الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتخابات جامعة بيرزيت.. وجلد الذات

تاريخ النشر : 2022-05-19
انتخابات جامعة بيرزيت.. وجلد الذات
بقلم: علي ابوحبله
انتخابات بير زيت هي عرس ديمقراطي فلسطيني ولا احد ينكر ذلك أو يزايد على ذلك بغض النظر عن الفائز ، من المفروض عقب كل انتخابات إجراء دراسات مستفيضة وتقييم للنتائج لأخذ الدروس والعبر من كافة القوى والأحزاب المشاركة في الانتخابات أي كان موقعها وطبيعتها ، على القوى أن تبحث وتقيم أسباب الفوز أو أسباب الخسران ، وفي الدول المتقدمة هذا التقييم مهم لدراسة أسباب ومسببات تراجع هذا الحزب وفوز ذاك وإخفاق تلك .وإذا كان لا بد من حساب لنتائج الربح والخسارة لانتخابات جامعة بير زيت التي كان يراهن عليها البعض ، ويعتبرها البعض انعكاس للرأي العام الفلسطيني وهي مقياس بلا شك للقوه في ميزان الربح والخسارة خاصة وان جامعة بير زيت تحوي في جنباتها مختلف القوى السياسية والوطنية التي تمثل الطيف السياسي الفلسطيني ، ويعد طلبة جامعة بير زيت احد أهم القلاع الفكرية الداعمة لصناعة القرار السياسي الفلسطيني ، وتكمن أهميه الانتخابات لمجالس ألطلبه على مر السنين بأنها المؤشر الرئيسي لحقيقة التوجهات الفكرية والوطنية الفلسطينية ،
نتائج انتخابات مجالس ألطلبه يجب أن تخضع للتحليل من قبل كل الفرقاء لدراسة أسباب ومسببات الإخفاق والفشل والنجاح بالنسبة للجميع ، ولا بد من أن نخضع نتائج انتخابات جامعة بير زيت للتحليل الموضوعي والتقييم في الأداء حيث تمكنت حماس من النجاح ومنيت حركة فتح بخسارة وبفارق أصوات كبيره ، وهنا لا بد وان تبرز عدة تساؤلات حول سبب خسران حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتعصف بحركة فتح خلافات انيه وفردية بعيده عن الصالح العام والرؤى التي تهم القاعدة الشعبية للحركة وخاصة الشباب الفلسطيني .
نتائج انتخابات جامعة بير زيت وقبلها انتخابات حكم الهيئات المحلية أثبتت أن الساحة الفلسطينية تحوي قوتين رئيسيتين وربما ثلاث قوى على أكثر تقدير أو يزيد إن باقي الفصائل الوطنية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية للأسف ليس إلا عدد لأنها لم يعد بمقدورها استيعاب الشارع الفلسطيني وان عملية الاستقطاب تكاد تكون معدومة من قبل هذه الفصائل لانعدام برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وطني واستقلالي يكون بمقدوره أن يستحوذ الاهتمام للشارع الفلسطيني
إن خسران حركة فتح في هذه الانتخابات يدلل حقيقة أن هناك خلل بنيوي وتنظيمي وصراع مصالح ولا بد للحركة من إعادة تقييم معمق لما آلت إليه أحوالها ، وان انتخابات جامعة بيرزيت تقتضي جلد الذات ومحاسبة الجهات الفاعلة والنافذة على ذلك ، أي فصيل أو تنظيم تأخذه العزة بالإثم ويرفض اخذ العبر وتقييم الأداء ويصر على المكابرة والعناد ليصبح البعض من قادة القوى والفصائل حواضن للفساد وتجاهل دعوات الإصلاح وتلبية متطلبات الإصلاح فمن الطبيعي أن يصاب بالهزيمة والخسران
والهزيمة والخسران في العديد من المواقع يتطلب وضع اليد على مصدر الألم والجرح والنزف للشروع بعملية العلاج ولا غرابة في أن العلاج في بعض الأحيان يقتضي البتر لصعوبة العلاج فهل سنشهد إقالات والاطاحه برؤوس على طريق الإصلاح ومصادرة الأموال المنهوبة بغير وجه حق ضمن عملية تفعيل قانون الكسب الغير مشروع ليصار إلى محاربة الفساد والفاسدين وإصلاح حالات الترهل ،وإقصاء المتسلقين وأصحاب السياسات نفعني بنفعك ضمن ما بات يعرف بسياسة المكسب والمغنم
إن هذه الانتخابات انعكاس حقيقي لمقياس الرأي العام الفلسطيني ، ولو عدنا إلى انتخابات 2006 التشريعية حيث أخطأت جميع قياسات الرأي وتحليلاتها بتحليل الرأي العام حيث كان فوز حماس
للأسف الانفعال والصدمة تدفع الكثيرين لتوجيه الاتهام والتقصير لهذه الفئة أو تلك بدون منهج علمي سليم ودقيق ، بوجهة نظري المتواضعة أن على أصحاب الرأي والفكر دراسة الأسباب التي تكمن بخسران فتح في جامعة بير زيت وهي القلعة لكافة القوى السياسية والفكرية .

ويبقى السؤال الأهم والأبرز ؟؟ هل المسؤولية تقع على عاتق السلطة الفلسطينية وأدائها كما يحاول البعض تحميلها الخسارة ، وهل يمكن إعفاء حركة فتح وقادتها من المسؤولية ، وهنا يكمن اللغط لان السلطة وفتح عنوان واحد ، والجميع يتحمل مسؤولية الخسارة ومطالب بجلد الذات .
هناك مجموعه من الاسئله يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى صانع القرار وللمرجعيات التي تهتم بالشأن الفتحاوي ولا بد مرة أخرى للشروع بتشكيل لجنة تحقيق من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءة توكل لها مهمة استقصاء واستدلال الحقائق لأسباب خسارة فتح وفقدانها للقاعدة والحاضنة الشعبية وانتخابات جامعة بير زيت قرعت جرس الإنذار ، يجب أن تقود التحقيقات والتوصيات لتصويب بوصلة حركة فتح وان ترقى لمستوى الحدث ، اذ لا يمكن تجاهل نتائج انتخابات جامعة بير زيت وما حدث في جامعة بير زيت سيترك انعكاسه الخطير على مجمل تطورات الأوضاع ولا بد من المسارعة في اتخاذ الإجراءات والقرارات التي يجب أن ترقى لمستوى الإخفاق والفشل ولا بد من البدء بمسيرة الإصلاح قبل فوات الأوان وإلا فان الخسارة ستكون اكبر من نتائج جامعة بيرزيت لأنها ستكون خسارة للمشروع الوطني وخسارة لفتح التي كانت وما زالت ديمومة النضال الفلسطيني ، فتح بعمالقتها ورجالها العظام ، و لا بد وان تعود حركة فتح كما عهدها الجميع رائدة لحركة التحرر الوطني وان تعيد ترتيب الصفوف وتعيد لكل الأشراف والأحرار لفتح مكانتهم لتعود أللحمه للحركة الفتحاويه واستعادة النهوض باستعادة البناء وإعادة التنظيم برجال الفكر والقادة الذي بمقدورهم دعم ومساندة و صناعة النصر ورفع لواء التحرير والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي
نعم فتح بحاجه لتصويب أوضاعها وإعادة النظر في برنامجها السياسي ومن تعاطيها التفاوضي مع الاحتلال الإسرائيلي وهذه مسببات رئيسيه تهم الشارع الفلسطيني
إن عدم قيام حركة فتح وهي في سلم الحكم لغاية الآن من الالتزام بتوصيات المجلس المركزي تجاه التفكير جديا باللجوء للخيارات المطروحة والمعلن عنها بالتحلل من الالتزامات والاتفاقات المعقودة مع حكومة الاحتلال في ظل سياسة الإمعان الإسرائيلي بتهويد القدس ومخطط التوسع الاستيطاني ، والاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني وتشريع قتل الفلسطيني دون مسائله او محاسبه ، ولا ننسى كذلك أن التطبيع مع إسرائيل هو بحد ذاته ضد توجهات الشارع الفلسطيني وان السياسات ألاقتصاديه الخاطئة وفقدان السلطة لبرنامج وطني جامع هو خطأ استراتيجي ، إن تراكم الأخطاء في جسم حركة فتح وتحكم الفئوية له انعكاس على تماسك جسم الحركة وان ما تحتاج إليه فتح اليوم هو إعادة بناء البيت الفتحاوي على أسس تتضمن للحركة تماسكها وتقدمها وما لم تبادر إلى ذلك فهناك خسران محقق في مواقع أخرى
شعبنا الفلسطيني بكافة شرائحه اثبت للقاصي والداني عن إيمانه بالديموقراطيه وتعاطيه مع نتائج الانتخابات وهذا دليل على أن حماس وفتح فيما لو اتفقا وقبل بالآخر هم سفينة إنقاذ للوضع الفلسطيني المتردي بفعل سياسة الاحتلال والاستيطان والتهويد والاعتقالات ورفض سلطات الاحتلال للتعاطي مع أية مبادرات تقود لتحقيق السلام
وهنا تكمن المعضلة التي يجب أن تقودنا أن نتائج انتخابات بير زيت يجب أن تقود الجميع إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، والمبادرة لتشكيل حكومة وحده وطنيه تقودنا إلى توحيد الوطن الفلسطيني ليكون بمقدور فتح وحماس من تجاوز ما يعترض القضية الفلسطينية ويتهددها من مخاطر تتهدد تصفيتها
فهل انتخابات بير زيت تعلق جرس الإنذار وتقود فتح وحماس لإنقاذ المسيرة الفلسطينية وتوحد الوطن والجغرافية الفلسطينية على قاعدة الشراكة والتعددية وفق النظام الأساس الفلسطيني انتصارا لفلسطين وانتصارا لمشروعنا الوطني للتحرر من الاحتلال الصهيوني وإفشال كافة مخططاته.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف