الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من سيف القدس إلى سيف شيرين

تاريخ النشر : 2022-05-14
بقلم: حمدي فراج 

أما وقد قضت شرين ابو عاقلة عند مذبح الحقيقة عى تراب جنين ، فليس لنا كشعب يخوض معركة تحرره منذ ما يزيد على قرن من الزمان ، الا ان نحفظ دمها فيشكل لبنة أخرى في مدماك نضالنا الطويل والعنيد ، و لنترك جانبا كل ما قيل و يقال عن تشكيل لجان تحقيق مستقلة او مشتركة لمعرفة كيف قتلت او لماذا قتلت ، سرعان ما سيخبو أوارها مع مرور الوقت والايام . 

"اسرائيل" هي المسؤولة عن مقتلها ، لانها هي الدولة المحتلة ، وباقي المسائل مجرد تفاصيل ، و معاقبة جندي او ضابط او فرقة ، بالسجن بضعة اشهر او حتى سنوات ، - الضابط الذي قاد مجزرة دير ياسين حوكم بالتوبيخ والغرامة – لا يغير في طبيعة الاحتلال واعتداءاته اليومية التي يرتكبها ضد ابنائنا شيئا ، بغض النظر عن مهنهم وفئة اعمارهم و جنسهم او حتى جنسياتهم ، ويكفي للقناص الضغط على الزناد ، فقط ان يظهر الفلسطيني في دائرة مجهر بندقيته ، بمعنى "الطايح رايح" . 
 
ونترك أيضا خزعبلات البعض الباهتة الممجوجة الغريبة عن شعبنا وأصالته ، بما في ذلك استغلال دمها لاغراض السياسة الرخيصة ، او نزعات بعض مرضى الدينين ، الاول يغلق باب الجنة في وجهها ، والثاني ينبري للرد على هؤلاء المرضى بتعميم الفايروس الديني بأن الشعب كله مصاب به . 

أن هؤلاء ليسوا أكثر من حمقى الدينين ، الذين تنازعوا مع اصحاب الدين اليهودي ، ثم فيما بينهما ، ثم فيما بين ابناء الدين الواحد (سني شيعي درزي ، ارثذوكسي لاتيني سرياني) ، و لو أمعن هؤلاء واولئك النظر قليلا لاكتشفوا ان من يقف وراء ذلك هي الاجهزة المخابراتية والامنية المعادية التي لربما هي نفسها التي اغتالت شيرين ، وهي نفسها التي تحاول دفع الجريمة عن جنودها ، ثم تخفيف وطأتها بالقتل الخطأ او عن غير ذي عمد . 

وإذا كان للمقاومة في غزة وغرفة عملياتها "سيف القدس" ، فإن لشيرين ابو عاقلة ، سيفها الذي اشهرته من أرض مخيم جنين فروت بدمائها ترابه ، - كيف لمخيم جنين ان لا يحفظ دمها على أرضه - على مبعدة بضعة ايام من ذكرى نكبته الرابعة والسبعين ، ربما لتذكّر القيادة المقتتلة فيما بينها ، بنكبة اللاجئين التي أدارت ظهرها لقضيتهم و مخيماتهم ، فتقول لهم ، ان لا معنى لخلافاتكم قبل ان تحرروا الارض من براثن الوحوش التي تتربص بكم و بكل ما هو فلسطيني على هذه الارض . انه "سيف شيرين"، الذي منذ اللحظة الاولى التي اعلن عن قنصها ، تساءلت ، عمن يكون قد قنص من ، هل الجندي الاحتلالي هو من قنصها ببندقيته ، ام تكون شيرين هي التي قنصته بكامرتها و معه دولته الغاشمة المزيفة ، مقوضة كل أكاذيبه عن تحضره و تمدنه و ديمقراطيته . 

وجاء الاعتراف الاسرائيلي ان شيرين قد هزمت اسرائيل في مصداقيتها و قوضت سمعتها ، لكن الاعتراف الفلسطيني جاء من مواكب التشييع بدءا من جنين ونابلس ، مرورا برام الله والقدس وانتهاء ببيت لحم ، تشييع اجماعي لم يشهده اي فلسطيني مهما كان قدره واثره من قبل . وسيكون لسيف شيرين ما كان لسيف القدس ، ما بعده ليس كما قبله .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف