الأخبار
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فوضى "مقام النبي موسى".. إلى متى؟

تاريخ النشر : 2022-01-14
فوضى "مقام النبي موسى".. إلى متى؟

داود كتاب

فوضى "مقام النبي موسى" الى متى؟

بقلم: داود كتاب

يعود للعلن موقع “مقام النبي موسى” والذي يُعتبر موقعاً استراتيجياً فلسطينياً يضمن التواصل الجغرافي لدولة فلسطين ويوفر مرفاً سياحياً دينياً شرق مدينة القدس. لذا من الضرورة للدولة الفلسطينية وخاصة وزارتي السياحة والأوقاف أن تلعب دوراً مهماً في ثنائية تشجيع السياحة والحفاظ على موقع فلسطيني استراتيجي يربط بين القدس وأريحا.

يعود تاريخ مقام النبي موسى إلى عهد صلاح الدين الأيوبي، وليس له علاقة بالنبي موسى الذي لا يُعرَف له قبر وفُقِدت آثاره على جبل نيبو في الأردن، وفقاً للعهد القديم.

يبعد مقام النبي موسى عن طريق القدس – أريحا التاريخي كيلومترا واحدا، ويضم مقام النبي موسى إضافة للقبر والمسجد عشرات الغرف وإسطبلات للخيل ومخبزا قديما، و يحتفل بموسم النبي موسى الفلسطينيون منذ ما يقارب التسعة قرون وهو  جزء من تراث مدينة القدس الديني والشعبي،

لقد ثارت زوبعة غير مبررة حول قيام فرقة موسيقية بعمل فني موافق عليه من وزارة السياحة الفلسطينية في نهاية عام 2020 ، مما أدى إلى خسارة كان يمكن أن تحضر للشعب الفلسطيني تأثيراً في مواقع فنية عالمية مهمة. حاول البعض زج المسيحيين في القضية بسبب التوقيت القريب لموسم عيد الميلاد ثم توقفت الاتهامات بعد ان تبيّن انه لم تكن لجهات أو أشخاص مسيحيين أي دور بالحفلة.

والآن نسمع عن اعتداء جديد وتفوهات مرفوضة من قبل زعران متزمتين متطرفين على أبناء وبنات محافظ بيت لحم يوم الاحد الماضي الموافق 2022-1-9 والذي تم بحضور وصمت حارس الأوقاف في الموقع. لقد تم الاعتداء على مجموعة من الشبيبة حاولوا زيارة هذا المَعلَم الوطني، وتم التهجم عليهم حول لباسهم وحول ديانتهم بدون أي سبب شرعي أو منطقي. ويتم هذا في الوقت الذي يُشاهَد في الموقع -بحسب اقوال البعض- عدة باصات من الإسرائيليين بلباس غير محتشم. فتزور هذه المجموعات الاسرائيلية الموقع دون أن يتجرأ “المدافعون” عن التراث والدين قول أي كلمة بهذا الشأن . فهل أصبحنا نعيش في غابات التخلف، فتعطى الحقوق للقوي بدل من أي يكون الحق هو القوة؟

ليس من الواضح سبب السماح لهؤلاء المتطرفين من ابناء بلدنا بالسيطرة على موقع تعود السيادة عليه للحكومة الفلسطينية إما من خلال وزارة السياحة او الأوقاف. لقد جاء الوقت لتحرير الموقع من الزعران المتطرفين زارعي الفتنة، وتسليم الموقع لجه أمينة تعمل على تشجيع السياحة الوطنية خاصة، وأنه من المواقع التي قد توفر متنفس الصمود لأهلنا في الضفة وخاصة في منطقة بيت لحم والمحاصرين بالجدار العنصري وقانون الأبرتهايد الذي يتعامل مع الشعب الفلسطيني كمواطنين من الدرجة العاشرة.

نوجه بهذا نداء لرئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية ووزيرة السياحة رولا معايعة ووزير الأوقاف الجديد الشيخ حاتم البكري، ألا يهملوا الموضع والا يتركوا الموقع بأيدي أشخاص هدفهم التخريب والفتنة الدينية وليس بناء دولة المؤسسات وحقوق المواطنة.

لقد وصلت “المغطس” صور وفيديوهات وشهادات لما حدث من اعتداء وامتنعنا عن نشرها لعل وعسى تقوم الجهات الوطنية الرسمية والشعبية بدورها في وأد الفتنة وفتح مجال السياحة الداخلية في كافة أرجاء الوطن ولكافة السكان بدون تمييز او تحيّز.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف