الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المرأة المصرية وحديث القفة

تاريخ النشر : 2022-06-29
بقلم: أحمد الخميسي

تظل جريمة قتل "نيرة"، فتاة المنصورة، رغم بشاعتها، ذات دلالة فردية، لأن المجرم كما كشفت اعترافاته فى التحقيق مختل نفسيًا، وبالطبع فإن ذلك لا يبرر له ما قام به ولا يشفع فى تخفيف العقاب.

لكن يبقى أن الحادثة ليست مرتبطة لا بوضع اقتصادى عام ولا بقضية عامة، ويظل مغزاها فرديًا، إلا أن أهمية الحادثة فى أنها ألقت الضوء على طبقات من الوعى الاجتماعى الذى يكتنف وضع المرأة ويقودها إلى دروبه بالعنف الفكرى.

وكان حديث مبروك عطية أبرز نماذج ذلك الوضع حين خاطب المرأة بقوله: "لو حياتك غالية عليكِ اخرجى من بيتكم قفة"!.. ومن المدهش ألا يرى المرء فى الدم الذى يسيل سوى ملابس القتيل! فيوبخ الضحية ويلومها بدلًا من أن يوجه سهامه إلى القاتل وعوضًا عن إدانة الجريمة! وشتان ما بين طه حسين الأزهرى الذى ذكر أنه كان يحمل علبة أدوات الزينة لزوجته سوزان بكل محبة وتقدير، وأزهرى آخر جاء بعد أكثر من نصف قرن لينصح المرأة أن تكون قفة لا أكثر.

ويؤكد الفارق بين نظرة طه حسين ومبروك عطية أن الدين لا يقود الناس إلى التطرف، لكن الناس هم الذين يقودون الأديان إلى التطرف.

وفى واقع الأمر فإن تصريح "القفة" وصاحبه ليس سوى حلقة فى سلسلة تتفجر بطبقات الوعى المتخلف على ألسنة عبدالله رشدى، وأمثاله، وجدير بالذكر فى ذلك السياق أن محاميًا شهيرًا، هو نبيه الوحش، صرّح فى أبريل ٢٠١٧ بقوله: "البنت اللى مش بتحافظ على نفسها وتدعو الناس إنها تعاكسها ولابسة بنطلون مقطع اغتصابها واجب قومى والتحرش بها واجب وطنى"!

ويتضح عمق ذلك الوعى الاجتماعى المتخلف فى تعليقات الكثيرين على جريمة المنصورة، ومنها تعليق فى "فيسبوك" يقول صاحبه: "كان اغتصبها أحسن"! وتعليق آخر لشخص يبرئ القاتل قائلًا: «يا ريت نفهم اللى حصل، جايز إنها تستاهل اللى جرى لها وأنتم ظالمين الولد، لأن شكله راجل محترم أصلًا"!، بل ذهب بعض الأقوال إلى حرمان "نيرة" من دخول الجنة وأمرها بيد الله وحده سبحانه وتعالى.

إلى هذه الدرجة يتشبع الوعى العام بأن المرأة يجب أن تلزم البيت، وأن تصبح "قفة" وليست عالمة أو كاتبة أو مناضلة أو زميلة كفاح، فإذا لم تقبل بذلك المصير أصبح قتلها مباحًا، من الذى يشاهد أفلام البلطجة ويسهم فى انتشارها فى المجتمع؟

وقد أثارت الجريمة سؤالًا آخر يتعلق ببلورة الوعى العام، لكنه يخص هذه المرة مسئولية الثقافة عن استقرار الوعى المتدنى بقضية المرأة، وعن مدى مساهمة الأفلام التى تقدم البلطجى نموذجًا وبطلًا، وعن الأغنيات التى هبطت حتى القاع بالكلمات والمعنى، بل عن مدى مساهمة التربية والتعليم فى تكريس ذلك الوعى، واعتناق أن المرأة تؤخذ بالقوة ويجوز ضربها وإهانتها؟

ولقد تقدمت د. مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، ببلاغ للقضاء ضد مبروك عطية، وأوضحت سبب ذلك بقولها: "إن دماء هذه الفتاة وغيرها فى رقبة كل رجل دين خرج وتكلم عن ملابس البنات واستباح أمنها".. كما قامت جمعيات نسائية أخرى بتقديم بلاغات مشابهة.

لكن ذلك وحده لا يمثل حلًا للمشكلة، لأن المشكلة تستلزم منا تجديد الخطاب التعليمى والثقافى والفنى لكى نطوق بكل ذلك خطاب "القفة" ونحاصره، ولكى نرسخ فى الوعى وفى اللا وعى أن المرأة أجمل الكائنات وأنبل الأخوات ورفيقة النضال والقلم والعلم ومن دونها لا توجد حياة ولا أمل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف