الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سمك وملح بقلم محمود حسونة (أبو فيصل)

تاريخ النشر : 2021-04-13
سمك و ملح

بقلم: محمود حسونة (أبو فيصل)

وتثاءب

فسمعنا خبطا عاليا على الباب... وحين خرجتُ وجدته رجلا أعمش، قصير القامة، بدا خشنا معجرفًا، بيده عصا غليظة، يحاول أن يظهر شجاعة؛ بفتح عينيه عن آخرها… مسح أنفه بكمه وقال: إنّ قطّا لنا هاجم قفص الحمامة فطارت وهجّت!

قلت: لعل الحمامة وحدها طارت من القفص …. لكنّه أصرّ أن يعتلي السطح، وهو يلوّح بالعصا الغليظة… وما إن اختفى الرجل فوق السطح، حتى سمعنا صوت شخير القط، ثمّ صوت صياح، ثمّ ارتطام أسفل البيت مع أنين مكتوم!

فيما ظهر القط يقفز على جدار قريب… وظهرت الحمامة فجأة، وحطت على جدار مقابل، رفت بجناحيها وباحت بهديل حميم شبيه العناق!!

لقد جرف القط للرجل عينا واحدة لحسن حظه وتركه أعورًا،
ومزّق أنفه الأفطس، وخمش أذنه اليسرى الصغيرة، وترك في رقبته القصيرة المجعدة خمشة أخرى أعمق… نظرت إليه مشفقا، وتمنيت لو أني ما رأيته على هذا الحال!

وسؤال يلحُّ في خاطري:
 
ماذا عن العصا الغليظة؟!

أين العصا الغليظة؟!

نفض القط رأسه، لعق شاربيه وتثاءب

٢_ يعود للصمت!

من حقك أن تزعجها كلما تشوقت لها!
هل تحبها؟!
يصمت
يشهق نفسا عميقا، ويشير بإصبعه
ماذا هذا الذي أمامنا، لقد نسيت؟
بحر...
وماذا فوقه؟
سماء...
وما حولنا؟
هواء...
كل هذا لا يكفي!
لمَنْ، لها؟!
لا، بل لي أنا!
ويعود للصمت

3_ متأخرا…

أخشى أن يتبعني الحمقى، ويفسدون حلمي …
سيقولون سنؤنس غربتك…
انظرْ في مرآتنا ستراكَ شاحبا و خائبا وغريبا! ويصدقهم قلبي المسكين!
وتطول الحكاية و ينصبون خيمة عزاء لي … وتحلق روحي هائمة، تراقب بارتباك فلا ترى سوى خسارة تتكرر!
وأكتشف متأخرا أني أنا من خبأهم كملاذ أطفال في رأسي
فتبدلوا
شوكة مدمية، مطرقة
عشبا ساما نبت سهوا!

4_ متأخرا…

أخشى أن يتبعني الحمقى، ويفسدون حلمي …
سيقولون سنؤنس غربتك…
انظرْ في مرآتنا ستراكَ شاحبا و خائبا وغريبا! ويصدقهم قلبي المسكين!
وتطول الحكاية و ينصبون خيمة عزاء لي … وتحلق روحي هائمة، تراقب بارتباك فلا ترى سوى خسارة تتكرر!
وأكتشف متأخرا أني أنا من خبأهم كملاذ أطفال في رأسي
فتبدلوا
شوكة مدمية، مطرقة
عشبا ساما نبت سهوا!

5_ وَشْم...
أنا من عُدت آخر الليل… بعد أرق طويل، أمحو أثر من مروا على الطريق… وأُطفئ ماتبقى من الأنوار فلا ألمح أحدا مبتعدًا أو ينادي!
حام الطيف حولي كثأر قديم … تسلل من بين أصابعي، من تحت الجلد… ونام متمددا هانئا في يقظتي، وأيقظ أرقي!
أعاد ما محوت من الأثر… وشمًا لا مناص منه!
بلمحة خاطفة
أطاح بي مجددا
وقبل أن يبوح بما ظنه سرا
قلت: أنت طيفها
ورسمت على صدري جهة القلب
وردة!
6_ ملح وسمك …

أتذكّر
في مقهى الصياد كنّا نتسلى عصرا بورق اللعب
بإبتسامة تتشظى
تصطادنا واحدا واحدا
لو مرّت!
كالنار...
كبحر ثائر ملغّم
كخيل شاهقة
تعذبنا …
واحد منا يُصفّر لها
وواحد يلوّح
من بجانبي ينظر إلى السماء
يزم عينيه يدمع ويتمتم
أنا أتنهد ،
أبعثر ورق اللعب
وكعادتي
أخسر…

7- هل سأل أحد عني؟!!

التقينا أنا وصديقي بسام في المقهى للتسلية والتحايل على الملل.
وبعد أن ارتشف آخر قهوته، استلّ بسام هاتفه وهو يبتسم أبتسامة ماكرة…وطلب أحد الأرقام، فجاءه الصوت من الجهة الأخرى واضحا، يستفسر منه عن سبب الاتصال! أخبره بسام أنه يطلب صديقا له اسمه مصطفى، فأجاب الطرف الآخر، أنه ليس مصطفى وأنه لا يعرف أحدا بهذا الاسم، ونبهه أنه ربما قد أخطأ في رقم الهاتف.
أنهى بسام المكالمة ووضع هاتفه على الطاولة... أشعل سيجارة، ثم حكّ رأسه وتناول الهاتف مرة ثانية، وأعاد الاتصال بنفس الرقم، طالبا مصطفى من جديد، فكرر الآخر نفيه لهذا الاسم وطلب منه ألا يعيد الاتصال، لكن بسام كررها مرة ثالثة!
في المرة الرابعة تلقى بسام كيلًا من الشتائم وكلمات تهدد وتتوعد، فأطلق ضحكة طويلة… و قبل أن ينهي المكالمة قدّم اعتذاره واعترف أنها مزحة، تقبل الآخر الاعتذار وأبدى أسفه عما صدر منه من شتائم!!
تناولت من بسام الهاتف وطلبت نفس الرقم، وحين استجاب
أبلغته أنّي مصطفى، وسألته إن كان أحد اتصل به وسأل عني…
صرخ بسام واقفا: أنه سمع ارتطام الهاتف بقوة في الجدار
كانت مزحة ثقيلة مع أحد الأصدقاء.

8_ حريق…

احترقت أصابعي، ومعها ملابسي وبعض الأوراق
كل هذا وأنا أحاول إنقاذ الناطرة أمام النافذة، بين الأنقاض من حريق شبّ في القصيدة!!
هي مَنْ أرادت أن تحرق الانتظار!
أشعلت النار
فأحرقت القصيدة
وأحرقت أصابعي!
9_ مرهون لها…

وكيف أخذتك كنغم ناي، ذات ليلة
وكيف أطلت عليك كشظية لامعة!
نجمة مسوّرة
لم تمسسها
كانت ملفعة بهالة لهب وخاطفة
وكيف ترف ملامحها إلى الآن أمام عينيك
كما كان ذات ليلة ناعسة
متهدلة الشعر، مطلقة سهامها
ذات لحظات فقط
مرّت جارحة
من سمعها؟ من رآها؟!
من يأتي بتلك الطلة
من جديد
للمرهون لها
بذاك النغم
لتلك الليلة

10_ نشيد القمر!

تعال بصمتٍ…
أشعل أنوارك ولوّن هذا المساء
أشعلها، وأقبل كعاشقة شقراء
تحتضن هدايا
تخصها لأسرى يهربون
هيا تقدم أيها القمر من أي اتجاه
متزنًا، أو بغضب
تعال كعادتك بصمت
علّمنا أنّ
الصمت أنين احتراق
صيحة النور المتجلي
اغسلنا بلهبٍ هادئ
ليهرب الحمقى من رؤوسنا
وتقفز الخيل فوق الحواجز
سنسمع: خطوات دبقة
فرقعة سياط، قدح سنابك

ستحلق عصافير شفافة جوعى
فوق بساتين طازجة نائية
لا قناص يدميها
سنهتف مع العصافير
سويّا
صرنا أحرارا
عراة
كما القمر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف