الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ولا يزال المواطن المصري رابطاً للحزام! بقلم إسماعيل عبد الهادي إسماعيل

تاريخ النشر : 2021-11-28
ولا يزال المواطن المصري رابطاً للحزام!

بقلم: إسماعيل عبد الهادي إسماعيل

منذ ما يقارب تسعٍ وستونَ عاماً قامت مجموعة من ضباط الجيش أطلقوا على أنفسهم (الضباط الأحرار) بثورة يوليو عام 1952م ضد الملك فاروق وحاشيته وقالوا آنذاك أنه ملك فاسد يعاقر الخمر ويعاشر النساء وأن رأس المال يسيطر علية زمرة قليلة وأن القطاع الزراعي يهيمن عليه الإقطاعيون ويسخروا السواد الأعظم من الفلاحين في زراعة أراضيهم واستغلالهم دن اعطاءهم حقوقهم وغير ذلك من أمور اثيرت عقب قيام الثورة مبررين أسباب ما قاموا به ومن ثم وبعد فترة من تاريخ قيام الثورة وخصوصاً عام1956م اعلنت مبادئ الثورة الست وهي:
1-القضاء على الإقطاع.
2-القضاء على الاستعمار.
3-القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم.
4-إقامة جيش وطني قوي.
5-إقامة عدالة اجتماعية.
6-إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

وما يعنيني في هذا الموضوع هو المبدأين الأخيرين بصرف النظر عن الأربعة الذين سبقوهما إذ مرت الأيام تتري ومع مرور الزمن وبصورة واضحة جلية لكل ذي عينين تبين أن تلك الثورة قد انحرفت عما كانت تدعيه حين قيامها من دغدغة للمشاعر سواء على المستوى الداخلي أو العربي أو العالمي بل انقلب اعضاءها على بعضهم البعض في فترة قصيرة لا تكاد تعد على أصابع الأيد الواحدة وذلك من أجل السلطة والسيطرة والهيمنة مما أدى إلى أن تحول نظام الحكم إلى الدكتاتورية التي لم تكن موجودة في العصر السابق وهذا ما أسفر عن قرارات فردية أحادية غير مدروسة ولم يكن هناك مؤسسات للرجوع إليها والتي منها على سبيل المثال الدخول في حرب اليمن عام 1962م وهو ما أدى إلى إنهاك قوى الجيش المصري واستشهاد الكثير من الضباط والجنود الذين لا ناقة لهم ولا جمل في حرب لم يكن هناك ما يبررها ويستدعيها ولم تكن القوات المسلحة المصرية لديها المعرفة التامة بطبيعة التضاريس الجغرافية اليمنية ثم أعقب ذلك ما أطلق عليه العدوان الثلاثي عام 1956م نتيجة قيام عبد الناصر بتأميم قناة السويس مخالفاً بذلك النواحي القانونية لأول عقد عالمي بنظام الــ(bot) ولم تكن آنذاك حرباً متكافئة لوجود ثلاث قوى هي فرنسا وبريطانيا وإسرائيل ولولا التدخل الأمريكي في حينها لكان حدث ما لا يحمد عقباه ثم أعقب ذلك حرب يونيو1967م والتي كانت خسائرها لمصر والعالم العربي تفوق الحد والتي ضاعت بسببها القدس وهضبة الجولان والضفة الغربية وصحراء سيناء بالكامل وهي الحرب التي أطلق عليها نكسة 1967م ومما لاشك فيه أن تلك النكسة قتلت الغطرسة والديكتاتورية لدى عبد الناصر بل لا نتزيد أن قلنا أن عبد الناصر مات فعلياً عام 1971م ولكنه مات إكلينيكيا عام 1967م.

ونتيجة لهذه الحروب المدمرة وحكم الفرد والقرارات العنترية لم يكن هناك اهتمام بالعدالة الإجتماعية أو إقامة حياة ديمقراطية سليمة حتى مات عبد الناصر عام 1971م ثم تولى أنور السادات بنظام جديد متخلياً عما كان يدعوا إليه عبد الناصر من الإشتراكية العربية التي كانت مجرد حبر على ورق ومجرد أغاني شدا بها عبد الحليم حافظ عبر الاحتفال بأعياد الثورة عاماً بعد عام ليتجه السادات إلى النظام الرأسمالي والانفتاح الشمولي والاهتمام بتحرير كامل الأرض المحتلة عام 1967م والذي كان همه الشاغل وبالتالي لم يكن هناك اهتمام بالمواطن المصري وتحسين دخله لأنه اطلق شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة وانتصرت مصر في حرب أكتوبر1973م وتم اغتيال السادات عام 1981م إبان العرض العسكري للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر1973م وتولي سدة الحكم حسني مبارك الذي تولى الحكم أطول فترة من سابقيه وسيطرت خلال فترة حكمة عصابة من رجال الأعمال على الاقتصاد والتحكم في رأس المال وهو ما يتناقض مع المبدأ الثالث من مبادئ ثورة يوليو إن اعتبرنا مبارك هو امتداد لها باعتباره رجل عسكري واصل مسيرتها وبالتالي أضحت معظم تلك المبادئ هراء ثم قامت على نظام مبارك ثورة 25 يناير2011م - وإن كانت من الناحية السياسية ليست ثورة بالمفهوم الصحيح إذ لم يكن لها رأس أو تحديد القائم بها - اسفرت عن وصول جماعة الإخوان لسدة الحكم في الفترة من 24 يونيو2012م وحتى 3 يوليو2013م لم يكن فيه أي اهتمام بالمواطن بل كان جل الاهتمام بأعضاء الجماعة وتمكينهم من السيطرة والهيمنة ومن أخطر ما فعلوه هو الاصطدام بالسلطات وأهمها السلطة القضائية مما أدى إلى قيام الشعب بثورة عارمة في الثلاثين من يونيو2013م أيدها الجيش أدت إلى انتخابات رئاسية عام 2014م أسفرت عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة الدولة.

والسؤال الهام هل طوال الفترة من عام1952م حتى يومنا هذا تحققت العدالة الإجتماعية المنشودة للمواطن المصري؟ ومما لاشك فيه أن العصر الحالي فيه اهتمام بتحسين الطرق وإنشاء مدن جديدة ونقلة جريئة للعشوائيات مثل الأسمارات بالقاهرة وغيط العنب بالإسكندرية وغيرهما في بعض الأماكن على مستوى الجمهورية خلافاً لما كانت عليه العصور السابقة إلا أن هناك تدني في المستوى المعيشي للفرد وتدني في رواتب الخريجين ووجود هوة واسعة ساحقة في الرواتب بين طوائف وأخرى وبالتالي أصبحت مصر دولة طاردة للعمالة التي تسعى للعمل بالخارج لاسيما الدول الخليجية ومنهم من يعانون الأمرين في تلك الدول ويعملون أعملاً لا تتفق مع قدراتهم ومؤهلاتهم ولكنهم صابرون على مضض حينما يقارنون الوضع داخل مصر وهو الأمر الذي يجعل أصحاب الأعمال في تلك الدول يسخرَون العمالة المصرية برواتب متدنية لا تتفق مع المجهود المبذول ومن لا يعجبه فليذهب إلى الجحيم لإن العرض أكثر من الطلب.
إذن هل الوضع في مصر أفضل مما كان عليه عصر الملك الفاسد قبل عام1952م؟ أم أنه تدهور رويداً رويداً عبر أنظمة تقوم على التجربة والهدم والبدء من مربع صفر فضاع الاقتصاد وضاعت مقدرات الدولة وتلاشت الطبقة الوسطى وضل معظم المصريين الطريق؟
 
إلى متى يظل المواطن المصري مغلوباً على أمره رغم قيام الثورات التي تتشدق بالعدالة الإجتماعية وكل عصر يأتي مدغدغاً للمشاعر ثم فجأة ينفض المولد ويسفر عن لا شيء منذ عام1952م ويطالب الشعب بالتحمل والصبر وربط الحزام حتى تخرج الدولة من أزمتها وللأسف أزمات تخلقها القرارات الغير مدروسة العنترية والتي لا يتحمل تبعتها سوى المواطن البسيط الذي يطالب بربط الحزام وها هو لا يزال رابطاً للحزام على مدى ما يقارب السبعين عاماً وحله أصبح مستعصياً على الحل!


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف