الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التحدى القاتل

تاريخ النشر : 2022-05-18
بقلم: هشام صفوت
الفقر، هذا الوحش الذي طالما يهاجم فئة كبير منَّا، وكأنه يعلن وجوده لتقوم بأكبر تحدي في حياتك، وهو مواجهته، بدأت بطلتنا حديثها بتلك الجملة، وقد غلب على عيناها العسليتين الحزن الشديد مع بعض الدموع التي تكافح لتبقى مكانها.
بدأت سلمى في سرد قصتها، حيث قالت، كنا أسرة مكونة من خمسة أفراد، أبي وأمي وأنا وأختي التي تبلغ من العمر 10 سنوات وأخي ذي الـ 6 سنوات.
كنت أكافح حتى أنتهي من تعليمي وأعلم أخوتي أيضًا، وقد نجحت في هذا الأمر ووصلت إلى المرحلة الثانوية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
كنت أعيش في بيت من الصفيح، يغلب عليه التهالك والضعف أمام الحياة وظروفها الجوية، وأبي كان رجل مسن ومريض، ظل يكافح المرض والبرد، ولكنه للأسف لم يصمد كثيرًا، واستسلم للمرض.
وفي واحدة من أكثر ليالي الشتاء قسوة، اشتد المرض على أبي حتى وافته المنية، ليتركنا حيث مصيرنا المجهول، اضطررت أن أنزل للبحث عن عمل أفضل، وللأسف تركت مدرستي وبدأت رحلة العذاب.
تعرضت إلى الكثير من المضايقات بسبب كوني فتاة، وخاصة لأنني قد حباني الله جمالًا مميزًا، مما جعلني مطمع للكثير من مرضى النفوس، عديمي النخوة.
ولكنني صمدت واستعنت بالله، كثيرًا ما كنت أصلي وأبكي دعاءًا لله أن ينور بصيرتي ويرزقني بعمل محترم أتمكن منه من لم شتات أسرتي، فلم يعد عمل أمي يكفي التزاماتنا، وخاصة بعدما توقف عمي عن إرسال الشهرية التي كان يرسلها لنا طوال فترة مرض أبي، وقد كانت مبلغ محترم مكننا من العيش.
وبالفعل استجاب الله سبحانه لدعائي ورزقني عمل محترم، في إحدى محال البقالة القريبة منا وقد كان محل ضخم، ووصل مرتبي إلى مبلغ 3000 ج، فرحت أمي كثيرًا لهذا الأمر، والأكثر فرحًا بالنسبة لي، أن صاحب العمل طلب مني أن اكمل دراستي وأذاكر دروسي في المحل، ولكن أتحرى الوقت المناسب بحيث لا أتسبب في عطلة لعملي.
وبدأت رحلتي وعملت بجد واجتهاد ولم أقصر في مذاكرتي، فكرت أن نترك هذا البيت الصفيح وقد قمت باستئجار شقة صغيرة فوق أحد أسطح المنازل، ومهما كانت فهي أفضل من هذا البيت المتهالك الذي كنا نسكنه.
صاحب المحل كان يساعدني بشكل كبير، فعندما علم باستئجاري لهذا المكان، قام بتزويد راتبي، ليتناسب مع احتياجاتي الجديدة، اقترب موعد الإمتحانات، وبدأت أتوتر بشكل أكبر...
ودخلت الإمتحانات، وبفضل الله أتممت الحل وانتهيت من مسئولية دراستي بشكل مؤقت، ولكني كنت احترق في انتظار النتيجة.
لن أكذب عليكم، لم أكن أحلم بكلية محددة، ولكن حلمي أن أكون طالبة جامعية متفوقة، ومع عملي أحببت التجارة، فتمنيت أن أدخلها، وأثقل محبتي لها بالدراسة.
وضع أخوتي تحسن كثيرًا ووضعهم الدراسي أيضًا، فقد كنت حريصة ألا يعانوا ما عانيته وأنا في مثل سنهم، وبفضل الله ثم صاحب العمل تمكنت من ذلك.
ظهرت نتيجتي وتمكنت من تحقيق حلمي والتحقت بكلية التجارة، ولازلت أعمل في السوبر ماركت، ولا زلت أكافح، حتى لا أعود إلى تلك المرحلة التي واجهتها وتخطيتها..
قد يكون الفقر عدو لك، ولكن لكل عدو نهاية حقًا إنه يمكن أن يكون التحدي القاتل ولكن عليك أن تخوضه، فقط تحلى بالإيمان والصبر والقوة لمواجهة الصحاب، واستعن بالله وسوف تنجح حتمًا في تخطي تلك المرحلة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف