الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في رثاء سهى بقلم غسان جرار

تاريخ النشر : 2021-08-01
آه يا سهي لو تعودين

بقلم: غسان جرار
 
آه يا سهي لو تعودين ....... آه يا حبيبتي ولو لساعة.....
ليتك تعودي لترين ماذا فعلتِ برحيلك..... لقد قلبتِ الدنيا رأسا على عقب.

اليوم يا مهجتي لن اعدّد مناقبك في مشوار حياتك كما العادة في التأبين والرثاء......

اليوم سنقف عاجزين، صامتين، مندهشين، حائرين من قلة الحيلة وغرابة المشهد.

اليوم يا حبيبتي استثنائياً وليس كباقي الأيام، فالكلمات نفسها تخرسنا وتأبى الخروج من الأفواه ولسان حالها يقول: " نحن عاجزين عن وصف ما فعل رحيل سهى بالبلد " .............. ومع ذلك سنحاول.
 
رحيلك يا ابنتي نفض الغبار عن كل مكنونات شعبنا وسماته الأصيلة ونثرها عبر الهواء في سماء الوطن وترابه.

رحيلك يا ابنتي أعاد شعبنا إلى طبيعته وخصائصه الأصيلة وسماته التي ميزته وحافظت عليه كشعب من الاندثار وأبقتنا وأبقت قضيتنا رغم محاولات الطمس والتغييب.

رحيلك يا ابنتي جسّد بالملموس قيم شعبنا وسماته المتمثلة في الأصالة، والتكاتف، والتعاضد، والتكافل، واللحمة، والاحتضان الدافئ، والحب الصادق، والحزن والدموع الصادقة، والنخوة، والإيثارية ........ كلها اجتمعت مرة واحدة في رحيلك يا سهى .... كلها تجلّت وبانت في جنازتكِ وبيوت عزائكِ التي امتدت عبر الوطن وتخطت حدوده.

رحيلك يا ابنتي بعث بكل تلك القيم الأصيلة في شعبنا وفجّرها فنهضت كطائر الفينيق بعد أن أخذت تتكلّس واعتلاها الصدأ والغبار جرّاء إفرازات مرحلة الانحطاط منذ العام 1994.

برحيلك يا ابنتي فاضت انهار من الدموع الصادقة التي ذٌرفت عليكِ ممن عرفوك وممن لم يعرفوكِ، وامتدت آلاف الأيدي الحنونة تربّت على كتفي وتمسح دموعي، وصدحت مئات آلاف الحناجر تهتف بحرية الخالده . برحيلك أصبح لخالده ملايين الأبناء والبنات وغدت يافا أختاً لكل صبايا وشباب الوطن العربي. ..... بعد كل ذلك، هل عرفت يا حبيبتي ماذا فعلت برحيلك ؟؟؟؟ لقد وحّدتي الوطن.

آه ... ثم آه ... ثم آه ... لو تعودي يا سهى ولو لساعة لترين كيف فجّرتِ كل أصالة شعبنا وأخرجتيها من الصدور وصفعتِ بأصابع قدميك وجوه المراهنين على استكانة شعبنا وخنوعه وأملهم باستبدال قيم الأصالة بالمصالح وفرض الأمر الواقع دون اكتراث.
 
آه يا سهى كيف تمكنتِ من تحقيق ما لم نقدر عليه أنا وخالده ويافا ومن خلفنا كل القوى والأحزاب السياسية والمؤسسات، فكنت القاسم المشترك بين كل المكوّنات ووحّدتي الجميع خلفك واثبتِّ أن فلسطين دائماً ولاّدة وأن شعبنا دوماً ولاّد.

آه يا وجعي .... وآه يا حيرتي ودمعي ............ وردة جميلة، وعصفورة صغيرة فعلت كل ذلك بشعب بأسره وبلد بأكمله إثناء رحيلها وقبل أوانها ....... يا الهي العظيم ............
ماذا كانت ستفعل لو قدّر لها أن تكمل مشوارها ؟؟؟ أو أن تعود.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف