الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نقد روايات رضا البطاوي

تاريخ النشر : 2022-05-21
ابراهيم الزرق
قبل الدخول فى الموضوع ينبغى القول أن الكاتب موضوع المقال وهو رضا البطاوى لا يعترف بالتسميات الموجودة فى الساحة الأدبية مثل الرواية والقصة وكناقد قام البطاوى من خلال كتابه تطبيقات نقدية نقد كتب محمد تيمور بإطلاق أسماء أخرى فالقصة عنده لابد أن تكون واقعية بمعنى أنها حدثت كلها بالفعل وسمى نوع أخر المتخيلة وهى الحكايات التى تدور عن أى شىء دون أن تكون أحداثها وقعت فهى خيال خالص وأما الحكايات التى يمتزج فيها الواقع بالخيال بمعنى مزج أحداث حدثت بالفعل بأحداث لم تقع فقد سماها مزجية وفى هذا قال :
" ينقسم تراثه لقسمين النثر والشعر وقد كتب فى ألوان النثر التالية :
المسرحية والمقال والقصص القصيرة والرواية وتسمى فى الأدب الإسلامى بهذه الأسماء عدا القصص القصيرة فلابد أن تكون وقعت فى الحياة حتى تسمى قصص وعدا الرواية فهى تسمى قصة إن كانت وقعت فى الحياة ومتخيلة إن لم تقع فى الحياة ومزجية إن اختلط الواقع فيها بالخيال "
الحاكى :
تنقسم روايات البطاوى إلى قسمين :
الأول روايات الصوت الواحد حيث يقوم بالسرد فرد واحد وهى رواياته الأولى ومعظمها ألفها فى مقتبل الشباب قبل بلوغه العشرين من العمر وهى :
موعد حدده القدر ورحلة السراب وأمريكا ارحلى عن بلادى وسر وحدتها والقليل منها مثل :
اعتقال وتغيير الكعبة ألفها فى المرحلة التالية
الثانى روايات الأصوات المتعددة حيث يقوم بالسرد عدة أفراد قد يصلون للعشرين والثلاثين وأحيانا أكثر
وغالب تلك الروايات يبدأ بتعبير حكاية المتخيلات مثل:
حكاية المتخيلات عن صاحب قيامة الأموات وحكاية المتخيلات عن بابك صاحب الإباحات وحكاية المتخيلات عن الصوفى صاحب الكرامات وحكاية التخيلات عن زوس صاحب المغامرات وحكاية التخيلات عن المهدى صاحب الرايات
الهدف :
روايات رضا البطاوى سواء كانت الروايات الأولى أو الروايات التى بعدها روايات ذات هدف تعليمى فرواية سر وحدتها تتحدث عن امراة يشل زوجها صابرة محتسبة والهدف منها هو تعليم الناس الصبر فى معاملة المرضى ورواية رحلة السراب الهدف منها تعليم الناس أنه لا يكفى الإنسان أن لديه يكون نية صادقة للعمل بل لابد من التخطيط
والروايات فى المرحلة الثانية لها أهداف تعليمية فرواية حكاية التخيلات عن بابك صاحب الإباحات تتناول موضوع الزنى من حيث الأحكام وتظهر صورة الإسلام الحقيقى الذى شوهته روايات الرجم وحكاية التخيلات عن صاحب قيامة الأموات تتناول كيفية تضليل الناس وسوقهم كالحمير من قبل الحكام وأما رواية حكاية التخيلات عن زوس صاحب المغامرات فهى رواية الهدف منها إظهار أصول الأساطير الحقيقية
ابتكارات :
فى رواياته يبدو رضا البطاوى وقد خلق لنا أمورا جديدة لم يسبق إليها أحد أقول هذا رغم أن البطاوى لا يعتقد فى كتاباته أنه هناك شىء جديد فكل ما يكتب حاليا قد كتب فى الماضى على حد قول الشاعر :
ما أرأنا نقول إلا معارا أو معادا من لفظنا مكرورا
وفى هذا قال فى كتابه نقد منهج محمد مندور فى نقد الشعر:
"ولا نوافقه على رأيه هنا لأن المعانى فى الأزمنة المختلفة لا تتغير إلا نادرا بسبب الآلات والمخترعات التى تستحدث وأما غير ذلك فهو كما هو عليه وهو ما أثبته الشعراء القدامى"
ونعدد هنا بعض تلك الابتكارات آملين أن تتيح لنا الأيام المقبلة كتابة المزيد من النقد عن الرجل
الابتكار الأول فى رواية رحلة السراب نجد أن الرجل قد استخدام عشرات الكلمات القديمة من الكتب التراثية لاعادة إحياء تلك الكلمات وفى الفقرة الأولى من الرواية يقول:
"فى باحة الدار رقد يستجدى النوم،بخص عينيه محاولا لكن بلا فائدة لقد أبق النوم وصدف عنه حاول مقاولة النوم ثانية لكنه ماطله "
فنجد هنا بخص ومقاولة وفى الفقرة التالية:
" الإنسان لا يعرف مصيره وماذا ينتظره غدا كل شىء يبعث على القلق على الجنون فى عالم مصاب بلوثة لولا بهرة من العقل"
نجد كلمة بهرة
الابتكار الثانى هو اختراع الرواية الفقهية ففى رواية الصلاة مثلا يناقش الرجل من خلال روايات الحديث والقرآن ماهية الصلاة الحقيقية وفى رواية حكاية التخيلات عن المهدى صاحب الرايات يناقش روايات المهدوية عند الفرق المختلفة والغريب أن القارىء لا يشعر بكون تلك الروايات فقهية وإنما رواية عادية تسير أحداثها فى سلاسة رغم تلك المناقشات
الابتكار الثالث هو اختراع الرواية التحقيقية ويتجلى ذلك فى رواية حكاية التخيلات عن زوس صاحب المغامرات ففى كل جزئية يذكر ملخص أسطورة ما ثم يذكر ما يظن أنه الحكاية الأصلية التى تم تحويرها ومن ذلك قوله:
الأسطورة "ولدت ريا زوجة كرونوس زوس فهربته عن طريق خادمتها لجزيرة كريت على الفور "
عن المجنون بن الحكيم قال :
حملت ريا من كرونوس ونتيجة خوفها من أن يلقى الوليد مصير إخوته لم تخبر كرونوس حتى لا يأخذ حذره ولما بدأت بطنها تنتفخ فكرت كيف تخفى هذا الحمل عن كرونوس
فى الخمسة أشهر الباقية زعمت له أن عليها نذر للآلهة أن تمكث شهورا ثلاثة فى المعبد وذهبت بالفعل ودخلت المعبد الشهر وظلت تفكر حتى استدعت أحد علماء الحيل الذى لم يقبض عليه ووعدته بمال وفير وأن يكون تحت حمايتها إن هو صنع لها دمية تشبه الوليد وتصدر أصواتا بكائية وفعلا صنع لها الحيلى الدمية وجلبها لها فأعطته ما وعدته به ثم ذهبت بعد الشهور الثلاثة وأخفت الدمية وأخبرت كرونوس بحملها ولما جاء موعد الولادة حرصت على أن تكون معها خادمتها المخلصة التى أوصتها أن تلف الدمية بقماط وتعطيها للكاهن الواقف على باب الحجرة وأن تضغط على زر تجعل الدمية الطفل يبكى فى قماطه حين تعطيه للكاهن وأوصت خادمة أخرى بجلب طفل ميت رضيع لها وفعلا جلبته ولما أخذ الكاهن الدمية طلبت الملكة من الكاهن أن تراه قبل أن يأخذه وفعلا أخذت الدمية ووضعت الطفل الميت فى جوارها وأخذت الدمية فلما أتى الكاهن بعد دقائق أعطته الطفل الميت وبالفعل نفذت الخادمة وصية سيدتها ثم أوصتها أن تضع الطفل الذى أسمته زوس فى سل وأن تضع فوقه بعض الفواكه وتخرج به من القصر وأن تسافر إلى جزيرة كريت وأعطتها أموالا وحليا ووعدتها أن تزودها بالمزيد على أن تربى الطفل ولا تعلم أحدا بأمره وفعلا خرجت المرأة من القصر بعد أن تناول بعض الحرس على باب القصر بعض الفاكهة من السل واتجهت من فورها للميناء وأبحرت فى أول مركب دون أن تكون ذاهبة إلى كريت من شدة خوفها وبعد أن وصلت تلك الجزيرة واطمأن قلبها ركبت مركبا ذاهبا لكريت وهناك اشترت أرضا وأغناما وأقامت بيتا سكنت فيه مع الوليد .
عاش زوس مع الخادمة أدراستيا وأختها إيدا فى كريت وربينه فى تلك السنوات الأولى من عمره بمساعدة بعض الخادمات الأخريات وكان يعيش على لبن العنزات الذى عودته عليه الخادمة أمالثيا وفى تلك السنوات كانت أمه ريا تزوره على فترات متباعدة مدعية مرضها وأن هواء كريت هو المناسب لصحتها حسب قول الأطباء الذين كانت ترشوهم وتغدق لهم العطايا وكانت فى تلك الزيارات –التى كانت تستمر الواحدة منها شهرا أو أكثر – تبث فى نفس ولدها الرغبة فى أن يكون هو المخلص لإخوته من سجن أبيه كرونوس وظلت تدخل فى نفسه حكاية النبوءة التى تقول أنه الذى سيخلف أباه على العرش وهو حى وقد صدق زوس ما قالت .
فى تلك الأثناء قامت الخادمات باستدعاء المعلمين فى مختلف فروع المعرفة ليقوموا بتعليم الفتى فكان منهم معلم الخط ومعلم اللغة ومعلم الحيل ومعلم النحت ومعلم التصوير وفى فترة قصيرة أحسن الفتى كثير من المعارف ونال إعجاب المعلمين الذين كانت مرتباتهم تفوق بمرات كثيرة غيرهم من المعلمين فى كريت بسبب أموال أمه ريا التى كانت تنفق عليه بسخاء ."
الابتكار الرابع هو اختراع رواية الخيال العلمى الواقعى وهناك ثلاثة روايات للرجل من هذا النوع هى رواية الحاسوب الأكبر وهى تناقش أن الآلة يتحكم فيها الإنسان ولا يمكن أن تتحكم هى فيها والوصول للهلاك وتناقش أن الوصول لطبقات الأرض الأخرى وهم نهايته الهلاك والذهاب إلى الهلاك وهى تناقش أن غزو الكواكب هو دجل ونصب والروايات تناقش ذلك من خلال نصوص الوحى والكتب المقدسة عند أهل الأديان الأخرى والملاحظات العلمية
تصنيف الروايات:
روايات البطاوى يمكن تصنيفها على أنها روايات فكرية بمعنى أنها تناقش أفكارا كثيرة فهى ليست مجرد سرد لأحداث وإنما أفكار صنعت الأحداث كى تناقشها
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف