بقلم: سمير الددا
شيرين عروس فلسطين، وبلا منازع، ايقونة وطنية, ناضلت بالكلمة والصورة، دأبت طيلة اكثر من ربع قرن على حراسة اسوار الاقصى وصخرة المعراج واجراس القيامة ونخلة مريم بعدسة كاميرتها وبصوتها الهادي الرزين وطلتها المريحة المحببة وكأنها نسمة لطيفة تصحبك بكل حب الى حيث الحدث.
كانت الاشهر بين زملائها في فلسطين، بل الاشهر عربيا وربما شرق اوسطيا ولعلها من بين الاشهر عالميا، وما الذي حظيت به خلال الأيام القليلة الماضية الا شهادة بذلك.
حملوها على الاعناق من جنين الى القدس مرورا برام الله في موكب شعبي مهيب لم يحظ بمثله اي انسان غيرها في فلسطين (وربما في العالم العربي) بعد ياسر عرفات الذي كان يخص شيرين بمكانة خاصة، وكأنه يرحمه الله أستشرف مكانتها وتنبأ بمصيرها.
لم يكن في طموح ابنة القدس شيرين ابو عاقلة الركون الى حقها الطبيعي في الحياة كسائر بنات جنسها وكانت القادرة بكل يسر وسهولة على ذلك، ولكنها آثرت بلدها وقدسها على نفسها وعلى غريزتها في الامومة، فكرست حياتها لقضية شعبها ولرسالتها الاعلامية والوطنية، فراحت تجوب مدن وقرى ومخيمات شعبها ليلا ونهارا لتنقل بالصوت والصورة للعالم اجمع ما يقترفه الارهابيون الصهاينة من جرائم ونهب واغتصاب وارهاب بحق اهلها وشعبها وقدسها وكانت مخلصة وصادقة، فصدقها جمهورها وشعبها واحبها وكأنه لم يحب احدا قبلها ولن يحب احد بعدها، فكانت كل هذه المشاعر الفياضة وكان كل هذا التبجيل والتقدير، مما يؤكد على خلودها في وجدان الامة وفي ذاكرة التاريخ وقلوب الناس وهذا من شأنه ان يلقي مزيدا من الاضواء على رسائلها الاعلامية أو الوطنية وفي القلب منها القدس وفلسطين.
أرادوا ان يكتموا صوتها المؤثر، ولكنها تنتصر عليهم بدمائها، ومن العالم الاخر نجحت شيرين بجدارة ان تستمر في توصيل صوتها ورسائلها ولكن بشكل مدوي للغاية واكثر تأثيرا الى كل زوايا الكرة الارضية، وهذا بالضبط ما اغاظ قتلتها فعمد هؤلاء الارهابيون الى تكدير جنازتها بكل ما اوتوا من حقد وغل وكراهية وافرغوا سم نفوسهم في حملة هودج شيرين وبكل ادوات القمع والارهاب والهمجية، وانتهاك فج لهيبة الموت بدون ادنى درجات الانسانية فعززوا من حيث يعلمون او لا يعلمون طبعهم الاجرامي الارهابي ولسوء حظهم هذه المرة كان ذلك امام عدسات زملاء شيرين من كل ارجاء الدنيا، فشاهد العالم وتقزز واشمئز من وضاعة ودنائة ما رآى، فآنكر العالم واستنكر وفزع وقرف، ابتداءا من الولايات المتحدة والامم المتحدة غربا الى الكرملين وقصر الشعب شرقا مرورا بدواننغ ستريت والاليزية والبوندستاغ.
اشد المتعصبين للصهيونية رفع راية بيضاء امام ما شاهده من بربرية قائلا ”لا استطيع ايجاد كلمات تبرر ما حدث“.
شيرين ستبقى خالدة في ذاكرة اهلها وشعبها ومحبيها وهم كثر، لقتلتها الخزي والعار .
هذا وفي سياق منفصل، لا اعرف كيف تسللت الى ذاكرتي الاية الكريمة رقم ٦٩ من سورة المائدة عندما لاحظت الجدل الذي اثاره بعض الناشطين المشبوهين على مواقع التواصل الاجتماعي حول ديانة شيرين وربما بهدف صرف الانظار عن هول الحدث نفسه الذي يجب توظيفه لالحاق اكبر ضرر ممكن ان يلحقه بسمعة وصورة القتلة المجرمين عالميا وفي الجانب الاخر، ضرورة استثماره لتحقيق اكبر فائدة ممكنة للقضية الفلسطينية، هذا وفي السياق نفسه، استحضر ايضا ثناء الرسول عليه الصلاة والسلام على النجاشي ملك الحبشة رغم انه لم يكن مسلما، بل انه عليه الصلاة والسلام صلى على النجاشي صلاة الغائب عند وفاته.
اخر الكلام:
شيرين احبت الناس ورأينا كم احبوها، ومن يحبه الله يحبه الناس ”ان الله يحب فلانا فاحبوه“.
نعم اخلصت لقضيتها ومهنتها فنالت اقصى ما يمكن ان يصبو اليه اي انسان
مهما كان, وكان لها كل هذا الاهتمام الاعلامي والسياسي والرسمي وكل هذا الشرف والتقدير والاحترام والتبجيل والحب، ولم يكن كل ذلك كما يدعي البعض صدفة نتيجة شحنات عاطفية ولدتها ظروف الاحتلال، ورغم ان الصدفة لن ينالها الا من يستحقها كما قال احد الحكماء، إلا ان ما كان لشيرين كان مقابل ما قدمت لاهلها وشعبها وبلدها، وقد قدمت الكثير والكثير جدا، الى درجة ان ضحت بحياتها، وكون الجزاء من جنس العمل، فقد نالت هذه المكانة الرفيعة التي حسدها عليها قتلتها.
اسال الله العظيم ان يعوض فلسطين خيرا عن خسارتها لهذه الشخصية الاعلامية الكبيرة وان يصبر اهلها ومحبيها ويلهمهم الصبر والسلوان.
كانت الاشهر بين زملائها في فلسطين، بل الاشهر عربيا وربما شرق اوسطيا ولعلها من بين الاشهر عالميا، وما الذي حظيت به خلال الأيام القليلة الماضية الا شهادة بذلك.
حملوها على الاعناق من جنين الى القدس مرورا برام الله في موكب شعبي مهيب لم يحظ بمثله اي انسان غيرها في فلسطين (وربما في العالم العربي) بعد ياسر عرفات الذي كان يخص شيرين بمكانة خاصة، وكأنه يرحمه الله أستشرف مكانتها وتنبأ بمصيرها.
لم يكن في طموح ابنة القدس شيرين ابو عاقلة الركون الى حقها الطبيعي في الحياة كسائر بنات جنسها وكانت القادرة بكل يسر وسهولة على ذلك، ولكنها آثرت بلدها وقدسها على نفسها وعلى غريزتها في الامومة، فكرست حياتها لقضية شعبها ولرسالتها الاعلامية والوطنية، فراحت تجوب مدن وقرى ومخيمات شعبها ليلا ونهارا لتنقل بالصوت والصورة للعالم اجمع ما يقترفه الارهابيون الصهاينة من جرائم ونهب واغتصاب وارهاب بحق اهلها وشعبها وقدسها وكانت مخلصة وصادقة، فصدقها جمهورها وشعبها واحبها وكأنه لم يحب احدا قبلها ولن يحب احد بعدها، فكانت كل هذه المشاعر الفياضة وكان كل هذا التبجيل والتقدير، مما يؤكد على خلودها في وجدان الامة وفي ذاكرة التاريخ وقلوب الناس وهذا من شأنه ان يلقي مزيدا من الاضواء على رسائلها الاعلامية أو الوطنية وفي القلب منها القدس وفلسطين.
أرادوا ان يكتموا صوتها المؤثر، ولكنها تنتصر عليهم بدمائها، ومن العالم الاخر نجحت شيرين بجدارة ان تستمر في توصيل صوتها ورسائلها ولكن بشكل مدوي للغاية واكثر تأثيرا الى كل زوايا الكرة الارضية، وهذا بالضبط ما اغاظ قتلتها فعمد هؤلاء الارهابيون الى تكدير جنازتها بكل ما اوتوا من حقد وغل وكراهية وافرغوا سم نفوسهم في حملة هودج شيرين وبكل ادوات القمع والارهاب والهمجية، وانتهاك فج لهيبة الموت بدون ادنى درجات الانسانية فعززوا من حيث يعلمون او لا يعلمون طبعهم الاجرامي الارهابي ولسوء حظهم هذه المرة كان ذلك امام عدسات زملاء شيرين من كل ارجاء الدنيا، فشاهد العالم وتقزز واشمئز من وضاعة ودنائة ما رآى، فآنكر العالم واستنكر وفزع وقرف، ابتداءا من الولايات المتحدة والامم المتحدة غربا الى الكرملين وقصر الشعب شرقا مرورا بدواننغ ستريت والاليزية والبوندستاغ.
اشد المتعصبين للصهيونية رفع راية بيضاء امام ما شاهده من بربرية قائلا ”لا استطيع ايجاد كلمات تبرر ما حدث“.
شيرين ستبقى خالدة في ذاكرة اهلها وشعبها ومحبيها وهم كثر، لقتلتها الخزي والعار .
هذا وفي سياق منفصل، لا اعرف كيف تسللت الى ذاكرتي الاية الكريمة رقم ٦٩ من سورة المائدة عندما لاحظت الجدل الذي اثاره بعض الناشطين المشبوهين على مواقع التواصل الاجتماعي حول ديانة شيرين وربما بهدف صرف الانظار عن هول الحدث نفسه الذي يجب توظيفه لالحاق اكبر ضرر ممكن ان يلحقه بسمعة وصورة القتلة المجرمين عالميا وفي الجانب الاخر، ضرورة استثماره لتحقيق اكبر فائدة ممكنة للقضية الفلسطينية، هذا وفي السياق نفسه، استحضر ايضا ثناء الرسول عليه الصلاة والسلام على النجاشي ملك الحبشة رغم انه لم يكن مسلما، بل انه عليه الصلاة والسلام صلى على النجاشي صلاة الغائب عند وفاته.
اخر الكلام:
شيرين احبت الناس ورأينا كم احبوها، ومن يحبه الله يحبه الناس ”ان الله يحب فلانا فاحبوه“.
نعم اخلصت لقضيتها ومهنتها فنالت اقصى ما يمكن ان يصبو اليه اي انسان
مهما كان, وكان لها كل هذا الاهتمام الاعلامي والسياسي والرسمي وكل هذا الشرف والتقدير والاحترام والتبجيل والحب، ولم يكن كل ذلك كما يدعي البعض صدفة نتيجة شحنات عاطفية ولدتها ظروف الاحتلال، ورغم ان الصدفة لن ينالها الا من يستحقها كما قال احد الحكماء، إلا ان ما كان لشيرين كان مقابل ما قدمت لاهلها وشعبها وبلدها، وقد قدمت الكثير والكثير جدا، الى درجة ان ضحت بحياتها، وكون الجزاء من جنس العمل، فقد نالت هذه المكانة الرفيعة التي حسدها عليها قتلتها.
اسال الله العظيم ان يعوض فلسطين خيرا عن خسارتها لهذه الشخصية الاعلامية الكبيرة وان يصبر اهلها ومحبيها ويلهمهم الصبر والسلوان.