ترحل الرجال ويبقى أثرهم... في ذاكرتنا
بقلم: إبراهيم شواهنة
الذي مرغ أنوف الآحتلال ..وأذاقهم مرارة الموت والهزيمة. .صداقة ...وقربى ونسب يشرف لقد ...حفظت حتى عدد دقات قلبه الذي تمرد عليه صباح هذا اليوم... حين غيبه القدر... وتلك هي مشيئة الله ولا راد لقدره ولكل أجل كتاب وجميعنا سنسير على هذا الدرب وهو نهاية كل حي.
كيف أزدد ...تشبثا بطيفك يا أبا صادق وعيوني متعبة ؟؟ وكيف أترك.. للواقع أن ينخر في نفسي التي هرمت قبل أن تتعلم الاستسلام لجبروت الألم والطاعة .. عقارب الزمن تدور نحو الأمام.. وعقارب الحب تكمل دورتها الوحيدة لتعود إلى نقطة البداية وقد أحالت من امتطوها أطياف ذكريات مضت.. هي الحروف نفسها التي نصوغ بها شعرا يمجد الليل ليطول علينا بسحره .. نصوغ بها مراثي نودع بها من يسبق الآخر في الرحيل... وها أنت قد سبقتني ..وغيبك الموت .. فبقيت الذاكرة حية بك وأمينة على عدم نسيانك.
ورحلتَ.. وأنامل اعتادت طرق الأبواب مستحيلة الفتح مازالت تكثر الدق على بابك .. وهي موقنة أنك ستنبثق من عمق المستحيل وتفتح..خانك القلب. أيها الحبيب.وخاننا ... من قبل أن يخوننا الحرف.. والحلم مازال ينتظرك!! أي العبارات المنمقة علينا اختيارها لنخبر أحلامنا أنها تيتمت ولم تجتز مرحلة المخاض بعد ؟ ليس الحزن من يقود أقلامنا وهي تحاول أن تعيد أياما مضت.. هو القلب الذي أقسم ذات لحظة عبث أن يحيي في شرايينك المنهكة بقايا حياة، يسفك دمه على هذا الورق عله يعيدك ولو للحظة تكفي للوداع الأخير....أة .. يا حزني ..الذي يزلزل قلبي
المتعب ... وأنا ..
مسافرهارب من الزمن.. سُلبَت مني حقائبي وجواز سفري وغدٌ كان ذات حلم مشبع بك حد الاعجاب.. أتوه اليوم بين الذكريات أبحث عن فسحة صغيرة تصلح للحلم.. عن قصيدة أفترشها تارك لنجوم سماء احتضنتك أن تشع بتقاسيم وجهك.. عن أربعة حروف باتت الدفء المغيب مذ غيبك
.الرحيل.. عن نغم أرتله تيمنا بهمساتك التي ما عاد من حي في الذاكرة سواها ..
صنعنا لأنفسنا من الصداقة.وكنت وفيا لوالدي يرحمه الله والذي كان صديقا صدوقا لك في عز صباك وجئت أنا لآكمل المشوار بنسب..فصارالنسب المخلص تذكارا وتعززت أواصر المحبة والصداقة لك .. ونسينا أن نشيد لها قبرا يليق بها.. حتى شاهدات القبور لا حق لنا في نقش أبجدية الصداقة ... المحللة... عليها .. أي الأساطير عليّ استحضارها لألقي في قلبي بعض إيمان بأنك ستعود لهذه الحياة المملة فقط لتكمل قصيدة لم تُمنَح الوقت لتكملها ؟! أؤمن كما أنت أن للحروف نرجسيتها التي ترفض أن نغادرها قبل أن نصوغها بأجمل ما نملك من حلل أدبية....لكنها اقدارنا ..والمكتوبة على جبين كل واحدا منا ....تجعل ممن رحل عنا أن يعود.....
حينما تتفتح أحلامنا في وطن يحتضريشتاق للحرية ويشهق تعبا ..وما أكثر الجلسات التي كنا نمضيها معن نناقش هموم الوطن السليب... ترافقنا لعنة الخوف حتى في نظراتنا العابرة الباحثة عن وطن أقل وجعا.. وحينما يحين الوداع الأخير يغدو ذاك الخوف ندما ينخر عظامنا انتقاما من لحظات حب غادرنا..وغدر بنا في هذه الحياة دون أن نظفربه. ..
سأكثر الدق.. وستفتح .. والمستحيل الذي سخرنا منا يوما سنعود ونسخر منه أياما .. وتلك السماء البارعة في احتضان أطياف الموتى لا غير ستنهار دعائمها تاركة لنا متسعا من الوقت لنخط أقدارنا كيفما نشاء .. سأكثر الدق.. وستفتح ..,,, لنكمل ..مسيرة الوداع الأخير..لروحك الرحمة وستبقى في نفوسنا خالدا...