الشيطان العادل بقلم نواف الحاج علي

كيف خرجت من القمقم وقد حطمت القيود !؟
من انت ؟ وكيف جئت ؟ واين كنت ؟؟
والى أين تقودنا ايها الشبح العنيد ؟؟
طوفت في آفاق الارض شرقا وغربا
حطمت كل السلاسل واجتزت الحدود
فلا عين تراك ولا لمسة تؤذيك
وأنت تسرف في القتل كشيطان حقود ؟
لا طفل ولا امرأة ولا شيخ ولا شاب
تمسك بكل من يصادف وجهك المنكود
حيرت العلماء بين المعامل والمخابر
فكم من عالم تاه في نظريات ما عادت تفيد
وكم من جاهل صار يفتي في المقاهي
وقد كثرت وصفات الأعشاب واللبن الجميد
فلا الأبحاث ولا التاريخ ولا الدواء اسعفنا
ولا قارئة الفنجان وهي تروي تراتيل اليهود
اجبرتنا على العيش فرادى فلا خل يصافحنا
ولا صديق يؤانسنا نعاني الأسر كما العبيد
ايها القاتل المستبد متى رحيلك عن كوكبنا
بقاؤك هما وغما، منك ننتظر الردود !!؟؟
***
عجبا تنادونني بالقاتل المستبد الحقود!!
وتنسون ما انتم عليه من أصناف الفساد
لوثتم البر والبحر وأهلكتم الزرع والضرع
وتحملون قلوبا اقسى من الجلمود
انا العدل ولا عدل في ارضكم
ارضكم ارض النفاق وانتم عن الحق قعود
هجرتم كتاب الله خالقكم وهدي نبيكم
وانتم عن سبيل الله في ضلال وصدود
حتى ماؤكم والهواء صار ملوثا
لقد ضيعتم منهج الله وكل العهود
لست ادري ما اناديكم !!؟
فقد صرتم ذئابا بلا خلق ولا دين
في غابة تعج بكل أصناف القرود
جئتكم بلسما ابعث فيكم أخلاق الكرام
لعل ما زال فيكم من له عقل رشيد ؟؟
خذوا عني العدالة ايها المستكبرون
فلم انافق ولم افرق ما بين سادة وعبيد
ان لم تستوعبوا الدرس فلا ابالي
ساجعل من دياركم كديارعاد وثمود
هذه ذكرى لمن ما زال فيكم له قلب سليم
او القى السمع لنورالحق وهو شهيد