الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المطبعون على قارعة الطريق بقلم جلال نشوان

تاريخ النشر : 2021-09-14
المطبعون على قارعة الطريق 

بقلم: جلال نشوان 

كعادتها الجماهير العربية تعاقب دعاة التطبيع وتلقي بهم على قارعة الطريق ، وهذا  ما حدث في المغرب ، عندما جاء وقت الحساب ، حيث تعرض حزب العدالة والتنمية المغربي ، المحسوب على التيار الإسلامي  الي انتكاسة صادمة , فبعد أن كان هذا الحزب ، هو الفاعل والمهيمن على المجالس المنتخبة في المغرب ، (حصد فقط ١٣ مقعداً ، بعد أن حصل على ١٢٥ ) خلال الانتخابات الماضية ، وهنا تداهمنا  اسىلة كثيرة ، ماهي الاسباب التي ادت الى هذا  السقوط المدوي ؟ 

حزب العدالة والتنمية مد جسور التعاون مع دولة الاحتلال الصهيوني الغاصب ، وسير رحلات طلابية مغربية إلى الكيان ، وعزف على وتر  تغيير المناهج التعليمية إرضاء لدولة الكيان ،  واستقبل الطلاب الصهاينة في المغرب ،ورأى الشعب المغربي الطلاب الصهاينة  يتجولون في المغرب بعرضه وطوله ، الأمر الذي أثار  غضب شرائح واسعة مثقفة وواعية ، ومع الأسف أن هذا الحزب كان يرى أعضاء المليونيات المغربية التي انتصرت لفلسطين ، تلك المليونيات التي كانت تتابع الهم الفلسطيني وجرائم المحتلين 

القضية يا سادة أن الجماهير العربية من المحيط الى الخليج تحمل فلسطين في وجدانها ، ولا ولن تتخلى عن قضيتها المركزية ، فمنذ  ولادة  المعاناة وحتى يومنا هذا ، انصهرت الٱلام العربية في بوتقة واحدة ، وللأسف لم يدركه السياسيون الذين دأبوا  على وضع رؤوسهم في برج عاجي  بعيدأً عن تطلعات الجماهير  ، وكما أسقط التطبيع عدة حكومات ، سيسقط كافة الحكومات التي تتجرأ  على ذلك 

لن تغير الجماهير بوصلنها ، ولن تحيد عن دربها ، وهي تتابع عن كثب جرائم المحتلين ، وترى كيف يقتل  ابناء فلسطين على الحواجز ، وترى كيف تُسرق أرضهم تحت جنح الظلام ، وتري كيف يُدنس الأقصى من قطعان المستوطنين المجرمين ، وترى  الجماهير  أيضا. الشهداء الذين يسقطون دفاعاً عن أرضهم 

وفي الحقيقة لم  تنتعش ظاهرة التطبيع بفعل القوى الوطنية العربية الحية التي تنبض بحب فلسطين ، ورغم تراجع أداءها  بسبب  الكوابح التي وضعتها الأنظمة   وأجهزة مخابراتها ومراقبة تحركات    النخب الشعبية والنقابية  ،  إلا أن يوصلتها  واضحة المعالم ولن تحيد عنها ،

 و رغم  تجنيد المرتزقة من  عرابي التطبيع  ، والمنتفعين من الأنظمة  لتخدير  الجماهير  ، إلا أن  التضامن مع القضية الفلسطينية بقى صامداً ولم يهتز  ، وبقى أداء صوتها  قوياً وعالياّ يحلق في الٱفاق ،

 وفي خضم ذلك ، تطفو على السطح ، حالة الالتباس التي استفاد منها أصحاب الأوجه المزدوجة الذين انفضحت ولاءاتهم، وهو ما يشكل فرصة لإعادة بناء فعلها التضامني السلمي على أسس متينة تبتعد عن مهادنة الأنظمة المطبعة وتنزع الشرعية عنها، فتتحول كل الأشكال التضامنية مع فلسطين إلى توجه قد يصل إلى رفع صوتها عالياً حتى يستجاب لها  مستقبلاً ،  أو القيام بمسيرات سلمية ، ترفض التطبيع مع المحتل ...

من يظن أنه يستقوي بالإسرائيلي لحمايته فلينظر إلى التاريخ  وأذكر أنه يوم  توقيع الاتفاق  في واشنطن  بين البحرين والامارات مع المحتل  انتفضت الجماهير واعتبرته  يوماً أسودا على الحكام  الذين ارتضوا الارتماء في الحضن الأمريكي والصهيوني..   

انها  لحظة الحقيقة وعلي الجماهير  توجيه الطاقات لمقاومة  الاحتلال والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعمه ومساندته ، حتي ينال استقلاله 

وللانصاف ، رفض  شعبنا الأبي في البحرين “ما جرى في واشنطن  من اتفاق بين  البحرين  والإمارات  وما كانت تخفيه منذ زمن كبير حول تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي أن الشعب البحريني عبر عن تضامنه الكامل مع القضية الفلسطينية وعبر عن إدانته الواسعة لهذا التطبيع  و أن شعب البحرين “لن يكسره القمع والخداع الإعلامي تجاه القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية، وستبقى فلسطين قضيتنا"

الشعب المصري ثارت ثائرته ، من تصرف( الفنان محمد رمضان)  عندما أُلتقطت له صورة تذكارية مع فنان صهيوني ،وفي ذلك الوقت  طالبت معظم النقابات الشعبية بمعاقبته ومقاطعة أعماله الفنية ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشعب المصري يرفض التطبيع ، رغم توقيع مصر اتفاقيات السلام منذ سنوات 

لقد عاقبت الجماهير  المغربية حزب العدالة والتنمية  في صندوق الانتخابات لأن   المغرب البلد العربي السادس، الذي أقبل على التطبيع ، حيث 

جاء ذلك، عقب إعلان ترامب، في تغريدة عبر "تويتر"، موافقة المملكة على التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وتوقيعه اعترافا بسيادة الرباط على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة "البوليساريو".

ويشمل الاتفاق إعادة فتح مكاتب اتصال في كل من تل أبيب والرباط، تلك المكاتب  التي  أُُغلقت عام 2000 إبان الانتفاضة الفلسطينية في عام 87 ، ومن ثم تبادل فتح السفارات في كلا البلدين، واستئناف الرحلات الجوية المباشرة.

خلال نفس الشهر، جرى توقيع أربع اتفاقيات بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة والطيران.

وفي مارس الماضي، أعلن المغرب، توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين العاملين بالقطاع الخاص، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.

وتبقي الجزائر الحبيبة  ، بلد المليون شهيد ، قلب الأمة النابض ، التي رفضت التطبيع رسمياً وشعبياً ، فتحية اجلال وإكبار لشعبها وحكومتها ورئيسها ، وستظل الجماهير العربية نابضة حية ، تلقي بالمطبعين على قارعة الطريق.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف