أبو جهاد... أكملوا رسالتي من بعدي
بقلم: د. كمال الفليت
إنه فجر السادس عشر من أبريل نيسان عام 1988، وعقارب الساعة تقترب من الواحدة وعشر دقائق، بينما نائب القائد القام لقوات الثورة الفلسطينية، ومنهدس الانتفاضة جالس في مكتبه يُسطر رسالة إلى القيادة الوطنية الموحدة للإنتفاضة داخل الأرض المحتلة، كتب منها ستة أسطر تضمنت 44 كلمة، بدأها بتحية النضال الملتهب، والعطاء المتواصل، والفداء المستمر إلى المناضلين في قيادة الإنتفاضة التي تؤدي مهماتها في هذه الظروف... فإذا بوحدة كوماندوز من جيش الإحتلال تتسلل إلى مقر إقامته وتُطلق عليه 70 رصاصة، لينزف دمه على رسالته التي لم تكتمل وكأنه يقول "أكملوا رسالتي من بعدي".
فهل أكملنا رسالة أبو جهاد والتي لم يكملها، أبو جهاد الذي كان يُمارس، إعرف عدوك، إعرف نفسك، وخض ألف معركة تكسبها. لذلك فقد كسب أبو جهاد كل المعارك التي خاضها، حتى معركة إستشهاده، إنتصر فيها على قاتله الذي ظن أنه بقتله سيقضي على الإنتفاضة بقضاءه على دماغها العكسري.
فلم تتوقف الإنتفاضة، ولم يغتالوك أبو جهاد فينا فها انت بعد ثلاثة عقود ونيف ذكراك خالدة فينا وستبقى ما حيينا.
نستذكر في هذا اليوم سيرتك الحافلة بالعطاء والشموخ والعنفوان، فاليوم رجعت بنا ذاكرة المجد إلى أصولها... إلى اللبنة الأولى لطريق النور والحرية... طري المجد والخلود... لتصنع من دمنا ملحمة العشق الخالد... وتعزف بنضالك سمفونية التوسد مع تراب هذا الوطن إلى الرصاصة الأولى... إلى القدس التي عشقتها ورفاقك الميامين، والتي من أجلها وكل فلسطين وصلت إلى إمارة الشهداء.
أبو جهاد... الطريق طويلة.. قلتها ورغم الآلام سرتها، تنقشها بالحناء بالدم الطاهر... بدم الأحرار، رسمتها بذاكرة الكفاح والسلاح وعلمتها... بالطبشور والقلم ... بالرصاص والألم وقلت "لنستمر في الهجوم" حتى القدس، ورددت "من يعمل للجزء يخسر الكل" وها أنت لم تعمل للجزء بل عملت للكل وكسبت الكل، وها أنت بعد عقود وقرون ستظل عنوانا لطريق الأحرار وسيظل الشعب يذكرك، فأنت المعلم في حياتك، وأنت المعلم من تحت الثرى.
بقلم: د. كمال الفليت
إنه فجر السادس عشر من أبريل نيسان عام 1988، وعقارب الساعة تقترب من الواحدة وعشر دقائق، بينما نائب القائد القام لقوات الثورة الفلسطينية، ومنهدس الانتفاضة جالس في مكتبه يُسطر رسالة إلى القيادة الوطنية الموحدة للإنتفاضة داخل الأرض المحتلة، كتب منها ستة أسطر تضمنت 44 كلمة، بدأها بتحية النضال الملتهب، والعطاء المتواصل، والفداء المستمر إلى المناضلين في قيادة الإنتفاضة التي تؤدي مهماتها في هذه الظروف... فإذا بوحدة كوماندوز من جيش الإحتلال تتسلل إلى مقر إقامته وتُطلق عليه 70 رصاصة، لينزف دمه على رسالته التي لم تكتمل وكأنه يقول "أكملوا رسالتي من بعدي".
فهل أكملنا رسالة أبو جهاد والتي لم يكملها، أبو جهاد الذي كان يُمارس، إعرف عدوك، إعرف نفسك، وخض ألف معركة تكسبها. لذلك فقد كسب أبو جهاد كل المعارك التي خاضها، حتى معركة إستشهاده، إنتصر فيها على قاتله الذي ظن أنه بقتله سيقضي على الإنتفاضة بقضاءه على دماغها العكسري.
فلم تتوقف الإنتفاضة، ولم يغتالوك أبو جهاد فينا فها انت بعد ثلاثة عقود ونيف ذكراك خالدة فينا وستبقى ما حيينا.
نستذكر في هذا اليوم سيرتك الحافلة بالعطاء والشموخ والعنفوان، فاليوم رجعت بنا ذاكرة المجد إلى أصولها... إلى اللبنة الأولى لطريق النور والحرية... طري المجد والخلود... لتصنع من دمنا ملحمة العشق الخالد... وتعزف بنضالك سمفونية التوسد مع تراب هذا الوطن إلى الرصاصة الأولى... إلى القدس التي عشقتها ورفاقك الميامين، والتي من أجلها وكل فلسطين وصلت إلى إمارة الشهداء.
أبو جهاد... الطريق طويلة.. قلتها ورغم الآلام سرتها، تنقشها بالحناء بالدم الطاهر... بدم الأحرار، رسمتها بذاكرة الكفاح والسلاح وعلمتها... بالطبشور والقلم ... بالرصاص والألم وقلت "لنستمر في الهجوم" حتى القدس، ورددت "من يعمل للجزء يخسر الكل" وها أنت لم تعمل للجزء بل عملت للكل وكسبت الكل، وها أنت بعد عقود وقرون ستظل عنوانا لطريق الأحرار وسيظل الشعب يذكرك، فأنت المعلم في حياتك، وأنت المعلم من تحت الثرى.