الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسطين مصدراً للأزمات في 2022

تاريخ النشر : 2022-01-18
فلسطين مصدراً للأزمات في 2022

داود كتاب

فلسطين مصدراً للأزمات في 2022

بقلم: داود كتّاب

من بين المناطق العشر في العالم المتوقع أن تشهد تأزما في عام 2022 تأتي فلسطين وإسرائيل في المرتبة السابعة، حسب دراسة نشرتها أخيرا، مجموعة الأزمات العالمية التي جاء تحليلها مبنيا على هشاشة وضع الحكومة الائتلافية الإسرائيلية، ونتائج معركة حماس مع إسرائيل، المعركة التي وحّدت الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة وفلسطينيي الـ 48، وغياب أي إرادة دولية لإيجاد حل والعمل على السير في طريق حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

لقد زادت احتمالية الانفجار منذ تلك التنبؤات. عنف المستوطنين في الضفة في ازدياد، والرد الفلسطيني الشعبي والمسلح أيضا في ازدياد. موقع الرئيس محمود عباس في تراجع، على الرغم من تحسّن بسيط في موقع حركة فتح، وذلك التقدّم بالذات، بسبب ازدياد انخراط كوادر حركة فتح في عمليات المقاومة الشعبية في مناطق، مثل بيتا وبرقا، وفي محافظة جنين وفي منطقة الخليل.


يحاول الرئيس عبّاس التجاوب مع التغييرات على الأرض، من خلال رسائل التهديد المبطن للجانبين، الإسرائيلي والأميركي، ثم التهديد بتغيير المسار الفلسطيني، بعد دعوته إلى عقد اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، ثم تأجيله بصورة مفاجئة. ومن الواضح أننا سنشهد ربما العام السياسي الاخير للرئيس عباس (86 عاما)، والذي وضع كل آماله في الدبلوماسية ودور المجتمع الدولي، من دون أن يتجاوب معه الطرف الآخر بجدّية.

قد يشعل صراع حركة فتح على خلافة الرئيس عبّاس أزمة عام 2022، خصوصا إبّان التحضير لمؤتمر الحركة الثامن، والمقرّر عقده في 21 مارس/ آذار المقبل. كما سنرى أكثر توجهات سكان الضفة الغربية بأكثر وضوح بعد سبعة أيام من مؤتمر "فتح"، عندما يعقد سكان المدن الفلسطينية في الضفة الغربية انتخابات بلدية، الأمر الذي يساعد في تعجيل العودة إلى الحديث عن ضرورة تنفيذ استحقاق الانتخابات التشريعية والرئاسية، وعقد مجلس وطني فلسطيني محدث، بناء على تلك الانتخابات وغيرها في الأماكن التي يمكن عقدها. في الفترة الأخيرة أيضا، صدرت مبادرة إجراء انتخابات إلكترونية، ولذلك يمكن التغلب على عقد سياسية في مشاركة سكان القدس وبعض مناطق الشتات، وحتى في قطاع غزة، على الرغم من رفض "حماس" إجراء حتى انتخابات بلدية هناك.


انعقاد مؤتمر فتح وعمليات الانتخابات المتوقعة في الربيع تسخن الساحة السياسية، وتوفر لمن يرغب في إثبات وطنيته من خلال العمل الميداني، الأمر الذي سيزيد سخونة الوضع في القدس وباقي الضفة الغربية. هذا إضافة الى خطورة الوضع بين إسرائيل والمقاومة الإسلامية في قطاع غزة. ومن المتوقع أن يستمر التسخين في السجون التي ستشهد زيادة من إضرابات عن الطعام ورفض التعامل مع محاكم الاحتلال، خصوصا فيما يتعلق بأوامر الاعتقال الإداري المعارضة للقانون الدولي الإنساني.


يضاف إلى ذلك كله أن أواخر عام 2022 ستشهد تغييرا في رئاسة الوزراء الإسرائيلية إذا صمد الائتلاف الحاكم، وتم السماح لوزير الخارجية، يئير لبيد، بأن يبدّل الأدوار مع رئيس الوزراء نفتالي بينت. وعلى الرغم من أن لبيد أقل تطرّفا وأكثر وسطية بالمقاييس الإسرائيلية، إلا أنه قطع الطريق أمام أي شخصٍ يتوقع منه العودة إلى المفاوضات، حيث قال إن سياسة الائتلاف ببقائه متماسكا مرتبطة بعدم إجراء أي مفاوضاتٍ مع الجانب الفلسطيني.

إذا، نحن أمام وضع ساخن على الأرض، وساخن في الأروقة السياسية الفلسطينية، وغياب طويل الأمد لأي تحرّك على المستوى السياسي، فما هو المطلوب فلسطينيا لتغيير هذا الأفق السياسي المغلق؟ يحتاج الأمر استراتيجية فلسطينية متفقا عليها من كل الجهات الفلسطينية، وبمشاركة كل الفئات من ممثلي الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية قطاعات الشباب والمرأة والإعلاميين والنقابيين والفنانين والطلاب ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم.

ويجب أن تشمل الاستراتيجية المتوقعة الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، وخصوصا في داخل مناطق 1948 والشتات ومخيمات اللاجئين. وأن تشمل انخراطا أكبر في عمليات المقاطعة والمقاومة الشعبية غير المسلحة، والتي يفترض أن تلعب دورا أكبر في الأشهر المقبلة، خصوصا مع زيادة عنجهية المستوطنين واستمرار المحتل في حمايتهم والدفاع عنهم ورفض أي محاولة لمحاسبتهم لأعمالهم الإجرامية. وأي استراتيجية فعالة يجب أن تشمل مشاركة شعبية أوسع، واستعدادا للتضحية ومشاركة في دفع ضريبة المقاومة. وتوفر الصعوبات المتوقعة، في الوقت نفسه، فرصة لتغيير المزاج العالمي، وحتى الإسرائيلي، وفرض عليهم ضرورة إعطاء القضية الفلسطينية أهمية وجدّية بعيدا عن الضريبة الكلامية، من حيث دعم حل الدولتين وغيرها من أمور لا تفيد إلا إذا كانت مدعومة بقرارات قوية، مثل الاعتراف بدولة فلسطين ودعم حق المقاطعة وتعرية إسرائيل في المحافل الدولية.

يجب أن تكون سخونة عام 2022 المتوقعة فرصة لإيجاد اختراق حقيقي يكسر من عنجهية المحتل، ويرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، ويوفر خريطة طريق التحرّر والاستقلال.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف