الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ريشةُ عيسى قراقع بلسمٌ على جدرانِ الزنازين بقلم منجد صالح

تاريخ النشر : 2021-07-15
ريشةُ عيسى قراقع بلسمٌ على جدرانِ الزنازين      بقلم منجد صالح
ريشةُ عيسى قراقع بلسمٌ على جدرانِ الزنازين

بقلم: السفير منجد صالح

التقيت مع هذا الرجل الطيّب أوّل مرّةٍ قبل عدّة سنوات. كان ذلك في مقر وزارة السياحة في مدينة بيت لحم، مهد السيّد المسيح، عيسى بن مريم، مع وفد برلماني أجنبي كنت أرافقه، واستضافه حينها مروان طوباسي، وكيل وزارة السياحة وقتها، الذي قام بدعوة عيسى قراقع وآخرين من أعضاء المجلس التشريعي عن بيت لحم لحضور اللقاء والمشاركة فيه.

لفت انتباهي هُدوءه الصارخ، كلماته المُنمّقة المُتقنة المُرتّبة الهادئة كنسيم بحر يافا في يومٍ صيفيٍ دافئ.

كُنت أراقبه، لا أدري لماذا، وجهه يُشبه وجوه الأسرى جميعاً، حركات يديه تشبه حركات أيديهم، لأنهم قطعاً من قلبه من روحه من مُهجته، يُمثّلهم بامتياز، يُمثّلهم حبّا وكرامة وعنفوانا.

التقيته بعدها مرّة رُبما مرّتين في مقر هيئة شؤون الأسرى في رام الله، وأيضا مع وفود أجنبية كان ضمن برنامجها زيارة هيئة شؤون الأسرى.

لكنني التقيته مرارا وتكرارا، التقيت مع ريشتة، مع مداد قلمه، مع الأزرق السائل من محبرته ومن بين أصابعه، على صفحات الجرائد الإلكترونية.

عيسى قراقع ككاتب وانسان، وخير من يكتب عن الأسرى والمُحرّرين.

ريشة عيسى قراقع غيث مدرار، سيل من الحنان، شذرات من روحه من وجدانه من أحاسيسه، يرسم كلماتها على جدران الزنازين، على جدران المُعتقلات، على جدران الوطن .. فتغدو بلسما عسلا شمعة وقّادة تخترق عتمة ليل الزنازين الطويل الدامس.

كنت أرغب منذ مدّة بالكتابة عنه، عن ريشته الكريمة المعطاءة، وها قد جاءت الفرصة، أزفت المناسبة، مناسبة حزينة نعم، ولكن الأقدار والأعمار بيد الله، مُسيّرنا ومُسيّر هذا الكون، العلي القدير.

المُناسبة هي كتابته لمقال "بديع"، نُشر البارحة في صحيفة "أمد" الإلكترونية المُثابرة، تحت عنوان: "الأسيرة خالدة جرّار في رام الله"، بمناسبة وفاة ابنتها المرحومة سهى، فلذة كبدها.

ومنعها من قبل السجّان الإسرائيلي المُتغطرس الحجري، من امكانية القائها نظرة الوداع على "طفلتها" ولثم جبينها، فاستعاضت عن ذلك بوردة. قولٌ حزينٌ رزينٌ حصيفٌ فصل، كما هي عادته وكتاباته عن الأسرى وهمومهم وعذاباتهم وبطولاتهم وتحدّياتهم وقيودهم وكسرها وتحطيمها.

تغمّد الله الفقيدة سهى جرّار بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنّاته، والهم أهلها وذويها ومُحبيها وشعبنا الصابر المُرابط الصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

تخطّ ريشة عيسى قراقع في مقاله هذا فقرة تهتف قائلة:"ولدت المرحومة سهى في ليلة برد مُثلجةٍ عام 1990، وكان والدها غسان في السجن، صار الثلجُ ساخناً  سُخونة جنازير الدبّابات التي طوّقت البيت، أيقظت البنات من النوم، كلُّ شيئٍ كان يرتعش خوفا وفزعا وبردا وأسئلة مُتكرّرة ...".

سلمت ريشة عيسى قراقع ودامت سائلة حبرا أزرقا ودُررا وجواهر، وسلمت يمينه وسلمت هامته وقامته، مدافعا عن الأسرى والمُحرّرين دائما، وجزءا لا يتجزّأ من معاناتهم ومن فرحهم، من ليلهم ومن نهارهم، من قيودهم ومن حُريّتهم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف