الأخبار
تحقيق لـ(الغارديان) يكشف معلومات مروّعة عن القنبلة التي استخدمها الاحتلال في قصف كافتيريا "الباقة"طائرة غامضة في سماء إيران: مسيّرة إسرائيلية غير معروفة تُسقطها الدفاعات الجوية قرب كاشان"العليا الإسرائيلية" تصدر قراراً بتجميد هدم 104 مبانٍ في مخيم طولكرمالمجلس الوطني: دعوة تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة تطور بالغ الخطورة وتوجه عدوانيما الهدف من تدشين السعودية أول سرية من منظومة "ثاد" الأميركية؟الأمم المتحدة: 97% من النازحين بقطاع غزة ينامون في أماكن مفتوحةبن غفير: لن أسمح بتمرير صفقة متهورة وإدخال المساعدات خطأ كبيرالكويت تدين تصريحات إسرائيلية تدعو لتوسيع نطاق الاحتلال في الضفة الغربية(القناة 15) الإسرائيلية: تغيّر بارز بإسرائيل ضمن المقترح الجديد لوقف إطلاق الناروزير إسرائيلي: نضوج سياسي يدفع نحو صفقة تبادل الأسرىمستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلالالصحة العالمية: النظام الصحي بغزة يواجه خطر التوقف التام(نيويورك تايمز) تكشف ملامح الصفقة المحتملة.. تهدئة وتبادل للأسرى على خمس مراحلعشرات الشهداء والجرحى في سلسلة مجازر دامية على مناطق متفرقة من قطاع غزةتنديد عربي واسع بتصريحات إسرائيلية تدعو لفرض السيادة على الضفة الغربية
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صباح الخير بقلم الدكتور محمد البوجي

تاريخ النشر : 2022-05-07
صباح الخير             بقلم الدكتور محمد البوجي
صباح الخير

بقلم: الدكتور محمد البوجي

من كتاب الطفولة:

لم يكن صباحا عاديا فقد قالت له صباح الخير بحروف طازجة ونفس أنثوي يلهب الحواس ثم غابت بين أزقة المخيم ، عاد في اليوم التالي ووقف بجوار الحائط يسنده ظهرت الحلوة تمشي على أرض تملأ الدنيا فرحا وزغاريدا ونطقت بحروف كرذاذ الثلج على صدر عاشق ،صباح الخير، وهي تبتسم، فكر الصبي أن يستغل هده الوقفة الصباحية الجديدة ويستثمرها في القراءة وحتى يثبت لها أنه ولد شاطر يستحق الابتسامة.

كان الصبي يظهر صباحا يلبس الشبشب الوحيد في البيت ويمسك كتابه ويقرأ بصوت مسموع ويأخذ الشارع جيئة وذهابا وهو يقرأ، خرجت من باب الغيوم تلبس بلوزة حمراء وتنورة سمراء فوق الركبة بنصف شبر ، كانت مؤدبة ومحافظة ،تلبس جوارب بناتية يختلط لونها بلون اللحم ، لون شفاف ، ترى من خلاله الدنيا والآخرة وأسرار الكون.

تعمد الصبي أن تكون خطواته مع آخر الجدار معادلا لحظة وصولها نقطة التقاء العين بالعين  ليستلم أنفاسه الأبدية مغموسة برياح الجنة وروح الدنيا،صباح الخير ، تبتسم وتظهر أسنانها البيضاء من غير سوء ،هي ليست بحاجة إلى فرشاة أسنان ،لم تكن حارتنا تعرف فرشاة الأسنان ، كانت أسنانها ترسل ومضات كلمع الذهب ،صباح الخير ، تجرأت ذات مرة وتجاوزت حدود الأدب ونظرت إليها قبل أن تبتلعها أزقة المخيم ونظرت إلى جسدها من الخلف.

لا يمكن لي أن أنسى ذلك المشهد الذي أرقني عدة ليال وانا أحاول رسمه على الورق لكن كيف والأصل ملائكي الطلعة والبهاء ، نورانية الحضور والاختفاء فلم ينم الصبي تحت وطأة تأنيب الضمير ،كيف ينظر إلى ابنة حارته وهو المتدين يعلم الأولاد ترتيل الكتاب المقدس، وقد كان عدة سنوات يلعب معها الغماية والشاردة والحجلة  وأحيانا كنا نقرأ نحن أولاد الحارة صبيان وبنات على حصرية واحدة تحت أشعة شمس الربيع وتنشر أمهاتنا اللحفة والفراش لتجفيفه من رطوبة الشتاء ،كنا ننسخ كتاب القراءة خمس مرات في إجازة الربيع حسب طلب المدرس . 

آه اه ذهب الدين أحبهم وبقيت مثل السيف فردا. الآن أتذكرها بعد بعد خمسين عاما من الفراق ، وقفت أنا ابكي على الجدار نفسه حينما خرجت وهي تلبس بدلة الزفاف وأنا أشهق أنفاسي ، أعرف أنها خرجت بلا عودة ،هناك إلى بلاد النفط ذهبت ، فنفضت نفسي من قراءة الصباح ومن ،صباح الخير ،ولم ألاحق حتى القطط وهي تختفي في أزقة المخيم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف