الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السجن صمت الرجال

تاريخ النشر : 2022-07-02
السجن صمت الرجال

تعبيرية

السجن صمت الرجال 

بقلم الأسير: راتب عبد اللطيف حريبات 

مما لاشك فيه بأنه حينما يسمع بكلمة سجن يتبتدر لك بأن من يقبع به ويعيش الظروف القاسية و القهرية والصعبة بكل أشكالها وألوانها فمهما كانت وردية ومزاهية بل انه يعيش البعد والحرمان والقيد والتقيد الجسدي والنفسي فالسجن بحد ذاته هو عقاب من اشد العقوبات التي تحل بالإنسان بل أصعبها واكثرها قسوة ترتكب بحقه لان السجن يحمل بين ثناياه كل معاني القهر والظلم والاذلال ولكبت الجسدي والنفسي والمعتوي وكل المقومات اللوجسيتة التي يحتاجها الانسان في هذه المكان المحاصر والمحصن بشتى الوسائل والأساليب الأمنية والقهرية المعتمدة من اجل اخضاع البشرية.

وان هذه الممارسات ومتعددة الـشكال والتي تعد محطة للقهر والظلم والجور بل تتعدى ذلك الى الموت البطيء "الموت بالتقسيط" وليس الموت الابدي سيما مسلسل التعذيب والقهر والكبت الذي يسلب الحري و الجسدية وحرية الحركة الاعتيادية التي يحتاجها الانسان  فهذا المسلسل متعدد الحلقات اليومية التي لها بداية ولا يوجد لها نهايه داخل السجن فهى بداية الحرمان والبعد والقهر والكبت المستمرة دون انقطاع. 

فالسجن رغم القسوة والشدة التي لا يتحملها البشر نظريا والمتمثله بالبعد الحقيقى عن دوائر الحياه الاجتماعيه بكل جوانبها الوطنيه والاسريه سواءا من البدايه الاسره الصغيره من العائله الأم الحضن الدافء والاب بصظؤ الروؤم والاخوه والاخوات والاصدقاء الاقربون الذين يمثلون الدرع الواقى للبشريه وحمايتها من الضياع والدوائر الاخرى التى يحتاجها الاسرى خارج هذه الاسوار وكذلك العادات والتقاليد والاعراف والقوانين التى يعيشها في الخارج الخاص به والانسان منذ للصغر يعيش في كنف اجتماعي وعائلي يعتاد عليه على مدار سنين العمر مها كانت تساعده عل  النمو ضمن مقومات اجتماعية انسانية كريمه تحافظ على التوازن العقلي والنفسي والجسماني.

فالسجن هو مجرد من كل معاني الانسانيه والاخلاقيه والقيمه التى تسلب من الانسان اجمل لحظات العمر وتسرق مراحل الشباب من تعلم وتأهيل للحياه القادمه والمستقبليه التى يرنو لها وعلم بها كل شاب بهذا العمر فالسجن سارق لاحلام الرجال السجن صمت وقهر والم هذا باقل تعبير لهذه الكلمه (السجن) والتى تفهما من حروفها الثلاثه : سين سلب الحريه ، جيم جشع للانسانيه ، ونون : نار تحرق الاعمار.

هذا هو بصمت الذي لايعرفه الا الرجال الذين يقبعون داخل باستيلات العدو السجن عندنا لايشبه اي شي اي شي اي عقاب فانت سجين في ارضك ووطنك وبلدك ومن قبل عدوك وسجانك الذي سرق وجلب ونهب الارض والعرض وللشجر والحجر
فالصمت لم يكن جنبا او خوفا بل قهرا وكبتا من سجائن الذي لا يعرف معنى للانسانية وقيمه الانسان بل يعرف كيف يسرق الاعمار وينتهك الاعر واغتصاب الارض عنوة.
 
فالسجن سارق للاعمار وجارف للدماء وناسفا للانسانيه محاط بالاسوار العاليه والجدار الاسمنتيه والاسلاك للشائكه والكلاب البولسيه والابواب الحديديه المصدأه للمحمله بالاقفال والسلاسل التى تسمع طقطقتها كل لحظه يمر بها السجان لمراقبه الاسرى داخل الغرف والكاميرات المزروعه في كل زوايا السجن تراقب خصوصيات الاسرى وادنى تحركاتهم وكل ما يتعلق بتحركات الاسرى.

كل هذه الاشكال التى تبث في نفسيه الاسير عوامل الاحباط وبكبت والتقيد ويعيش الدائم تحت المراقبه والتى تؤثر على نفسيه الاسير بشكل سلبى وتحديدا من يعيش تحتها وظلها 
ان هذه العوامل التى يسعى السجان الى بثها الى نفسيه الاسير داخل هذه البقعه الجغرافيه الصغيره والمحدوده ليكون عنصر الاحباط والانكسار للعزيمة والهمه لمعنويات التى يمتلكها الاسير فهذه الأساليب والاشكال القمعية التي يبتكرها السجان ضد الاسرى من اجل كسر هممهم وشوكتهم وهذا فقط بالمظهر الخارجى للسجن عدا عن الممارسات الفيزيائية الاخرى
فالسجن كلمة تعنى : قهر ظلم وبعد وحرمان والم وفراق وكبت وقيد وتقيد وحصار ومعاناة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف