الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عبير الذكريات النبوية بقلم فائزة محمد علي فدعم

تاريخ النشر : 2021-10-20
عبير الذكريات النبوية            بقلم فائزة محمد علي فدعم
عبير الذكريات النبوية

بقلم: فائزة محمد علي فدعم 

نظرت الى التقويم واذابه يوم الاحد 2021 . 10 . 18 وانا على موعد مع الطبيب لإجراء الفحوصات في عيادتهالخاصة في اربيل . التفت الى الشباك وشاهدت الحديقة الجميلة التي تزينها الورودالنضرة الزاهية وخلف السياج الاطفال الذين كانوا يعودون من المدارس الى بيوتهمحاملين الشموع والهدايا وهنا عدت بذكرياتي الى بعقوبة . مدينتي الجميلة عندما كنتطفلة صغيرة في المرحلة الابتدائية وتذكرت حياتي التي قضيت منها مرحلة طويلة وانالم افارقها الا هذه الايام الصعبة لأكون تحت متابعة الاطباء . 

تذكرت عندما عدت منمدرستي وقت الظهيرة وكان يتوجب علي العودة اليها ثانية ولكني شاهدت الحركة فيالبيت فعلمت ان هناك استعدادا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهنا تذكرت فستانيالجديد الذي لم تنتهي من اعداده الخياطة فانتفضت وقلت لن اذهب الى الدوام الثانيورميت الحقيبة وبقيت ارتدي صدريتي ودون غداء . اسرعت مهرولة الى الخياطة التي كانتتسكن في الدربونة المجاورة لدارنا . 

طرقت الباب ودخلت الىحيث ماكنة الخياطة فسالتها عن فستاني الجديد وقلت لها بلهجة المتوسلة . 

هل اكملت فستاني ؟

كان شذري اللون تزينهورود بيضاء لا ازال اذكره حتى هذه اللحظة فتبسمت في وجهي والحنان يملأ وجههالأنها كانت تعتز بي وقالت : نعم وقدمته لي وكدت اطير فرحا وانا ذاهبة لبيتي . دخلتدارنا واذا بي اجد نفسي في عالم اخر . كل يقوم بمهمته فوالدتي تدق الرز  العنبر في الجاون وتطحن الهيل وخالتي تمسكبالهاون واولاد خالي يقومون بعمل الزينة (الشراشيب) من ورق الابرو وكذلك اوراقالجرائد وعلى المائدة كانت هناك ظروف رسائل بريدية وضع فيها  )كفشة العروسواصابع العروس) ومسقول ابيض باللوز وحلقوم صغير قمنا بشرائه من السيد (داوودالدهري ) ووضع على الطاولة اناء من الالمنيوم كان فيه الحناء وبجانبه شموع الكافورواغصان الياس وعلى الطاولة ايضا صبغ اللوزينه لعمل الزردة والحليب ولوز موضوع فيماء حار لإزالة القشور ونقود من العملة الصغيرة التي كان الوالد يوزعها امام الجامع(خرده) يضعها في جيب الدشداشة لتوزيعها على الفقراء الجالسين والواقفين على جانبيباب المسجد  . 

بعد الغداء حتى وقتالقيلولة كان الوالد يغفوا في هذه الفترة ويعم السكون في البيت ولكن تأتي بعضالنسوة من الجيران مرتديات العباءة ويتسللن بحذر حتى لا يزعجوه . يقمن بالتحضيراتوبعد الانتهاء يخرجن وهن فرحات بما انجزن كثواب للمناسبة . 

وقبل الغروب بقليل يكونكل شيء جاهز للاحتفال في اليوم الثاني وهنا توعز والدتي الى الصغار بالنوم مبكراويستجيبوا بصعوبة ويصعدوا الى سطح البيت . اما بالنسبة لي فتضع الحناء على شعري وفييدي وقدمي وتربطهما بقطع من القماش وتأخذني الى السطح لأنام لكني لا افعل ذلك الابشق الانفس .

وانا انظر الى السماءواتابع النجوم فهذه تسمى مجموعة (بنات نعش ) وهن سبعة ونجمة ام ذويل واقوم بملاحقةالبقية اللامعة وأعدها ولكني كنت اخاف من اصابتي بالفالول كما يحذرنا اهلنا ويبلغالخوف اشّده عندما تسقط نجمة وهي تطارد الشياطين فتقوم بحرقها كما اخبرونا فأغمضعيني واضع يدي فوق رأسي منتظرة صعود الاهل ومعهم (الرگي والتنگه  ) 

توضع على الجدار الفاصلبين الجيران وننام ونحن ننتظر بلهفة صباح اليوم التالي وهو يوم المولد وما أروعهمن يوم عندما نجتمع لتناول الفطور ونرى البيت نظيفا جدا وتقدم اطيب المأكولاتونتبادلها مع الجيران في المحلّة ويتولى امر توصيلها الاطفال الصغار .

 كانت تتهيأ البيوتات والعوائل بالذهاب الى حيث تقامالمناقب النبوية وتجري تحضيرات لوازمها من دفوف صغيرة وكبيرة يسخنونها على نارهادئة مرتدين اجمل الملابس وهم يقدمون المأكولات اللذيذة مثل الدولمة وانواع الكبةوالخبز عروگ وخبز بالسمسم والزردة والحليب والمحلبي وحلاوة التمن ام اللوز وفي عصرذلك اليوم تقام المناقب النبوية للرجال في (جامع السوق ( والزينة تنتشر في كل مكانمن المقاهي والبيوتات وعند العصر يتأهب الرجال للذهاب الى الجامع حيث يتوجه اليهاعيان المدينة لكن للأسف الشديد تمت ازالته عندما كنا صغارا وكنا نتمتع بمشاهدةمنارته الوحيدة في بعقوبة آنذاك وقضينا اجمل ايام العمر عندما نشاهد منارته وبابهالفخمة كانت احلى ايام العمر عندما كنا نذهب الى السيد قاسم منارة والسيد مهديعنافصة (  للتسوق وشراء مغريات الاطفال من العاب وحلويات والاحذية من السيدابو حيدر ( عباس القندرچي  ) والسيد جبوري جيرانه . 

عصر ذلك اليوم ذهبت معوالدتي الى المنقبة النبوية في بيت ام السيد نوري عبد الحسين ( ابو صباح ) معجيران المحلّة وبعد ان بدأت التفت يمينا ويسارا فرأيت انسجام الجميع وهم يستمعونالى الذكر النبوي ومع نقر الدفوف يقرئون الاذكار النبوية ومن ضمنهم والدتي . نظرتيمينا ويسارا فلم اجد من يراقبني وبغفلة من والدتي خرجت متسلّلة وذهبت الى جامعالسوق وعند باب الجامع نظروا الي وعرفوا اني ابنة الحاج محمد علي وكنت لا ازالصغيرة فسمحوا لي بالدخول . تلفتت يمينا ويسارا حتى وجدت والدي وجلست بجانبه دون انينتبه وعند انتهاء المنقبة النبوية التفت الي وهو في ذهول وتعجب كيف اجلس الىجانبه . نظر الي مستغربا ومتوعدا وهنا بدأ توزيع الحلويات واخذت منها نصيبي وخرجتفرحة وانا ممسكة بيده بينما والدتي المسكينة كانت تبحث عني ولم ادعها تتمتع بتلكالليلة الكريمة . 

ليلة المولد النبويالشريف اعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف