الأخبار
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حرباء الانتخابات المبكرة والوطنيون بقلم سلام محمد العبودي

تاريخ النشر : 2021-09-18
حرباء الانتخابات المبكرة والوطنيون

بقلم: سلام محمد العبودي

" لقد غاب عن الأذهان, أن الحق ملازمللواجب, وأن الشعب هو الذي يخلق ميثاقه, ونظامه الاجتماعي والسياسي الجديد, عندمايغير ما في نفسه."  مالك بن نبي مفكر جزائري, من رواد النهضة الفكرية الإسلامية.

بالرغم من تجربةالانتخابات لدورات عدة, إلا أن حال البلاد والعباد لم تتحسن, والسبب على ما اتفقعليه الشعب العراقي, هم بعض الساسة إن لم نقل أغلبهم, بوعودهم الكاذبة, والبعيدةعن مهام البرلماني, فهم يتلونون حسب حاجة الشعب للخدمات, مستغلين بذلك الفشلالحكومي.

عند كل دعايةانتخابية, نرى تكالب بعض المرشحين, على المناطق الفقيرة من العشوائيات خصوصاً,كطبق دسم للحصول على الأصوات, ولعدم برنامج واضح المعالم, وليس لأغلبهم الخبرة فيسَن القوانين, وتفكيرهم الضيق أن الانتخابات, هي فرصة عمل وثراء, وغاية للحصول علىجزء من الكعكة, فهم يعدون بما لا يمت لعملهم البرلماني.

مَلأت الشوارعبوسترات بأحجام متعددة, تحمل صوراً لمرشحين, وهذا الأمر طبيعي عند كل حملةانتخابية؛ إلا أن ما نراه بهذه الدورة, جالب للانتباه حقاً , فقد اعتلت تلك الصور,أبراج الضغط العالي للكهرباء, مع كبر حجمها الذي يوحي, إلى البذخ الواضح, فهل كانالسبب بذلك التصرف غير الحضاري؛ خوفاً من التمزيق, أو أنهم يقولون للمواطنالعراقي, سنجعلك مرفوع الرأس في هذه الدورة؟ وقد قال أحد المواطنين مستهزئاً"بلهجتنا العراقية" يبين يعرفون العراقيين عدهم ضعف بالنظر."

يقول أحد الأصدقاء" خرجت في إحدى الليالي, لعيادة مريض, فشاهدت عجلات تحمل مساند وسلالم, أشبهبتلك المستخدمة في أعمال الصيانة, فتصورت أنهم موظفين حكوميين, مكلفين بواجبالصيانة,  فجذبني الفضول لمعرفة حقيقةالأمر, وإذا بإحدى العجلات تقف لترفع السُلم, فوق إحدى البنايات, ليتم نصب صورةمرشح للبرلمان, رأيتُ صوره في الانتخابات السابقة, وشهادته في التلفاز بلقاءاتسياسية, ولم استمع يوماً لإنجاز له, أو طرح بسيط في قبة البرلمان.!

لنترك هذا وذاك, ونرىسبب الانتخابات الحالية, والتي أطلق عليها وصف مبكرة, بسبب معروف لدى القاصيوالداني, امتعاضٌ جماهيري واسع, لسوء أداء الحكومات المتعاقبة, ولتفشي الفساد,وتفشي البطالة, والتدخلات الإقليمية والدولية, التي جعلت من العراق ألعوبة, بسيادةزائفة أدت إلى, فقدان العراق هيبته حيث لم يتمكن, من قيام دولة, وتبعاً لذلك كانمن الواجب, على نشوء برنامج حقيقي يحمل اسم الدولة الوطنية.

عند قرب الانتخاباتالبرلمانية, شاهدنا تحالفات رفعت شعارات متكررة, ووجوهٌ طرحت بأنها مستقلة, وأحزاببثوب جديد, ألوانٌ تذكرني بتلون الحرباء, وتغيير لون جلودها, ومهما يكن اللونالمكتسب, فإن الجوهر يعود لأصله, ولكن بعض هذه الأحزاب, ستظهر على حقيقتها بعدالانتخابات, عند بيان تحالفاتها.

الانتخابات القادمةفي تشرين الأول, انتخابات مفترق الطرق فإما أن يكون العراق دولة, وبذلك يحققإنجازا يقض مضاجع الفاسدين والفاشلين, أو يبقى قابعا في قوقعة اللادولة, متشبثاًبحكومة توافق تحمي الفاسدين, ما قد يجعل العراق يعيش فوضى حقيقية.

لقد لخص السيد عمارالحكيم, تحالفه الذي أُطلق عليه اسم تحالف قوى الدولة الوطني, بعدة نقاطمنها" يمثل القوى المتمسكة بالمواطنة والقانون والدولة" ومنأهدافه" أنه تحالف القوى التي, لا تؤمن بعسكرة المجتمع والدولة, بأجنحةموازية أو منافسة للدولة"

للمواطن أولاً وآخراً الاختيار, وكما قالت المرجعية العليا" كيفما تنتخبوا يُوَلَعَليكم."
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف