بقلم: آلاء مَحمُود عَطِيّة الغورَانِي
من بين تلكَ المشاعر المُخبأة في سِردابِ قلبك، من بين التعبِ و الكدرِ الذي أكل من جسَدك الواهنِ حتى شبِع، من بين جميعِ الذكرياتِ التي تزور قلبكَ و تضعُ عليه لمسَتها المؤلِمة، من بين ذاك التفكيرِ الذي آلمَ رأسكَ و كأنهُ وجَده ضيّقاً، من بينِ خيباتِ الظنون، تبقى العودة إلى الوَطن الحُلمُ الذي تحلمُ بهِ كلما سمعت المذياع يردّد مَوطِني مَوطِني.
مضت الايامُ و الأشهرُ و السنوات و ستمضي غيرها، لا زلت أتذكر ذلكَ اليوم بكامِل تفاصيلهِ، لم يكن يوماً يشبهُ أيّامي الروتينية، فقد كان دماراً، فاجعةً و نكبة.
أصوات الصواريخِ التي تمرُ بأُذنايَ على حين وَهلة، صراخ ُ الأَمةِ التي تطلبُ الإغاثة لِفَلذّةِ كبِدها، وجهُ ذلك الطّفلِ المفزوعِ من هولِ ما رأى، شهامة المقاومِ و هو يدفعُ عمرهُ دفعة واحدةً في سبيل هذا الثرى، دمُ الشهيد الطاهِر المنسَكبِ على وَجنتي الطريق، أمّا هناك بغيرِ بعيد في قريةٍ من قرى قضاءِ الرّملة، توجد قريةُ التّينةِ المحتضنةُ لبيتِ جدي، البيت الصغيرِ الدافئ، الممتلئ بالعاطفةِ و الكثيرِ من الحبْ، ذو كرومِ العنبِ كثيرة العطاء، تلك هي المقطتفاتُ المستوطنةُ لكياني، أطويها في سجلّ الذاكرة فتلبث قليلاً ثم تهيج.
لم تكنِ الحربُ أسوء ما قد عشته، فهنا الغربة والمخيم، لنا مصير الثمار، فإما أن ننضج و نتكيّف، أو أن نذبلَ و نكون قِطافَ الموت، و لسوءِ الحظ كان نصيبُ الذبول فينا الأكبر، للغربةِ طعمٌ مرٌ كالعلقم، فأَن أعودَ و أحظى بكسرةِ خبزٍ جافة ألذ و أطيبُ لي من سلوى الغربة.
لم أُحبَّ المخيمَ يوماً، فكلُّ شيءٍ فيه مختلفٌ و موحِش، البيُوت، الطّرقات، الأحلام، حتى إسمي، فأنا هنا لاجئ ، و أنا بنظرِ الآخرين ابنُ الضّياع، وطني خيمة، جائعٌ، فقيرٌ و سقيم، لكنّ هذا لا يهمني، فكلُّ ما أعرفه أنني سَأعود، سَأعود و أعانقُ أمّي فِلسطين.
من بين تلكَ المشاعر المُخبأة في سِردابِ قلبك، من بين التعبِ و الكدرِ الذي أكل من جسَدك الواهنِ حتى شبِع، من بين جميعِ الذكرياتِ التي تزور قلبكَ و تضعُ عليه لمسَتها المؤلِمة، من بين ذاك التفكيرِ الذي آلمَ رأسكَ و كأنهُ وجَده ضيّقاً، من بينِ خيباتِ الظنون، تبقى العودة إلى الوَطن الحُلمُ الذي تحلمُ بهِ كلما سمعت المذياع يردّد مَوطِني مَوطِني.
مضت الايامُ و الأشهرُ و السنوات و ستمضي غيرها، لا زلت أتذكر ذلكَ اليوم بكامِل تفاصيلهِ، لم يكن يوماً يشبهُ أيّامي الروتينية، فقد كان دماراً، فاجعةً و نكبة.
أصوات الصواريخِ التي تمرُ بأُذنايَ على حين وَهلة، صراخ ُ الأَمةِ التي تطلبُ الإغاثة لِفَلذّةِ كبِدها، وجهُ ذلك الطّفلِ المفزوعِ من هولِ ما رأى، شهامة المقاومِ و هو يدفعُ عمرهُ دفعة واحدةً في سبيل هذا الثرى، دمُ الشهيد الطاهِر المنسَكبِ على وَجنتي الطريق، أمّا هناك بغيرِ بعيد في قريةٍ من قرى قضاءِ الرّملة، توجد قريةُ التّينةِ المحتضنةُ لبيتِ جدي، البيت الصغيرِ الدافئ، الممتلئ بالعاطفةِ و الكثيرِ من الحبْ، ذو كرومِ العنبِ كثيرة العطاء، تلك هي المقطتفاتُ المستوطنةُ لكياني، أطويها في سجلّ الذاكرة فتلبث قليلاً ثم تهيج.
لم تكنِ الحربُ أسوء ما قد عشته، فهنا الغربة والمخيم، لنا مصير الثمار، فإما أن ننضج و نتكيّف، أو أن نذبلَ و نكون قِطافَ الموت، و لسوءِ الحظ كان نصيبُ الذبول فينا الأكبر، للغربةِ طعمٌ مرٌ كالعلقم، فأَن أعودَ و أحظى بكسرةِ خبزٍ جافة ألذ و أطيبُ لي من سلوى الغربة.
لم أُحبَّ المخيمَ يوماً، فكلُّ شيءٍ فيه مختلفٌ و موحِش، البيُوت، الطّرقات، الأحلام، حتى إسمي، فأنا هنا لاجئ ، و أنا بنظرِ الآخرين ابنُ الضّياع، وطني خيمة، جائعٌ، فقيرٌ و سقيم، لكنّ هذا لا يهمني، فكلُّ ما أعرفه أنني سَأعود، سَأعود و أعانقُ أمّي فِلسطين.