الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يترجل فارس آخر من فرسان قوات 17 "اللواء فيصل أبو شرخ"

تاريخ النشر : 2022-06-29
يترجل فارس آخر من فرسان قوات 17 "اللواء فيصل أبو شرخ"
بقلم: محمود جودت قبها

 رجل مناضلاً وطنياً كبيراً كرس حياته في خدمة قضية شعبنا الفلسطيني والدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة، وسطر في سجل الخالدين سيرة ومسيرة نضالية مشرفة ومفعمة الكفاح والتضحيات والعطاء الوطني.

فقدت فلسطين واحداً من بين أبرز رجالها ومناضليها وقادتها على الصعيدين العسكري والسياسي وداعا سيادة اللواء وداعا قائد قوات ال17 وداعا رفيق الثورة الفلسطينية وياسر عرفات.... عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية انه رائد الثورة وصمام أمانها قائد مسيرتها،عضو المجلس الثوري لحركة فتح .

تعيش وداعاً بحجم بحر من الدموع والآسى، والشعب الفلسطيني من بحرها إلى نهره ما عاد يدري لهول الأوجاع كيف ومن أين يبدأ الرثاء؟ أمن رحيل الفرح من القلوب والعيون؟ أم رحيل القامات الشامخة في خندق الرصاص والقلم؟ أم من إنكسار أحلام الشتات في العودة لهول النزيف والجراح وإننا ونحن نودع هذا الشامخ العملاق اللواء فيصل ابو شرخ ننعش ذاكرتنا بالأهات والمناجاة. وما يواسينا في خضم هذه الفواجع أن أمثال هذا اللواء المبدع يموتون ويحيون رغم أنف الزمان والمكان فهم يسكنون عيوننا وقلوبنا وجوارحنا وجوارحنا. مخلدون في ذاكرة الأيام، وإننا في لوعة هذا الفراق الموجع، نرفع الى عائلة العملاق اللواء فيصل ابو شرخ كُلَ ما تحملهُ الحروف من مواساة منذ أول دمعة سَحَت من عين حزين وإلى هذه اللحظة الرعشة ألماً من وجع الفراق فإلى جنات الخلود يا قائدنا ومعلمنا ومناضلا .

عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية لا نرثيك اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا أو حتى أحد رموز الشعب الفلسطيني من البحر إلي النهر نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع رثاء رجل بأمة.. رجل أحيا قضية شعبه الذي افترسته وحوش التغريب والتحلل القيمي والعقدي في حقبة الحداثة الزائفة، وعمل ليل نهار لخدمة قضايا شعبه التي تآمر عليها القريب والبعيد، في زمن التبعية والهوان والردة عن المبادئ الناصعة والمعاني الجميلة هذا الرجل كمنت به طاقات متميزة ارتقت به إلى قمة المجد وذرى العمل والتضحية والعطاء أحتل بها

المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل من المناضلين وقادة الشعب الفلسطيني، بالغي التفرد والتميز والإبداع، في العصر الحديث وكان خلالها مثالاً للمناضل في شجاعته، وأخلاقه وتواضعه وإقدامه وتضحيته، كلف بالعديد من المهمات الصعبة وتولى المسؤولية بكل أمانة وإخلاص واقتدار، رفيق درب الشهيد الرمز ياسر عرفات.

المناضل فيصل محمود حمد أبو شرخ من مواليد بلدة الظاهرية قضاء الخليل بتاريخ 7/12/1948م، أنهى دراسته الأساسية والإعدادية وحصل على الثانوية العامة التحق بصفوف حركة فتح عام 1968م في الأردن، انتقل الى الساحة اللبنانية بعد أحداث أيلول المؤسفة عام 1970م، وكان ضمن النواة التي شكلت جهاز الـ (17) في لبنان، هذا الجهاز الذي كلف بحراسة مقرات الأخ القائد العام في لبنان، وحماية الشخصيات الهامة والزائرة ومرافقة الرئيس وحمايته.

شارك في كافة المعارك للدفاع عن الثورة في أماكن تواجدها وعن مخيماتنا الفلسطينية خلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان عامي 1975م – 1976م، وسقط منه مئات الشهداء في هذه المسيرة الطويلة خلال اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982م كان مسؤولاً عن عمليات قوات الـ17( غادر مع القوات المغادرة الى تونس بعد الاجتياح وعاد إلى طرابلس حيث شارك في الدفاع عن القرار الوطني المستقل عام 1983م ومن ثم غادر مرة ثانية مع القوات.

كلف من قبل القيادة بالعودة الى لبنان عام 1985م عن طريق البحر مع مجموعة من ضباط وكوادر ال (17) الآ انه تم اعتقاله من قبل البحرية الإسرائيلية في عرض البحر وذلك بتاريخ 10/9/1985م وهو متوجه الى لبنان في مهمة كلف بها، أمضى في المعتقلات الإسرائيلية سبع سنوات ونصف تعرض خلالها للتعذيب وكان من أصلب الرجال في السجن، تم الإفراج عنه في شهر نوفمبر عام 1992م ورحل الى جنيف ومن تم توجه الى الجزائر ومنها الى تونس.

عين بقرار من الرئيس / ياسر عرفات قائداً لقوات الـ17) أمن الرئاسة.

مع عودة قوات الأمن الوطني الفلسطيني إلى أرض الوطن عام 1994م وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عاد إلى أرض الوطن قادماً من تونس الى غزة واستمر في قيادته لقوات أمن الرئاسة الـ17) في المحافظات الجنوبية والشمالية، وبقى على رأس عمله حتى تقاعد خلال حصار الرئيس الشهيد أبو عمار في المقاطعة عام 2002م كان اللواء فيصل أبو شرخ كان برفقته في المقاطعة عين عضواً في المجلس الاستشاري لحركة فتح من عام 2009م – 2016م ,أنتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر السابع الذي عقد في رام الله عام 2016م ,الرئيس محمود عباس يكرم قائد قوات ال (17) اللواء فيصل أبو شرخ 25/8/2013م منح من قبل الرئيس  محمود عباس الميدالية العسكرية (النوط العسكري) تثميناً لخدمته طيلة خدمته في صفوف حركة فتح حصل على العديد من الدورات العسكرية والأمنية في الدول الصديقة.

إننا نفتخر عاليا النوعية المميزة من الرجال والقادة الذين يرحلون عنا والتي سطرت تاريخنا وتاريخهم بالتضحيات من اجل شعوبها ومبادئها الصادقة الامينة لمصالح شعوبها ستبقى ذكراك عالية لأنها غالية علينا وذكرى المناضلين الاوفياء لقضايا شعبهم وما بدلوا تبديلا وستبقى ذكراكم كالراية مشرعة ابدا في سماء الوطن الغالي ومستمرة جيلا بعد جيل مقاومة حتى الحرية والاستقلال والتطور قاومت فقاوم وعلى هذا الدرب سائرون ابدا، رحمك الله سيادة اللواء ويا أبا محمود والى جنات الخلد ايها القائد المعلم المناضل قائد قوات ال17 .

إن الوفاء للراحل هو التمسك بما اعتبره أساسا ونبراسا لحركته السياسية هدف الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الـمستقلة، واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني كشرط لازم لها والواقعية السياسية وأبعادها وحدودها المعروفة كأداة للتحرك والعمل، ان الوفاء الحق للرجل الراحل هو بتحقيق حلمه حلم الدولة الـمستقلة؛ ذلك الحلم الذي راوده في حياته ووضعه في مماته .

وكان كريما وصاحب مواقف وشهامة ومنزله ظل مفتوحا للصغير والكبير من الضيوف،لقد تحلى هذا القائد الرمز في حياته بالاخلاق والتواضع والإنسانية وصاحب قول سديد وقول كلمة الحق،وناصحا للطريق المستقيم،وبالتمسك بالمبادئ والثوابت الوطنية الفلسطينية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف