الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نون الرجولة في جنين وفي شيرين

تاريخ النشر : 2022-05-18
نون الرجولة في جنين وفي شيرين
نون الرجولة في جنين وفي شيرين

بقلم: د. سرمد فوزي التايه

لم تكن صدفة أن يجتمع حرفا نون الرجولة - وعذراً لنون النسوة - في عَلَمَيّ كل منهما! فقد توافقتا في كل شيء من قبل ولم تختلفا أبداً فيختلف قلبيهما؛ فكانتا سويةً في الشهامة، في التضحية، في الفداء، في البسالة، وفي محبة الوطن والدفاع عنه وبذل الغالي والنفيس في سبيله. وإن كان كلّ هذا، فكيف بهما لا تتوافقان على الحرف الأخير من إسميّ كليهما وهما قد اجتمعتا من قبل على محبَّة بعضهما. وإن كنتُ أعجزُ حقيقةً عن معرفةِ من كان حُبُّه أكثر وأعمق من الآخر، إلا أنني أجزم أن شرين كانت في قلب جنين، كما كانت جنين في قلب وفؤاد وهوى شيرين.

كانت حادثة استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة - مُراسلة قناة الجزيرة - المعروفة بِحُسن أدائها، ومهنيَّتها العالية، وانتمائها لوطنها المُحتل قبل انتمائها لوظيفتها وقناتها الفضائية حَدَثاً هَزَّ أركان الكُرة الأرضية من مشرقها إلى مغربها، ومن شمالها إلى جنوبها؛ فقد نَعَاها وتابع ظروف استشهادها ومراسم جنازتها-  الجنازة الأطول في تاريخ فلسطين والمُمتدة من جنين إلى القدس المُحتلة - كل الفضائيات والقنوات التلفازية المحطات الاذاعية، وتابع مُجريات اغتيالها كل المُهتمين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية، وأنصار المظلومين والمضطهدين في العالم أجمع.

أما جنين، فهي الجُرح النازف، والعِزَّة والكرامة التي تأبى الانقياد أو الانصياع للمُحتل وجبروته وعلى مدى العصور والأزمان! وكأن فيها وفي أبنائها جيناتٍ نجهلُها ولا نعرف تركيبتها على وجه التحديد! فصرنا نتوقُ جميعاً لاقتناء ولو جزءٍ يسيرٍ منها! فهي مازالت وما فتئت تُثبت للداني والقاصي أنها عصيَّةٌ على الانكسار مها نزفت ومهما طالت منها أنياب كلاب المُحتلين؛ فتراها في كل حادثة اجتياحٍ أو اقتحامٍ أو عبورٍ لغازٍ تخرج من تحت الرُكام لتُفاجئ عدوَّها قبل أن تٌفاجئ مُحبيها والعالم أجمع أنها ما زالت تنبض بالحياة، وأنَّ شريانها النازف ما زال يسقي تربتها التي تهتز كما هي، فتُنبت أشتال زيتونها الشامخ، لتبوح لكل من مَرَّ من هناك أنها ستبقي كما هي شوكةً في حلوق الأعداء.

كنا نعرف من قبل أننا نُحب شيرين أبو عاقلة، لكننا لم نُدرك كم كان مقياس حُبِّنا لها بالضبط، والحال ينطبق على جنين، فبرغم حُبِّنا لهذه المدينة الأبيّة، إلا أننا نتفاجأ أن هواها وعشقها يزداد في دمنا يوماً بعد يوم ولا نعرف من ذلك سبباً على وجه التحديد! ولكن وبعد هذه الحادثة الأليمة – حادثة ارتقاء شيرين على أرض جنين- أدركنا كم كانت المعادلة سهلة وبسيطة، وكم كان اللغز مُتاحاً للحل رغم جهلنا برموزه! فها هي شيرين – رحمها الله- قد أباحت لنا بالسر، واعطتنا مفاتيح وشيفرات حلِّه؛ فتلك الصبية الجميلة، الجسورة، العنيدة، المعطاءة قد أخبرتنا همساً أنَّ هناك ارتباطاً وعلاقةً محمودةً بين مدينتين عظيمتين تُعطي كل منهما أكسجينها الخاص للأخرى! فبمكان ولادتها، وبمكان استشهادها، أعلمتنا بما كان مجهولٌ وغائبٌ عن عقولنا، فصار عندئذ مُتاحاً، مكشوفاً، مرفوعٌ عنه الغموض لكل ذي لُبٍ أو من ألقى السمع وهو شهيد؛ فقد أدركنا وأيقنّا الآن مكانة القدس من جنين، ومكانة جنين من القدس؛ فالقدس تبعث بالعزَّة والكرامة إلى جنين عبر شريانها الرئيس، لتُبادلها جنين بإرسال التضحية والفداء عبر ذات الشريان! حتى إذا ما تشبَّعت كلٌ منهما من الأخرى؛ فاضتا على الوطن كُلِّه بكل معاني البطولة والشجاعة، والرجولة، والأنفة، والإباء.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف