الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السلم الأهلي ضد الدولة في لبنان بقلم سامي كليب

تاريخ النشر : 2021-10-19
السلم الأهلي ضد الدولة في لبنان 

بقلم: سامي كليب 

يتحفنا عباقرة السياسة في لبنان منذ فجر الاستقلال حتى اليوم ببدعة ” السلم الأهلي” وكأنها فعلا هي التي ،تؤسس مفهوم الدولة وتبني المؤسسات، ثم حين يهتز هذا السلم الأهلي الهش كل 5 أو 10 أعوام ويُقتل أبرياء ،ينتفض أهل النخوة من العباقرة أنفسهم للمطالبة بالحفاظ على السلم الأهلي، والشعب إما يصدق هذه الكذبة بفعل موروث البراءة ، أو لا يعترض عليها بفضل التبعية لأحزاب وشخصيات وزعامات ما عدنا نعرف يسارها من يمينها ، أو يلوذ بالانكفاء والصمت بسبب اليأس أو القناعة الضمنية بأن شيئا لن يتغيّر، ذلك  أن  الجماعة السياسية حين تقرر مع رعاتها من الدول الخارجية  أنه حان وقت السلم الأهلي، تتفاهم في ما بينها فوق جثث الضحايا وكأن شيئا لم يكن .

الآن وبعد مجزرة الطيونة التي أعقبت المجزرة القضائية وتسبق مجازر الانتخابات وترسيم الحدود، تعود نغمة السلم الأهلي لتحتل مساحة جيدة في مقابلات وخطابات وتصريحات الجماعة السياسية، ويضيفي عليها عباقرة علم السياسة في لبنان صفة أكثر جذبا اسمها ،”التوازنات الداخلية” التي يجب عدم الإخلال بها، وهذه التوازنات تشبه إلى حد بعيد حدود المناطق التي كان يتقاسمها أهل مافيات المخدرات من كولومبيا إلى ايطاليا



 لا يحتمل لبنان حاليا حربا واسعة، لكن ما حصل في منطقة الحدود التاريخية البغيضة بين الشرقية والغربية للعاصمة بيروت الثكلى منذ تفجير المرفأ المقصود،  كاد يدفع البلاد صوب شيء يشبه الحرب الأهلية، وهذا ما يدفع إلى سؤال واضح : ما الذي سيحول لاحقا دون الحرب طالما اللبنانيون الذين يقودهم طائفيون حتى ولو كان جل القادة غير متدينيين بالمعنى التقليدي للإيمان، منقسمين حيال مفهوم الدولة وانتمائها ومستقبلها ونظامها؟

ثم السؤال الآخر: هل فعلا أن الحوارات الإقليمية وأجواء الانفتاح خصوصا على المسار السعودي الايراني، ستبرّد جبهات الداخل، أم أنها تتطلب مزيدا من الاشتعال كما هو الحال في اليمن والعراق وسوريا حتى تترتب الصفقات الكبرى ؟

لا يوجد جواب واضح الآن، لكن الأكيد أن اللبنانيين لم يتعلموا شيئا من التاريخ، فقانون العفو الغريب الذي اريد له بعد الحرب الأهلية طي صفحة قتل وجرح مئات الآف اللبنانيين، أبقى الجرح غائرا وشجّع على استئناف العنف بلا محاسبة، بينما في جنوب إفريقيا مثلا اختلف مفهوم المصالحة الوطنية، بحيث جرت اعترافات ومحاكمات وتم التأسيس لإقامة دولة حقيقية تلغي تاريخا قاسيا ودمويا من العنصرية.  يختلف اللبنانيون على كل شيء لكنهم يتفقون على استئناف الحرب حين تتحرك غرائزهم المذهبية ، وذلك رغم أن غريزة البقاء لم تتحرك رغم كل الظلم الاقتصادي الذي لحق ويلحق بهم كل يوم، حتى ليكاد المرء يشعر بأن التبعية أهم من قوت الأطفال.

في علم النفس والجريمة، غالبا ما يعود القاتل إلى مسرح جريمته، والمؤسف أن لبنان خير مثال على تطبيق هذه النظرية، فبين حين وآخر يتحرك أحد القتلة في مساحته الجغرافية والمذهبية ليلغي الوطن،  ولذلك فإن العودة الى كذبة ” السلم الاهلي” بدلا من إقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية  وفصل السلطات وتعزيز روح الانتماء إلى الوطن لا إلى الطوائف والمذاهب والقبائل، ستكون كما حالها دائما ضد الدولة وجسرا لقتل الأبرياء بين حين وآخر

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف