الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أهم الاحداث السورية في عام 2020 وتوقعات العام الجديد

تاريخ النشر : 2021-01-05
بقلم: زياد عبد الفتاح الأسدي

أهم الاحداث السورية في عام 2020 وتوقعات العام الجديد ....!!!!
يشهد حالياً الشمال السوري في ريف الرقة الشمالي توتراً وصدامات عسكرية مُتواصلة بين الجيش التركي والمجموعات المُسلحة التابعة له وبين قوات قسد وتحديداً في محيط عين عيسى التي تُشكل المعقل الاداري والسياسي لهذه القوات ومُلتقى حيوي للطرق الرئيسية في الشمال السوري .. كما تشهد بعض مناطق ارياف إدلب الجنوبية وريف الاذقية الشمالي الشرقي حالياً نشاطات عسكرية مُتقطعة للطيران الحربي الروسي وقصف شبه يومي لمدفعية الجيش السوري عل مواقع الجماعات التكفيرية الموالية لتركيا .
وقد شهد عام 2020 في بداياته أحداثاً سياسية وتطورات عسكرية هامة ولا سيما في الوضع العسكري الميداني بمحافظة إدلب خلال الشهور الاولى من العام الحالي .. كما شهد هذا العام أيضاً منذ بداياته جموداً وركوداً طويلاً في العديد من الملفات الهامة ومنها ملف اللجنة الدستورية الذي يسير ببطئ شديد , وفي ملف الاتفاق التركي الروسي في إدلب وعدم تنفيذ أي من بنوده من قبل الجانب التركي رغم مرور ما يقرب من تسعة أشهر أشهر على توقيعه .. بالاضافة لذلك شهدت سوريا تدهوراً كبيرأ في الاوضاع الاقتصادية مع تفعيل العقوبات الشاملة على سوريا ( قانون قيصر) ونهب النفط السوري في حقول الرميلان بالحسكة وحقول دير الزور بالشرق السوري .. بالاضافة الى حرق مساحات زراعية واسعة للقمح السوري في محافظة الحسكة خلال الصيف الماضي , لتترك محصلة هذه الاوضاع بمجملها مع تفعيل قانون قيصر آثارها وبصماتها السلبية الشديدة على المشهد السوري ليس فقط بأبعاده السياسية والعسكرية مع تزايد الاعتداءات العسكرية الصهيونية على سوريا .. بل أيضاً في تدهور الاوضاع الاقتصادية وتفشي وباء كورونا وتراجع مأساوي للخدمات الصحية والمعيشية في ظل الحصار والعقوبات الاقتصادية المُدمرة وتزايد السخط الشعبي على الحكومة رغم أن قانون قيصر والعقوبات الاقتصادية تُشكل بلا مُنازع العامل الرئيسي في هذا التدهور الاقتصادي والمعيشي .
وفيما يلي ملخص لأهم ألاحداث التي شهدتها سوريا خلال عام 2020 :
أولاً : بدأ الجيش السوري في شمال غرب البلاد هجوماً عسكرياً واسعاً وبكثافة ناريةهائلة ودعم جوي روسي في أواخر شهر ديسمبر 2019 وبداية عام 2020 في ريف إدلب الجنوبي .. ليستعيد السيطرة بهذا الهجوم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية ... ثم يُتابع تقدمه في ريف إدلب الجنوبي خلال شهري شباط وآذار في معارك عنيفة وضارية مع الجماعات التكفيرية العميلة ليتمكن عندها من تحرير العديد من المدن والبلدات في ريف إدلب الجنوبي , من أهمها مدينتي كفرنبل وسراقب ... كما تمكن سلاح الجو السوري خلال هذا الهجوم الشامل من قتل 36 جندياً تركياً في غارة على مواقع عسكرية لقوات الاحتلال التركي في إدلب .
ثانياً : قام الجيش التركي بعد الغارات السورية ومقتل العشرات من جنوده بشن هجوم مضاد على مواقع الجيش السوري بريف إدلب الجنوبي في أوائل شهر آذار 2020 في عملية عسكرية واسعة شارك فيها الطيران التركي والمدفعية الثقيلة ومُضادات الدبابات والطائرات وما يزيد عن مئة دبابة , أطلق عليها الاتراك بوقاحة عملية درع الربيع التي شارك فيها عناصر من الجيش التركي وآلاف الجماعات التكفيرية المُسلحة التابعة له .. حيث قام خلالها الطيران التركي بقصف جوي ومدفعي شديد لمواقع للجيش السوري وتمكنت بنتيجتها الجماعات المُسلحة المدعومة من تركيا من استعادة السيطرة على بلدة النيرب الواقعة شمال مدينة سراقب ويتم بعدها وقف شامل لإطلاق النار بعد القمة الروسية التركية في آذار مارس عام 2020 .
ثالثاً : بعد التقدم الهائل الذي أحرزه الجيش السوري ووقف إطلاق النار قامت تركيا بزيادة تحصيناتها العسكرية والدفاعية بشكل هائل في إدلب ولا سيما في جبل الزاوية الاستراتيجي وذلك لصد أي هجومات مُستقبلية قد يقوم بها الجيش السوري لتحرير إدلب وطرد الجيش التركي والجماعات التكفيرية الموالية له ... لذلك أدخلت تركيا من الحدود الشمالية الغربية لسوريا مئات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وما يزيد عن خمس وعشرين ألف جندي تركي .. كما قامت بسحب جميع نقاط المراقبة العسكرية التابعة لها في إدلب بعد أن أصبحت مُحاصرة من قبل الجيش السوري .
رابعاً : لم تشهد الخارطة العسكرية في مناطق الرقة وريفها الشمالي وشمال شرق سوريا ومناطق شرق الفرات عموماً (رغم إتساعها الجغرافي الكبير) أي تغيرات خلال الجزء الاكبر من عام 2020 , وبقيت مواقع السيطرة للجيش السوري والقوات الروسية وقوات قسد والقوات الامريكية والدولية على حالها دون تغيرات هامة تُذكر ... ولكن مع الاقتراب من نهاية العام الحالي وانسحاب القوات الامريكية من بعض المواقع في شمال شرق سوريا لتتمحور حول حقو ل النفط في الحسكة ودير الزور , شهد ريف الرقة الشمالي في محيط بلدة عين عيسى والحدود الشمالية الشرقية لسوريا عودة القتال والمعارك على نطاق واسع بين قسد والمجموعات المُسلحة المدعومة من التدخل العسكري التركي الحدودي في شرق الفرات .
خامسأ : التاريخ يُعيد نفسه وبكل سخرية مع المواقف المُتصلبة والعميلة لقوات سوريا الديمقراطية في تعنتها وعدم موافقتها على دخول الجيش السوري الى عين عيسى ومحيطها برعاية روسية .. فهذه القوات تتصرف حالياً في التهديد الذي تشهده عين عيسى من قبل الجيش التركي وآلاف المُسلحين التابعين له بنفس الغباء الذي تصرفت فيه خلال الهجوم العسكري للجيش التركي ومجموعاته المُسلحة على عفرين بين الشهرين الاول والثالث من عام 2018 عند الاجتياح العسكري الكبير لعفرين والذي أطلق عليه بكل بوقاحة حينها عملية غصن الزيتون التي قادت ليس فقط لسقوط عفرين بسهولة في قبضة الجيش التركي بل بتشريد ما يزيد عن 155 ألف من اللاجئين السوريين الاكراد الى مخيمات عشوائية في تل رفعت لتستمر عملية التهجير القسرية من قبل الاتراك ويصل عدد المهجرين مع حلول صيف 2018 الى ما يزيد عن 320,000 الف مُهجر , مع قيام الاتراك بدون أي إعتبار لحقوق الانسان والقوانين الدولية بطرد سكان عفرين من السوريين وغالبيتهم من أصول كردية والعمل على توطين ما يقرب من خمسين ألف مُستوطن في منازلهم وحقولهم , وأغلب هؤلاء المستوطنين من التركمان وعائلات المجموعات السورية المُسلحة الموالية لتركيا .. حيث باشرت تركيا بعدها بعمليات التتريك في مدينة عفرين وأريافها على نطاق واسع .
سادساً : شهدت مناطق درعا والجنوب السوري عموماً حالة من التوتر الشديد بعد الاستقرار الذي ساد الوضع الامني في مُحافظة درعا في اعقاب المصالحات بين الدولة السورية وميليشيات المعارضة المُسلحة التي تمت بجهود روسية في مُختلف مناطق درعا بعد سيطرة الجيش السوري على كامل المُحافظة في صيف عام 2018 .. ولكن ذلك لم يكن كافياً لتثبيت الاستقرار الامني في درعا .. فبدأت في المحافظة بعد أكثر من عام بعض الاغتيالات المحدودة لعدد من المسؤولين والعناصر من ضباط ومسؤولين في الامن والجيش السوري .. لتتزايد هذه الاغتيالات والتصفيات الجسدية بكثرة خلال شهر سبتمبر أيلول من العالم الحالي , وتشمل ليس فقط ضباط ومسؤولين في الجيس والامن السوري , بل أيضاً العديد من عناصر المعارضة التي انضمت الى المصالحات الروسية سابقاً ومنهم أعضاء سابقين في الجيش الحر ممن إنضموا (أو لم ينضموا) للجيش السوري لاحقاً . وقد تبين من بيانات عديدة للجماعات التكفيرية في تنظيم الدولة الإسلامية داعش بأن خلاياها النائمة الموجودة في درعا هي غالباً وراء بعض الاغتيالات التي شهدتها المحافظة إن لم يكن جميعها .
سابعاً : عودة النشاط الارهابي لتنظيم داعش في البادية السورية مع إطلاق قوات قسد بتوجيه أمريكي لسراح مئات السجناء من التنظيم , كان من اهم نتائجه الكارثية الاخيرة هجوم عناصر مُسلحة من داعش على حافلة عسكرية للجيش السوري على طرق دير الزور تدمر راح ضحيته مالا يقل عن 28 شهيداً .
وفيما يلي نُلخص أهم الاحتمالات التي يُمكن أن يُحملها العام المقبل لسوريا وجيشها وشعبها الصامد في هذه الحرب الدامية التي اقتربت من نهاية العام العاشر على اندلاعها :
أولاً : عودة للمعارك الضارية في محافظة إدلب وريفها الجنوبي مع تحرير أجزاء ومواقع استراتيجية هامة في المُحافظة من قبل الجيش السوري بدعم جوي روسي .. ومنها السيطرة على جبل الزاوية الاستراتيجي وتحرير ماتبقى من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وكامل الارياف الغربية لحلب وأجزاء من ريفها الشمالي ... وهنا من المُتوقع أن يتبع الجيش السوري بالتنسيق مع الجانب الروسي نفس استراتيجية القضم الجزئي لما تبقى من المناطق الغير مُحررة في مُحافظة إدلب وأريافها المُجاورة .
ثانياً : استمرار الانتشار والتمدد العسكري للقوات والشرطة العسكرية الروسية في بعض مناطق الشرق السوري في دير الزور وأريافها وكذلك في مختلف مناطق الشمال الشرقي (القامشلي وبعض مناطق الحسكة) مع استمرار انسحاب القوات الامريكية من العديد من مواقعها .
ثالثاً : حتى مع استمرار انسحاب القوات الامريكية وتمركزها في المناطق النفطية في دير الزور والحسكة وتحديداً في منطقة رميلان الغنية بحقول النفط والتي يتواجد فيها أيضاً أكبر وأهم مطار عسكري للقوات الامريكية ... سوف يستمر الدعم الامريكي لقوات قسد من خلال شحن المعدات العسكرية والذخائر لها عبر هذا المطار .
رابعاً : بالرغم من قدوم إدارة جديدة الى البيت الابيض خلفاً لادارة ترامب ستستمر لفترة غير مُحددة معظم السياسات الامريكية والعقوبات الاقتصادية تجاه سوريا .. ولكن ربما تتبدل هذه السياسة تجاه بعض القرارات المُتطرفة التي إتخذتها إدارة ترامب والتي لا تمتلك أي شرعية دولية وتحديداً فيما يتعلق بحل الدولتين وبضم الجولان والضفة الغربية والاغوار الى الكيان الصهيوني .
خامساً : إستمرار التوتر والمعارك في ريف الرقة الشمالي وفي مجمل المناطق الحدودية في شرق الفرات بين قوات قسد وقوات الاحتلال التركي ولا سيما في إطار السيطرة على مدينة عين عيسى بعدما تمكن الجيش التركي سابقاً والجماعات المُتطرفة التابعة له ( الجيش الوطني وغيره ) من السيطرة أواخر عام 2019 على البلدات الحدودية في راس العين وتل أبيض وسلوك وغيرها من البلدات ... وهنا تبدو خيارات قوات سورية الديمقراطية محدودة للغاية في مُواجهة الانسحابات الامريكية والتفوق العسكري الواضح للجيش التركي والجماعات الموالية له , وهي للاسف بدلاً من التنسيق مع روسيا والسماح للجيش السوري بدخول المدينة , لا تزال قسد تُحاول بكل غباء المراهنة على الموقف الامريكي والمواقف الاوروبية ومواقف بعض الدول الخليجية كالسعودية والامارات وحتى بالتلويح بإطلاق معتقلي داعش من سجونها بغرض الحفاظ على الوضع الراهن وبقاء وجودها على الأرض ومن خلال استمرار أوهامها بإمكانية نجاح الضغط الغربي والدولي على تركيا لإيقاف عمليات الجيش التركي وإنهاء حصاره لمدينة عين عيسى .
سادساً : سيزداد الى حد] ما حجم التواجد العسكري الروسي في درعا وعموم مناطق الجنوب مع تخفيض التعزيزات العسكرية الضخمة للجيش السوري في مُقابل انسحاب شبه كامل للوجود العسكري الايراني من مُختلف مناطق الجنوب .. وذلك في إطار الجهود المبذولة للحد من عودة العنف ومُسلسل الاغتيالات الى مُحافظة درعا .. ويتم الانسحاب الايراني في إطار تعاون الجانب الايراني والقيادة السورية مع الروس الذين يخضعون لضغوطات امريكية واسرائيلية مُتواصلة من أجل إبعاد اي تواجد عسكري إيراني عن عموم مناطق الجنوب والجولان السوري المُجاور للكيان الصهيوني .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف