبثية لا طائل من دخولها. وهنا الأطراف التي تلومنا على خوض هكذا حرب لا تلومنا بدافع الخشية على الاسرائيليين انما بدافع انه من واجبنا ان نرأف بأنفسنا من بطش الاحتلال ولا نلقي بأنفسنا الى التهلكة.
- التناسب مع الوسائل المستخدمة: قبل بدء حرب ما، على الأطراف تقييم الحسنات المتوقعة الناتجة عنها مقابل السيئات المتوقعة (الخسائر والاصابات). وهنا وبلا شك أيضا الخسائر المتوقعة بالمنشآت والأرواح الفلسطينية تفوق بعشرات الأضعاف للحسنات المتوقع انجازها من دخول هكذا حرب، لذلك ينتفي تحقيق هذا الشرط أيضا.
لذلك دخولنا نحن الفلسطينيين بحروب لا تلبي مفاهيم شروط الحرب العدالة لا يعتبر أمر سليم يستحق التصفيق، بل في نظر العقل والعالم هو عبث واستهتار بالأرواح دون توقع أي نتائج ايجابية من وراء ذلك، سوى قليل من بهرجة الاعلام الباحث عن اثارة وتعزيز مكانة بعض المستفيدين الذين لا مكان ولا قيمة لهم داخل المجتمع بغير ذلك، مقابل مزيدا من الأيتام والأرامل والثكلى والجرحى والمعاقين والمشردين والخسائر الاقتصادية، والنفسية والتهجير من الوطن، الى جانب فرح بعض المشاهدين بمشاهدة الاسرائيليين وهم يهرعون الى الملاجئ ويغيرون مسارات خطوطهم الجوية، وهو انسانيا ليس شيء مثير للفخر، المثير للفخر هو فقط تدمير ارتال دبابات الاحتلال واسقاط طائراته وقصف مواقعه العسكرية، وطالما لا نمتلك امكانيات عسكرية حقيقية من اجل تحقيق ذلك، فمن واجبنا البحث عن اساليب مختلفة تسبب الضغط اللازم على الاحتلال من اجل انهاءه والكف عن العدوان، ومن أهمها المقاومة الشعبية السلمية المستمرة والمتواصلة اللاموسمية بمختلف صورها واشكالها والتي لا تغامر الا بأرواح وسلامة منفذيها.
لربما يستغرب البعض من ان فكرة الثأر هي فكرة لا اخلاقية انسانياً، فذلك يتعارض مع ثقافتنا العربية التي ترى بالثأر حق طبيعي ومن العار التنازل عنه، ولكن نعم في النزاعات البشرية من غير الاخلاقي ان تمارس الثأر بلا هدف غير اشفاء الغليل.
الحروب والصراعات مهما كانت اسبابها وشعاراتها وقضاياها عادلة، مالم ترتبط بهدف سامي يؤدي بشكل واقعي الى عودة الحقوق والسلام وحفظ كرامة الانسان، تكون مجرد همجية وعبثية ولربما مهنة غير اخلاقية للارتزاق.
لذلك بتطور الحضارة البشرية، ووضع أسس ونظريات للحرب العادلة والتي على أساسها وضع القانون الدولي الانساني، تم تنظيم مفهوم وشروط الحرب العادلة، وهنا على الناس ان تدرك بشكل جيد بانه لا يكفي ابدا ان تكون صاحب قضية عادلة حتى تكون كل حروبك عادلة.
هنا نحن الشعب الفلسطيني لا أحد في العالم غير الكيان الصهيوني ينكر عدالة قضيتنا، فحتى الولايات المتحدة الأمريكية تقر بعدالة قضيتنا وضرورة حصولنا على الحرية والاستقلال وعودة الحقوق. ولكن ذلك لا يعني اننا بنظر العالم يحق لنا ان نمارس الحرب كيفما نشاء وبالطريقة التي تعجبنا وان على العالم ان يتفهم حقنا بذلك، ولا يعني ان على شعبنا أيضا ان يصفق لكل من يقرر ان يحارب العدو الصهيوني.
وهنا علينا مراجعة مفاهيم الحرب العادلة والنظر الى انفسنا بقليل من الحكمة والتروي قبل ان ننساق خلف العاطفة. والتي يمكن استعراضها كالتالي:
- يجب ان يرتكز قرار الحرب على سلطة شرعية تعبر عن ارادة الشعب، وهنا يتبين وبشكل واضح بانه لا يجوز لكل فصيل مسلح أو عشيرة مسلحة ان تقرر ادخال شعب بأكمله في حرب، لأن حساباتها ترغب بذلك، مهما كانت دوافعها جميلة ومقبولة، يبقى من غير المشروع لها اتخاذ هكذا قرار بمعزل عن المؤسسة الرسمية الشرعية تعبر عن ارادة الشعب. وفي هذه المعركة الأخيرة يبدو ان هذا الشرط غير متحقق.
- السبب العادل: مقاومة العدوان سبب عادل لدخول حرب، وهنا يبدو ان هذا الشرط متحقق.
- مبدأ النية الحسنة: بمعنى ان الحرب من أجل تحقيق السلام، وليست لأهداف خفية أخرى كالحصول على دعم مالي أو تعزيز موقع انتخابي أو تواطئ مع رغبة الطرف الثاني بحصول حرب. ولربما هنا في هذه المعركة الأخيرة ان يكون هدف الجهاد الاسلامي هو ردع الاحتلال عن الاستمرار باعتداءاته واغتيالاته وبذلك نفترض حسن النية.
- فرصة معقولة للنجاح: قد تلجأ الأطراف إلى الحرب فقط إن توفر احتمال بأن يؤثر ذلك بشكل قابل للقياس على حل النزاع، وهنا من الواضح ان الامكانيات العسكرية الفلسطينية ليس أمامها أي فرص معقولة للنجاح والتغلب على قوة الاحتلال العسكرية، وبذلك ينتفي هذا الشرط لتكون حربنا عادلة وتنال الدعم والتصفيق، بل من حق المتابعين اعتبارها حرب عبثية لا طائل من دخولها. وهنا الأطراف التي تلومنا على خوض هكذا حرب لا تلومنا بدافع الخشية على الاسرائيليين انما بدافع انه من واجبنا ان نرأف بأنفسنا من بطش الاحتلال ولا نلقي بأنفسنا الى التهلكة.
- التناسب مع الوسائل المستخدمة: قبل بدء حرب ما، على الأطراف تقييم الحسنات المتوقعة الناتجة عنها مقابل السيئات المتوقعة (الخسائر والاصابات). وهنا وبلا شك أيضا الخسائر المتوقعة بالمنشآت والأرواح الفلسطينية تفوق بعشرات الأضعاف للحسنات المتوقع انجازها من دخول هكذا حرب، لذلك ينتفي تحقيق هذا الشرط أيضا.
لذلك دخولنا نحن الفلسطينيين بحروب لا تلبي مفاهيم شروط الحرب العدالة لا يعتبر أمر سليم يستحق التصفيق، بل في نظر العقل والعالم هو عبث واستهتار بالأرواح دون توقع أي نتائج ايجابية من وراء ذلك، سوى قليل من بهرجة الاعلام الباحث عن اثارة وتعزيز مكانة بعض المستفيدين الذين لا مكان ولا قيمة لهم داخل المجتمع بغير ذلك، مقابل مزيدا من الأيتام والأرامل والثكلى والجرحى والمعاقين والمشردين والخسائر الاقتصادية، والنفسية والتهجير من الوطن، الى جانب فرح بعض المشاهدين بمشاهدة الاسرائيليين وهم يهرعون الى الملاجئ ويغيرون مسارات خطوطهم الجوية، وهو انسانيا ليس شيء مثير للفخر، المثير للفخر هو فقط تدمير ارتال دبابات الاحتلال واسقاط طائراته وقصف مواقعه العسكرية، وطالما لا نمتلك امكانيات عسكرية حقيقية من اجل تحقيق ذلك، فمن واجبنا البحث عن اساليب مختلفة تسبب الضغط اللازم على الاحتلال من اجل انهاءه والكف عن العدوان، ومن أهمها المقاومة الشعبية السلمية المستمرة والمتواصلة اللاموسمية بمختلف صورها واشكالها والتي لا تغامر الا بأرواح وسلامة منفذيها.