الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل يتم تجاوز التقسيم "الزماني" للأقصى إلى "المكاني"؟ بقلم د. أسعد عبد الرحمن

تاريخ النشر : 2021-10-24
هل يتم تجاوز التقسيم "الزماني" للأقصى إلى "المكاني"؟ 
بقلم د. أسعد عبد الرحمن
هل يتم تجاوز التقسيم "الزماني" للأقصى إلى "المكاني"؟

بقلم: د. أسعد عبد الرحمن

منذ جائحة كورونا، تغض شرطة الاحتلال الإسرائيلية الطرف إزاء الطقوس الدينية التلمودية التي يؤديها المستعمرون/ "المستوطنون" المقتحمون وتتركز في المنطقة الشرقية من المسجد وبالقرب من مصلى باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة، فضلا عن تعمد المقتحمين إعطاء شروحات لقطعان "المستوطنين"، والتوقف في أماكن متفرقة في ساحات الأقصى، والجلوس بحجة الاستراحات، وذلك لضمان قضاء أكبر وقت ممكن داخل المسجد. وكل هذا يأتي متناقضا لما اصطلح عليه "الستاتيكو" المعمول به، ناهيكم عن كون المسجد الأقصى تحت الوصاية الهاشمية.

التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى يستهدف جعله مكانا دينيا مشتركا للمسلمين واليهود، حيث تطالب الجماعات الإسرائيلية المتطرفة وعلى رأسها جمعيات "الهيكل المزعوم"، بتخصيص "أوقات" و"أماكن"، لليهود، للعبادة داخل حرم المسجد. بدأ الأمر في العام 2003، حينما قررت شرطة الاحتلال أحاديا السماح لليهود باقتحام الأقصى بحراستها. منذ ذلك الوقت، تضاعفت أعداد المقتحمين سنويا إلى أن وصلت إلى أكثر من 18 ألف مستوطن في 2020، فيما يتوقع أن يكون العدد قد ازداد مع نهاية العام الجاري، خاصة وأن باحات الأقصى شهدت اقتحامات غير مسبوقة في الأعياد اليهودية خلال 2021، حيث تنجح "إسرائيل" بتحقيق التقسيم الزماني، بشكل تدريجي، بدءا بتخصيص أوقات محددة (في فترتي الصباح وما بعد صلاة الظهر) للمستوطنين باقتحام المسجد.

نجاح التقسيم الزماني للأقصى يمهد للتقسيم المكاني، والذي ربما لا يكون نهاية المطاف في ضوء المخططات المعلنة من قبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة، فهناك أطماع أكبر من ذلك تتمثل بتخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى يقتطعها الاحتلال ليحولوها لكنائس يهودية، وإعادة بناء "الهيكل المزعوم" على أنقاض الأقصى، وهذه المطامع لم تعد تخفى على أحد، بل بات التصريح بها أمرا عاديا و"حقا مشروعا" كما ترى جمعيات "الهيكل المزعوم".

التقسيم "الزماني" واقع، أما "المكاني" فتعمل سلطات الاحتلال على تطبيقه بالقوة، ويتصدر قائمة الأولويات لدى الاحتلال، الذي يسعى لاستبدال المكون البشري الإسلامي، من مرابطين ومصلين ومعتكفين، بالمكون "الاستيطاني" اليهودي. هذا الأمر الذي إن وقع سيكون استنساخاً لما جرى في الحرم الإبراهيمي، بعد المجزرة في العام 1994، حين قررت سلطات الاحتلال تقسيم الحرم بين اليهود والمسلمين، وإغلاقه أمام الفلسطينيين والمسلمين والزائرين 10 أيام كل عام، وفتحه بشكل كامل "للمستوطنين".

السماح بهذه الاقتحامات وأداء "الصلوات الصامتة" في ساحات المسجد وتقسيم الأقصى، هو انتهاك للوضع التاريخي القائم في المسجد، والذي بموجبه تقتصر الصلاة على المسلمين وحدهم، فيما يمكن لغير المسلمين زيارته كسياح، وتكون المسؤولية فيه حصرا لدائرة الأوقاف الإسلامية. لكن الوضع القائم هذا، تآكل في السنوات الأخيرة الماضية، وهناك صلاة يهودية في المكان وشرطة الاحتلال الإسرائيلية التي كانت تحافظ على الوضع في الماضي، باتت تغض الطرف عن هذه الصلوات. وكلنا ندرك، أنه في سنوات عديدة، أدت كثافة اقتحامات "المستوطنين" للأقصى إلى تفجير مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، كان آخرها أيار/ مايو الماضي، ذلك أن السبب هو الشعور بأن المسجد الأقصى يتم تحويله من موقع إسلامي بوجود ضيوف غير مسلمين إلى موقع إسلامي يهودي مشترك. وبالمحصلة فإن جهود شرعنة "الصلاة الصامتة" لليهود في حرم المسجد الأقصى (رغم إلغاء قرار محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس من أنها "ليست جُرما") هي مقدمة "صامتة"، على وشك أن تصبح مدوية (لا قدر الله) لتغيير الواقع وترسيخ تقسيم المسجد "زمانيا" ولاحقا "مكانيا". فهل من تحرك نحو إحباط المخططات الإجرامية للاحتلال؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف