الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

74 نكبة.. وهاماتنا تطال عنان السماء

تاريخ النشر : 2022-05-16
بقلم: خالد صادق

في كل عام تتجدد نكبات شعبنا الفلسطيني، وتتواصل كل اشكال المعاناة على كل الصعد والمستويات، فتتهاوي الضربات تباعا على شعبنا حتى تخر قدماه ويجثو على ركبتية لطلب العفو والغفران, ضربات من العدو والصديق, من الأخ والشقيق, من التابع والمتبوع, وكأن فلسطين باتت قربانا للجميع يتاجر بها السماسرة والمقامرون والفسقة كي يصلوا الى مبتغاهم, ويأمنوا عروشهم وسلطانهم, متناسين القول المأثور «تموت الحرة ولا تأكل بثدييها». انهم يقتاتون اشلاءنا ويلعقون دماءنا ويتاجرون بأعراضنا دون خجل او وجل, يشدون العقال حول عنق فلسطين ويعرضونها في سوق عكاظ حيث يباع العبيد, ولا يدرون انهم هم العبيد وانهم يبيعون انفسهم لان فلسطين لا تباع ولا تشترى, وانه ربما يكون قد شبه لهم, فلسطين التي تملك شعباً يضحي بكل شيء لأجل وطنه, فكل مكونات الشعب الفلسطيني وكل اطيافه تدافع عن فلسطين وتتحدى المعوقات, واسألوا شيرين أبو عاقلة, اسألوا فارس عودة الذي تحدى بطفولته دبابة الميركافاة, اسألوا هنادي جرادات وريم الرياشي ودلال المغربي اللواتي صنعن الانتصار, وطوقن جبين فلسطين بأكاليل الزهور التي قطفنها من اعماق ارواحهن, وروينها بدمائهن حتى تكبر وتترعرع وتزهو كي تبدو فلسطين بأجمل صورها, ذلك لانهم منغمسون في ترابها ومتجذرون في اعماقها, ينتمون اليها انتماء اصيلا, ويحتضنون جسدها الطاهر كما تحتضن الام وليدها, وترضعه حبها وحنانها بحنو كبير, النكبة لا تعني لشعبنا الا مناسبة لتجديد البيعة والعهد على الدفاع عن فلسطين الأرض والهوية والشعب الذي لا يلين ولا يستكين, انها مناسبة للتعاهد على النصر حتى نيل الاستقلال والتحرير.

النكبة التي تعيشها فلسطين لا تأتي من ذواتنا, انما تصدر الينا النكبات من غيرنا, فهناك نكبة كامب ديفيد ونكبة وادي عربة ونكبة أوسلو ونكبة التطبيع ونكبة التحالفات العربية والاسلامية مع الاحتلال, ونكبة الحصار المفروض على شعبنا منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما, وقد حلت النكبات بمحيطنا العربي والإقليمي على يد الاحتلال اللعين واعوانه, فاشعلوا الصراعات الداخلية والمعارك بين أبناء الشعب الواحد, واثاروا النعرات, ولعبوا على التناقضات, وافتعلوا المشكلات بين الدول والنزاعات على الحدود والنفوذ, وكل هذا كفيل بأن ينفضوا عن فلسطين, ويتخلون عن واجبهم نحوها, بل تعدت الاطماع ذلك باعتبارهم لها عدوا وحملا ثقيلا يجب الخلاص منه, فتحولت النكبة الى نكبات بذاك التخلي العربي والإسلامي عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى, ومست الامة في عقيدتها وتخلت عن ابسط واجباتها عندما صمتت عن ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من جرائم في المسجد الأقصى, ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, فداست اقدام جنود الاحتلال الصهيوني النجسة وقطعان مستوطنيه الأشرار باحات المسجد الأقصى, وداسوا ببساطيرهم بساط الأقصى حيث يسجد المصلون, وخرق رصاصهم الجدران وكسروا الأبواب واخترق رصاصهم الجبان منبر صلاح الدين, وكل هذا لم يقابل برد فعل مساوٍ من امتنا الإسلامية التي لم تعد تستفزها صور الجنود وهم يستبيحون الأقصى, ولا صلوات المستوطنين في باحاته, فكانت هذه النكبة الأشد فتكا بشعبنا, والتي اسعدت الاحتلال الصهيوني وجعلته يعيد تكرار فعلته باقتحام الأقصى كل يوم مرات ومرات بعد ان امن غضب المسلمين.

نكبتنا ليست في ذواتنا نحن الفلسطينيين، انما في تلك الزعامات التي تفرط في كل شيء بالمجان لصالح الاحتلال، 74 عاما على النكبة، وفي كل عام تصدر الينا نكبات, لأنهم يريدون ان يقضوا على احلامنا وامالنا وتطلعاتنا، اليوم وأنتم تصدرون الينا النكبات يرتقي الشهيد البطل داوود الزبيدي، وترتقي ايقونة فلسطين شيرين أبو عاقلة، وهناك نحو 50 فلسطينيًا استشهدوا بالضفة الغربية المحتلة برصاص قوات الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2022، وهناك عدوان على القدس وأهلها ومقدساتها, وعنصرية متزايدة على شعبنا الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 1948, وحصار يكبر ويتعاظم على قطاع غزة, لكن كل هذا لم يقعدنا, ولم يصدر الينا اليأس والركون, انما يزيدنا إصرارا على المضي بنضالنا وتضحياتنا بما نملك من قوة, ليست فقط القوة العسكرية, انما قوة الإرادة والعزيمة والايمان الراسخ بحتمية النصر والتمكين, وكما قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة بالأمس في ذكرى النكبة « نقول للعدو بكل قوة إن شعبنا سيقاتل وسيستمر في القتال حتى لو امتلكتم كل أسلحة العالم «انه باختصار شديد الانحياز الى حتمية المواجهة وديمومة الصراع مع هذا الاحتلال الصهيوني البغيض, لقد ترسخت القناعة لدى شعبنا بالتمسك بالمقاومة كسبيل للتحرير كما قال القائد النخالة بالأمس « لقد طوى شعبنا سنوات بكاء على أطلال النكبة منذ أمد طويل، وهو يلتف الآن حول مقاومته، وحول حقوقه، ويحقق إنجازات هائلة بالقياس لما مضى, ويؤكد كل يوم أنه أكثر حيوية، وأكثر استعدادًا للتضحية» هذا هو مفهوم الانتصار حيث إن 74 عاما من النكبات لم تكسرنا وتقعدنا, انما رفعت المقاومة هاماتنا الى عنان السماء.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف