الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الليل من وجه آخر

تاريخ النشر : 2022-05-08
بقلم: السيد الهبيان
فى غفلة من "حماتها" العجوز..تسللت إلى الحجرة الحاملة لذكرياتها مع زوجها..قبل أن تصير أرملته..بعد أن فقد حياته فى الحرب التى اشترك فيها..استحضرتها فى ذهنها وتماثالت لها مثلما كانت.. بلحظاتها الحلوة والمرة..على وقع تساقط الدموع من عينيها تغسل وجنتيها..لكن من بين سحابة الدموع التى غشيت عينيها .. بدا لها وجه العجوز الثكلى بتجاعيده المختلطة بسيمات الألم .. وهى تربت على كتفها برفق وحنان ..ثم تتساءل بصوت ضعيف:
ــ ما الذى أتى بك إلى هنا ياعزيزتى ؟
تطلعت إليهامن من خلال الضباب الذى غابت وراءه عينيها..ثم تنهدت فى أسى:
ــ لا أدرى يا أمى.
قالت لها فى رجاء:
ــ تعالى معى.. لاتظلين هكذا.
ثم استطردت:
ــ لاتكونى قاسية على نفسك.
لكنها تكاسلت فى ترك مكانها.
ثم أضافت العجوز:
ـــ لاتكونى قاسية على نفسك
تنهدت فى أسى:
ــ إنى لا أدرى متى سأستريح.
ـــ الصبرياابنتى ..الصبر دواء كل شىء.
ثم أضافت:
ـــ انه دواء كل شىء
تطلعت إليها فى تملق وكأنها تحسدها على تجلدها وتحملها كل ما أصابها ..دون أن تجدها تشتكى يوما ..رغم ماتتحمله من ثقل الحزن ومرارته ..ثم تساءلت:
ــ إلى متى ؟
ـــ إلى أن يقضى الله أمره.
ثم تنهدت فى استسلام وتابعت :
ـــ كل شىء بإرادنه.
ـــ آمنت بالله.
ثم تطلعت إلى صورة زوجها المعلقة على الحائط امامها وسط اطار اسود توهج الحزن فى داخلها وتمتمت:
ــ كان يتمنى أن يعود لى.
ثم استطردت وهى تهز رأسها:
ـــ لكنه ذهب وحده وتركنى.
قالت لها العجوز:
ــ لاتعترضى على مشيئة الله
ــ دائما أبتهل إلى الله يه واطلب منه أن يتغمده برحمة.
مسحت العجوز عن وجنتيها دموع الألم والحزن..ورددت:
ـــ الشهيد مثواه الجنة
أضافت بمرارة:
ـــ له الجنة ولنا الحزن
قالت العجوز باسى:
ـــ هذه هى سنة الحياة.
ثم أصافت بابتسامة سخرة:
ــ ومن ينتها أيضا أننا نتمسك بالذكرى أحيانا لنخدع بها أنفسنا.
ــ لاتقولى هذاعلى شىء تعودناه مع الأيام.
ــ لكنها الحقيقة.
تجاهلت العجوز قولها وعادت تقول لها:
ــ هيا هيا ..هيا من هنا.
تساءلت بصوت اختنق بالبكاء
ــ إلى أين ؟
ــ إلى الحجرة التى تشاركينى فيها.
رددت فى مرارة:
ــ كل الحجرات سواء بالنسبة لى.
ــ لكن هذه الحجرة تزيد من حدة الشجن الذى يحتويك.
ــ كل حجرات البيت تحرك رواسب الحزن فى اعماقى
ثم استطردت وهى تهز رأسها :
ــ لقد ضاق بى البيت ..كل مافيه يحيى فى نفسى رواسب الأيام حتى صرت أحس بالاختناق.
ــ تحملى تحملى.. فإن لكل شىء نهاية
تمتمت فى اسى :
ــ إلا الأحزان..تظل محفورة فى الأذهان.
ثم واجهت العجوز برجاء:
ــ اريد أن أخرج من مهد الحزن .
سألتها العجوز:
ــ إلى أين؟ا.
ــ أى مكان.
ــ أخشى عليك من الليل.وانت وحدك.
ـــ ليل؟ا.. أى ليل هذا الذى تخافين منه؟
ثم هامت بنظراتها إلى شىء وتنهدت:
ـــ لا ليل أكثر مما نعيشه.
تمتمت لنفسها ساخرة" ليل ووحدى هذا ما بقى لى الى نهاية العمر"
ثم واجهتها:
ــ لكننا نعيش فى ليل دائم.
ــ لا تياسى لكل شىء نهاية
ــ الا ليلنا ..فلا تبدو له نهاية.
ــ من المستحيل ان يبقى شيئا كما هو ودوام الحال من المحال
تطلعت بنظرة غير واعية الى ما تراه وتساءلت :
ــ متى تحين نهاية ليلنا الطويل
&&&&&
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف