الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيف لمس مسلسل Maid أوجاع النساء؟ بقلم مجد عبد العزيز

تاريخ النشر : 2021-11-30
كيف لمس مسلسل Maid أوجاع النساء؟      بقلم مجد عبد العزيز
كيف لمس مسلسل Maid أوجاع النساء؟

بقلم: مجد عبد العزيز

يعتبر العالم الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عامٍ يومًا عالميًا لمناهضة العنف ضد المرأة، ويُصاحب اللون البرتقالي فعاليات عديدة تمتد لستة عشر يومًا تبدأ من الخامس والعشرين من نوفمبر وتنتهي في العاشر من ديسمبر/كانون الأول. لكن سؤالًا لم أجد له اجابة ومازال يراودني: متى تصبح النساء، كل النساء، بخير؟  

شاهدت مؤخرًا مسلسلًا قصيرًا من إنتاج (نت فلكس) يحمل اسم "الخادمة" (Maid)، مسلسلٌ مؤلَّف من عشر حلقات، يحكي قصةً مقتبسةً عن كتاب يحمل نفس الاسم للكاتبة الأمريكية ستيفاني لاند (Stephanie Land)، وهو أحد الكتب الأكثر مبيعًا على قائمة نيويورك تايمز.

تحذير: قد تحتوي المقالة على حرق لبعض الأحداث.
يبدأ المسلسل بهرب أليكس (Alex) من المقطورة، تلك التي تعيش فيها مع شريكها شون (Sean) وابنتهما مادي (Maddy) البالغة من العمر سنتين، تهرب أليكس وابنتها بمبلغ لا يزيد عن $20، ولا نعرف السبب بعد. يتّضح أن أليكس لا تتعرّض للعنف بصورته المعهودة، فشَريكها لم يضربها ولم يمسّ جسدها بسوءٍ أبدًا. لكنه كان سيء العشرة، يضرب الأشياء من حولها، يكسر الزجاج، ويغرقها بالسباب والألفاظ البذيئة. 

تزيل أليكس قطع الزجاج المتكسرة من شعر ابنتها الأشقر، كان موقفًا كفيلًا بسَلْب شعورها بالأمان في تلك العلاقة، فَتُغادر للمجهول.

تبدأ أليكس بالبحث عن سُبل تَقيها وابنتها من قسوة الشارع، تلجأ للحكومة التي تطلب إثباتًا على تعرّضها للتعنيف، لكنّ جسدها خالٍ من الكدمات، فتفقد بعضَ امتيازات النساء المعنَّفات. تخسر أليكس في مرحلةٍ ما حضانة ابنتها لعجزها عن إعالتها ماديًا، لكنها تعود إلى كنفها بعد ركضٍ مُضنٍ في أروقة الدوائر الحكومية، وإعاناتٍ عديدة من الدولة، ووظيفة في تنظيف البيوت.

عاشت أليكس وابنتها تحت خط الفقر أيامًا، عملت في تنظيف المراحيض بأجرٍ زهيد، لكنها لم تنسَ شغفها القديم في غمرة كل تلك الصعاب. لم تتوقف عن القتال حتى ضمنت حياةً كريمةً لابنتها ولها. وحصلت على منحة لدراسة الكتابة الإبداعية في إحدى الجامعات.  بدعمٍ من مؤسسات الدولة، ومأوى احتضنها في وقتٍ سُدّت فيه أبواب بيوتٍ كثيرة، وتنظيف مئات المراحيض.

في آخر أيامها بالمأوى، تجلس أليكس في حلقة مع زميلاتها النساء، ويتكلّمن عن أجمل يومٍ في حياتهن جميعًا، وكانت إجابتها: "أجمل يومٍ في حياتي لم يأتِ بعد، لكنني على موعدٍ قريبٍ معه… وقد كلّفني ذلك اليوم تنظيف 338 مرحاض، سبعة أنواعٍ من المعونات الحكومية، تغيير العديد من المنازل، نوم ليلةٍ كاملة على أرضية عبّارة، والسنة الثالثة من حياة ابنتي."

تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء في العالم للعنف بأشكاله العديدة، وتتراوح نسبة العنف ضد النساء في العالم العربي بين 37% إلى 70%. يمارس شركاء الحياة ما نسبته 30% من العنف ضد شَريكاتهم. وحسب الأمم المتحدة، فإنّ امرأة واحدة تُقتَل كل إحدى عشرة دقيقة على يد أحد أقاربها. تُقتل النساء في أحد أكثر الأماكن أمنًا، البيوت.

لا تتخذ الحكومات في البلاد العربية إجراءات حقيقية لحماية النساء من العنف، ولا تفرض عقوبات رادعة على مُعنّفيهم.

إن كان في مسلسل Maid دعوة للنساء، فهي دعوةٌ لهنّ للنجاة، والبحث عن أنفسهنّ، والتنفُس. ودعوةٌ لأن يتعلّمن أن الإساءة النفسية والعاطفية لا تقل بشاعةً عن العنف الجسدي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف