الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انكفاء العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني... أسبابه وتداعياته

تاريخ النشر : 2022-06-29
بقلم: سمير الددا

يكثر الحديث هذه الايام في وسائل اعلام الكيان الصهيوني عن تأسيس حلف "ناتو" شرق أوسطي على غرار حلف شمال الأطلسي, والملفت ان ذلك يأتي بعد أيام قليلة من إعلان تل أبيب عن دخولها في تحالف للدفاع الجوي المشترك مع بعض دول المنطقة في مواجهة إيران.
على الرغم من عدم وضوح ما تقصده تل ابيب بفكرة الناتو الشرق اوسطي وما مدى واقعية هذه الفكرة وما مدى قابليتها للتحقيق وهل يستهدف هذا الناتو احداً اخر غير ايران ومن هم اعضاءه وبقيادة من.....؟؟ وان كان المستشار السابق بوزارة الدفاع الامريكية مايكل معلوف قد اجاب على السؤال الأخير لقناة روسيا اليوم عليه قائلا "بان اسرائيل هى التى ستتولى القيادة وان الدول العربية أصبحت فعلياً تتبعها بعد أن بدأت في الاعتماد على التكنولوجيا الاسرائيلية وخصوصاً العسكرية"
عموماً, مهما كان شكل هذا الناتو المقترح ومهما كانت اهدافه فانه يعتبر مؤشراً صارخاً على اخترق خطير يحققه الكيان الصهيوني في المنطقة التي كانت طيلة العقود السبعة الماضية حضناً دافئاً للقضية الفلسطينية.
النجاح الذي يحققه الاحتلال الصهيوني على الساحة السياسية وخصوصاً عربياً يعود بالدرجة الاولى الى عدة عوامل من أهمها الدعم الامريكي اللامتناهي للكيان المحتل بما في ذلك مشروع القرار الصادر من الكونجرس فى 9 يونيو الحالى بتكليف وزارة الدفاع الامريكية باتخاذ ما يلزم لدمج الدفاعات الجوية لاسرائيل مع عدد من الدول العربية لمواجهة المخاطر الايرانية....!!!!!
وكذلك الدعم السياسي والدبلوماسي الهائل والغير مسبوق تاريخياً الذي قدمته ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب وفريقه اليهودي الصهيوني (كوشنر, غرينبلات, فريدمان) بشأن القدس, وكذلك قيامهم بممارسة ضغوط هائلة على دول عربية لدفعها للدخول عنوة في علاقات مع الكيان الغاصب, فنجحوا في ابتزاز بعض الدول التي لم تستطع مقاومة تلك الضغوط الامريكية نظراً لهشاشة بنيتها السياسية والعسكرية والامنية, في حين انها لم تنجح مع غالبية الدول العربية وخاصة تلك ذات البنية العسكرية والسياسية الصلبة.
الحقيقة ان هناك عاامل مهم جداً خلف انحسار الاهتمام بالقضية الفلسطينية عربياً ودولياً ونجاح الاحتلال الصهيوني في تحقيق ما تم من اختراقات في المنظومة العربية وقد لا يقل اهمية عن تطاول الادارة الامريكية على ثوابت القضية الفلسطينية كما اشرنا ان لم يفوقه خطورة بل قد يكون سببه الرئيسي فيه,...... وذلك هو فشل وقصور الاداء السياسي والدبلوماسي الفلسطيني.....!!!!!
الانحياز الامريكي المطلق للكيان الصهيوني ليس جديداً, والولايات المتحدة تعلن ذلك شبه يومياً منذ نشأة الكيان المحتل, والانظمة العربية وخصوصاً المؤثرة في الشأن الفلسطيني هي نفسها لم تتغير, والشخصيات الحاكمة الان هي وريثة شخصيات سابقة وامتداد لها.......لذا يقفز الى الذهن السؤال التالي......لماذا يحصل ما يحصل الان.....؟؟؟
الحقيقة ليس من المستحيل ايجاد اجابات على هذا التساؤل, اقربها الى الواقع والمنطق هو اخفاق واضح للدبلوماسية الفلسطينية في التواصل الفعال والهادف مع دول العالم والدول العربية وخصوصاً الخليجية التي تمتلك وزن سياسي واقتصادي هائل والتي كانت احتضنت القضية الفلسطينية منذ بدايتها وحتى اليوم.
اليوم الدبلوماسية الفلسطينية غائبة تماماً عن الساحة الخليجية, ففي الوقت الذي يتجول كبار المسؤولين الصهاينة بحرية في ازقة وشوارع البحرين والامارات بصورة شبه يومية, لا اكاد اذكر متى كان هناك مسؤول فلسطيني يزور أي دولة خليجية....وكما يقول المثل البعيد عن العين بعيد عن القلب.....!!!!!
السفارات الفلسطينية في دول الخليج لا تقوم بالدور المناط بها كما يجب, دورها يتمحور حول اعمال ادارية او اجتماعية على احسن تقدير, لان المسؤولين في بعض هذه السفارات تنقصهم القدرات والخبرات الدبلوماسية والسياسية ومنهم من يعتبرون تعيينهم هناك بمثابة استحقاق او حق مكتسب له كونه ينتمي لتنظيم معين او محسوب على فلان بغض النظر عن كفاءته او قدراته على القيام بدوره كممثل لفلسطين يحمل همها وقضيتها اينما حل او ارتحل ويعرضها للشخصيات المؤثرة في الدولة التي يتواجد فيها.
قصور منظومة الدبلوماسية الفلسطينية بدون شك ومن ثم الوصول الى الوضع السياسي والحياتي المزري الذي تشهده الاراضي الفلسطينية ومن ثم عقم السياسة الفلسطينية وفشلها في تقديم مبادرات وافكار جديدة ومبتكرة لتحصيل الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وهذا في مجمله يعود الى احتكار السلطة الفلسطينية ومناصبها ونفوذها في ايدي اناس تنقصهم الدراية والحنكة والفطنة اللازمة للتعامل مع مثل الملف المعقد وللتعاطي مع عدو بهذا المكر وهذه الغطرسة.
من هم في السلطة اليوم هم انفسهم تقريباً منذ اكثر من 3 عقود, قدراتهم وامكانياتهم أوصلت الشعب الفلسطيني وقضيته الى ما وصل اليه, الاختلاف الوحيد كان تولي ابو مازن رئاسة السلطة الفلسطينية بعد استشهاد ابو عمار يرحمه الله والتغيير كان في الشخصية فقط اما السياسة واسلوب العمل فبقيت كما هي, وفريق العمل الذي يحيط بالرئيس بقي كما هو تقريباً أي ان العمل الرسمي الفلسطيني لم يطرأ عليه تغيير يذكر من اكثر من ثلاثين سنة مما تسبب بهذا الجمود وهذا القصور الهائل في العمل السياسي والدبلوماسي.
على الجانب الاخر بعد اسحق رابين وتوقيع اتفاقية اوسلو تولى السلطة في تل ابيب العديد من الاشخاص كان منهم شيمون بيريز, ايهود باراك, اريل شارون, ايهود اولمرت, بنيامين نتنياهو, نفتالي بينيت وغداً يائير لابيد, ورافق التغيير في الاشخاص تغير كامل في السياسات والاتجاهات السياسية والاهداف والكوادر البشرية واساليب العمل مما رفد العمل بدماء وأفكار جديدة باستمرار مما كان له اثراً ايجابياً على الاداء وصولاً الى ما وصلنا اليه اليوم.
وكذلك الحال في الولايات المتحدة (الوجه الاخر لعدونا) تعاقب على السلطة هناك بعد اتفاق اوسلو كلا بل كلنتون وجورج بوش الابن وباراك اوباما ودونالد ترامب ثم جو بايدن.
المؤلم ان الشعب الفلسطيني ليس عقيماً, بل لديه كفاءات عالمية المستوى يشهد لها القاصي والداني ولكن المشكلة ان هناك فئة محددة تطبق على النفوذ والسلطة بكل ما لديهم من قوة ويحتكرون المواقع الرئيسية ولا يسمحون لاي كان من الاقتراب منها, بل يقتتلون فيما بينهم للاستئثار باكبر قدر من النفوذ, المخيف في هذه المقاربة البغيضة ان معظم هؤلاء يزاوج بين السلطة ومصالحه الشخصية, واذا ما تعارضت مصالح الوطن مع تلك المصالح (وكثيراً ما تتعارض), غالباً ما ينحاز لمصالحه وهذا هو ابرز وجوه الفساد, وهذا هو بيت الداء, أي ان هذا الامر هو السبب الرئيسي الذي يقف وراء انزلاق القضية الفلسطينية الى الحضيض ولن تقوم لها قائمة على الاغلب الا بتدارك تلك المصيبة (تضارب المصالح او الفساد) والقضاء عليها ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
وكذلك ضرورة تطعيم جسد العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني بدماء جديدة وافكار جديدة وكفاءات تستطيع التعامل مع تعقيدات وتحديات القضية الوطنية وخطورة المرحلة, والجامعات ومراكز الابحاث والدراسات داخل فلسطين وخارجها حول العالم تعج بالكفاءات الفلسطينية عالمية المستوى والتي اذا ما اتيحت لها الفرصة تستطيع النهوض بالقضية الفلسطينية مجدداً ووضعها على المسار الصحيح.
وكذلك الانقسام بين شطري الوطن والتنافر بين اكبر فصيلين فلسطينيين (فتح وحماس) له اثر كبير في فشل العمل السياسي الفلسطيني عربياً ودولياً, وقد نجح الصهاينة في لعب ورقة الانقسام بمهارة كبيرة مكنتهم من شيطنة جزء كبير من العمل الوطني الفلسطيني وتوظيف ذلك في تنفير بعض الدول في المنطقة والعالم من دعم القضية الفلسطينية وفي تحميل الانقسام مسؤولية الجمود الذي يحيط بالقضية الفلسطينية.
أخر الكلام:
ثقوا في الشباب ومكنوهم فبإمكانهم التحليق بقضية شعبهم بعيداً الى افاق جديدة مع مراعاة الكفاءة والاخلاص والوطنية ونكران الذات......
انهوا الانقسام وجردوا عدوكم من هذه الورقة الرابحة التي يستخدمها بفاعلية مذهلة ضدكم في كافة المحافل الدولية وخصوصاً عند اشقائكم العرب.....
لا تتركوا قتلة الانبياء اعداءهم وأعداءكم ينفردوا بأشقائكم العرب وخصوصاً في الخليج.....اذهبوا اليهم.....انتم أولى بهم.....مهما حصل ومهما صار يبقوا اشقائكم, زوروهم في اوطانهم في بيوتهم في مكاتبهم في قصورهم وفي كل اماكن تواجدهم وتحركوا في مكان وبقوة.....إن في الحركة بركة....
حاولوا انقاذ ما يمكن انقاذه....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف