الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حماس و"فتح كابل": هل ثمة مراجعات لا نعرفها؟

تاريخ النشر : 2021-08-21
حماس و"فتح كابل": هل ثمة مراجعات لا نعرفها؟

عريب الرنتاوي

حماس و"فتح كابل": هل ثمة مراجعات لا نعرفها؟

بقلم: عريب الرنتاوي

مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية

رحبت حماس بـ"نصر طالبان" و"فتح كابل"...هذا أمرٌ مفهوم، وينسجم مع الوجهة العامة لمواقف جماعة "الإخوان المسلمين"، بل ولكل جماعات الإسلام السياسي والمسلح، إذ باستثناء "داعش" التي تخوض "حرب إلغاء" مع شقيقتها "الجهادية" في بلاد الأفغان، لم تتأخر جماعة إسلامية واحدة عن الترحيب والتبريك بـ"نصر طالبان"، واستخلاص ما يناسبها من دروس وعبر...إخوان الأردن والكويت رحبوا بتفاوت، فيما ينقل عن قادة إخوان مصر، بحثهم الجدي عن ملجأ في أفغانستان، بعد أن ضاقت عليهم الملاذات التركية والقطرية والغربية بعض الشيء.

وجاء في تغريدة للقيادي البارز في حماس الدكتور موسى أبو مرزوق قوله: "تنتصر طالبان اليوم بعد أن كانت تُتهم بالتخلف والرجعية والإرهاب، وها هي الآن حركة أكثر ذكاءً وواقعية، وقد واجهت أمريكا وعملاءها، رافضة الحلول الوسط معهم، ولم تُخدع بالعناوين البراقة كالديموقراطية والانتخابات، ولا بالوعود الزائفة. درس مرت به كل الشعوب المظلومة، فهل من متعظ؟"

تستوقفنا في هذه التغريدة الموجزة، ثلاث ملاحظات:

أولها؛ إن الاتهام بالتخلف والرجعية والإرهاب لم يمنع طالبان من الانتصار...هذه الاتهامات، بمناسبات عديدة، سبق وأن وجهتها أطراف مختلفة، لحركة حماس...الخلاصة، قولوا ما شئتم في توصيفنا، لكننا سننتصر، كما انتصرت طالبان...لم نكن نرغب في وضع حماس وطالبان في سلة واحدة، نحن لم نفعل، هم من فعل، وإن بطريقة ملتوية، من جهتنا ما زلنا نتهم طالبان بالرجعية والتخلف، أما "الإرهاب" فتلكم قضية تخضع اليوم لإعادة توزين لاعتبارات براغماتية عالمية.

ثانيها؛ طالبان اليوم، حركة "أكثر ذكاءً وواقعية"، وقد واجهت أمريكا وعملاءها...هل في ذلك، إشارة إلى ذكاء حماس وواقعيتها، التي بلغت ضفافاً لم تبلغها طالبان بعد؟ ...ثم من المقصود بــ"هم" عند القول: "رافضة الحلول الوسط معهم"، هل هم أمريكا، أم عملائها، أم كلاهما؟ ...كثرة من "عملاء أمريكا" يتقدمهم حامد كرزاي، الذي صار مضرب الأمثال في "العمالة"، يقيمون حواراً مع طالبان، وليس مستبعداً أن يسبقوا الفلسطينيين في إجراء المصالحة، بل وقد يأتلفون في حكومة "شاملة". طالبان لم تساوم على انسحاب جميع القوات الأجنبية بيد أنها ساومت وتساوم على ما هو دون ذلك، وذلكم قدرٌ من البراغماتية، لم يبلغ منتهاه بعد.

أي "إسقاط" يمكن أن نفهمه من تلك التغريدة، هل تنوي حماس رفض "الحلول الوسط" مع إسرائيل أم مع السلطة الفلسطينية، أم مع كليهما معاً...سؤال متروك للأيام المقبلة.

ثالثهما؛ طالبان "لم تُخدَع بالعناوين البرّاقة كالديمقراطية والانتخابات" ولا بالوعود الزائفة"...هنا مربط الفرس في التغريدة، ولنا أن نتساءل عن معنى العناوين البرّاقة، وهل الديمقراطية ثوب زائف؟ ومن يتدثر به؟ ...ماذا عن الانتخابات التي أوصلت حماس للحكم أول مرة، وهي ما انفكت تطالب بإجرائها من جديد، هل هي عنوان برّاق ووعد زائف؟، هل أُغلِق ملف المصالحة وطُويت صفحة الانتخابات؟ ...هل ثمة انتكاسة عن المسار الديمقراطي، كما يلوح في ردود أفعال حماس وكثيرٍ من الإسلاميين، سيما وأن "نصر طالبان" جاء بعد ثلاثة أسابيع فقط من "خيبة تونس"؟

نفهم أن تنبري جماعات "جهادية" لاستنتاج درسي "النهضة" و"طالبان" على طريقتها، وأن تطلق النار على الخيار المدني–الديمقراطي-السلمي، وأن تعيد انتاج خطاب "الطاغوت" و"الفريضة الغائبة"، وأن تخرج ألسنتها ساخرة من التحولات في خطاب الإخوان وتحالفاتهم...ونفهم أن يفرح أبو حفص الغزاوي و"جيش محمد" بـ"النصر الإلهي" في كابل، وأن يشمت بأزمة النهضة ومأزقها...ولكننا لا نفهم المغزى من تغريدة، توحي بمراجعة تقرّب حماس من مقاربة هؤلاء "الجهاديين"...لا نفهم كيف لـ "إخوان الكويت" أن يكونوا أكثر حذراً من مخاطر "نموذج طالبان الملهم!" من نظرائهم الفلسطينيين.

لو أننا على يقين بأن "درس كابل" المستخلص من "انتصار طالبان"، هو تصعيد المقاومة/الجهاد ضد الاستكبار الإسرائيلي، وعدم المهادنة أو البحث عن "حلول وسط" معه، لقلنا إن ثمة منطق في هذا الاستخلاص، سيما بعد تفشي اليمين الديني والقومي على مساحة الخريطة الحزبية الإسرائيلية، لكن ما يجري من مفاوضات حول "المنحة القطرية" و"التهدئة" و"العودة بغزة إلى ما كانت عليه قبل معركة "سيف القدس" و"نصرها الإلهي"، لا يوحي بذلك...نخشى أن رفض الحلول الوسط، وعدم المهادنة، سيكونان من نصيب "عملاء أمريكا وإسرائيل"، من السلطة، أو "كارزائيي فلسطين" كما يوصفون، وهو الوصف الذي أظن أنه سيُسحب من التداول، بعد التقارب بين كارزاي أفغانستان وطالبانها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف