غابة الوجود العميقة

بقلم: ناس حدهوم أحمد


في الإنسان يوجد الحيوان . كما في الحيوان أيضا يحيا الإنسان . والغابة شاسعة وعميقة ولا حدود لها .
تحضن كل الأحياء بخيرهم وشرهم .برا وبحرا . والأدغال مسرحا للمعاني . هي من تغلف النظرات والإشارات .
وداخل هذا الإطار المتوحش تتغذى الكائنات اللاحمة على غيرها من الأحياء العاشبة الوديعة والمسالمة بطبيعتها .
وبالصدفة تكون الفجاءة / عواصفا / زلازلا / إنفجارات / براكنا وفياضانات .
من هذا الدمار تولد حيوات جديدة تباعا . عشوائية عمياء بطبيعتها تحكم الكون لفترة /. الإنسان / بما هو عاقل /
هو الضحية الكبرى في الزمن المجهول .( هكذا كان ولا زال )
وما اكتشفته الإنسانية عبر مسيرتها المتطورة يظل دوما غير معلوم .
ديانات . علوم . أخلاق وأفكار . كلها غير كافية وقاصرة وتظل مجرد أحلام يقظة وافتراضات يلغيها المجهول
يؤكدها الإنتظار الأزلي الأبدي . عبر الزمان والمكان وتوالي السلالات والأنواع .
وبين الليل والنهار تبقى السماء أفقا لغابة مختلفة ممتنعة عن أي إدراك مطلق وثابت . السماء بكواكبها بشموسها وثقوبها السوداء
غابة بلا جماجم
بل
كون لانهائي بلا بداية أو نهاية
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد .