الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لله درّكم يا أيهم ويا مناضل ويا عبد الرحمن بقلم منجد صالح

تاريخ النشر : 2021-09-20
لله درّكم يا أيهم ويا مناضل ويا عبد الرحمن         بقلم منجد صالح
لله درّكم يا أيهم ويا مناضل ويا عبد الرحمن

بقلم: السفير منجد صالح

الأبطال الثلاثة أيهم كممجي ومناضل نفيعات وعبد الرحمن أبو جعفر شكّلوا لوحة ابداع وجمال وعزّ وكرامة وإباء، رسموها بمداد نضالهم وصمودهم وعنفوانهم بكل فخر واعتزاز، في ربوع مدينة جنين (جينينغراد حسب قول ووصف أبو عمّار).

النسران الكبيران اللذان استطاعا الطيران والتحليق في مرج ابن عامر، وتخطّيا سدود وحواجز ومجنزرات الغربان السود التي ملأت الأرض تفتيشا واقتفاء بآثار أقدام أيهم كممجي ومناضل نفيعات، آثر كلاهما عدم الإستمرار في عمليّة هروبهم الأسطوري تفاديا لإلحاق الأذى بمضيّفهم الشهم المناضل الأسير الثالث عبد الرحمن أبو جعفر.

أبو جعفر تفوح من اسمه رائحة المسك، مسك القائد الإسلامي الفذ جعفر الطيّار، قائد وشهيد معركة مؤتة، من أولى معارك بداية انتشار الإسلام.

عبد الرحمن أبو جعفر "العريس الجديد"، الذي لم يمرّ ولم يمضِ على عُرسه وزواجه إلّا 19 يوما، فقد تزوّج في الفاتح من سبتمبر وفتح بيته، عرين الأسد، ملجأ وملاذا ل"ثلاثة أسود" حين انضمّ اليه الأسيران المحرّران أيهم ومناضل في بوتقة نضال وتضامن ونخوة وأخويّة منقطعة النظير، بالرغم من غضب وبطش الإحتلال المتوقّع والجاهز دائما في مثل هذه الحيثيّات.

لم يرجف جفن الصنديد عبد الرحمن ولم تتحرّك شعرة على "بدنه"، ولم "يضرب أخماسا في أسداس"، ولم تتراجع قدمه سنتيمترا واحدا، وإنما كان الإقدام ديدنه، والوطن والوطنية دينه ودُنياه، ففتح أبواب بيته العامر دائما بإذن الله "عُشّا" للنسرين "الهاربين"، في الوقت الذي بالكاد كان يعيش فيه "عُشّا للزوجية"، لثلاثة أسابيع أو تكاد، يقضي الآن أسبوعه الأخير من شهر عسله في الزنزانة المجاورة لزنازين النسور الستة الأبطال.

أيّ تفانٍ هذا وأيّ تضحية وأي جنين وأهل جنين القسّام الصمود البطولة أبو جندل ومخيّمها، ابطال أسود لا يخشون المنايا ولا خوض الوغى، ويؤثرون بعضهم على بعض في الزمان والمكان والمدى.

أيهم كممجي هاتف والده المُتفاجئ من المكالمة وأسرّ له بأنه سيضع حدّا لعملية هُروبه احتراما لمضيّفه وعائلته وأنّه يُفضّل سلامتهم على حُريّته .. وهكذا كان، وما كان كان بأمر الله وتدبيره.

أما الأسير المُحرّر والمُعاد أسره قبلهما، النسر محمود العارضة فقد بعث لوالدته رسالة يتفتّق الصخر من كلماتها وتنحني الجبال لها وله احتراما وتبجيلا، و"تفطّ" الدموع والعبرات من مآقي عيون أصلب الرجال حين قراءتها.

يقول الأسير محمود العارضة لوالدته في رسالته، عبر محاميه:

"حاولت المجيء لأعانقك يا أمي قبل أن تُغادري الدنيا، لكن الله قدّر لنا غير ذلك .. أنت في القلب والوجدان، وأبشّرك بأنني أكلت التين من طول البلاد والصبر والرمّان .. تنسّمت الحريّة ورأينا أنّ الدنيا قد تغيّرت وصعدنا جبال فلسطين لساعات طويلة ..".

سلام عليك يا عبد الرحمن أبو جعفر

سلام عليكما يا أيهم كممجي ويا مناضل انفيعات

سلام عليك يا محمود العاضة

وسلام عليكم يا محمد العارضة ويا زكريا الزبيدي ويا يعقوب قادري.

ستة نجوم في سماء المجد ينضمّ اليهم النجم السابع عبد الرحمن أبو جعفر الذي آوى وخبّأ برموش العيون الأسيرين المُحرّرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات، واعتقلوا ثلاثتهم معا فجر اليوم من عرين بيت أبو جعفر.

شباب فلسطين كانوا دائما يناضلون ويُقاتلون كالأبطال، أما الآن فإن الأبطال يقاتلون كشباب فلسطسن.

كاتب ودبلوماسي فلسطيني     
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف