بقلم - شقيف الشقفاوي
من روايتي
عائد من الظل ( 22)
قال له العابر في الظلام صوب ضلال سطعت بؤرها في أعماق السراب ، لم يعد شبر من أشباره رهينة في المجهول ، بعدما انكشفت تلك الزوايا المظللة بالزيف و النفاق ، و مخادعة الناس
قال له في استعجال :
_ قر ياعمي عبد الله ، فلم تعد بيننا نفس المسافة التي غررت بالحقيقة و ألبستك جلد الملاك ، نحن نعرفك من الداخل ، أنت الوجه الحقيقي لسقوط حر أردت صبغته بالارتقاء ، و تظليله بنواياك الخسيسة و شرورك المتراكمة ،
انتفض الهز على وجع السؤال ، واستفاقت الآثام الرابضة في قلبه ، تلعثم و التصق لسانه في الصمت ،
تذكر حين رسم لها معبرا في العتمة ، سار و سارت وأقسم برأس سيدي عبد القادر على الوفاء ، لكنه أنكر انتسابه لنفس الزمرة حين انتفخ بطنها و تحرك الجنين في أحشائها ، شهقت و أذبلت عينيها في الفراغ
في الصباح أشرق العابرون على جثة مطوقة بالرعب ، و أحذية ملوثة بالدم ، بقيت شاهدة في المكان ، قتل الهز و قتل بوالعيد في حين أحرق الأحياء في جبل الغريانة
قال له بن عودة أثناء البحر ، سآخذك إلى أعالي سلمى و إيراقن و برباشة لتغمر ظلالها بالعتمة ، فأنت من أسكنت قلوبهم بالولاء حين تسلقت الجبال رفقة عويس و أتباعه قبل التجنيد و التغرير بالأبرياء ، ترجاه توسل إليه ، لكن قلب بن عودة كان صلبا و قاسيا ، أوثقه إلى إلى كتلة الإسمنت و أغرقه في الماء ثم أكمل اليخت إلى زيامة منصورية
تنهد اللعباوي و هو يسوي قطعة الرشاش على كتفه ، قال بتشف لابد أن يتسع قلبك لكل الصعاب ، ألم أقل لكم الحياة مسرحية سخيفة تسوقنا أدوارها إلى نفس الحماقات ، فالصدف هي التي تفسح للضيق بالانجلاء و للفسحة بالتسرب إلى صدورنا ، في تلك اللحظة مرت الشاحنة الخضراء المدججة بالخوف ، تجوب الشارع اليتيم نحو السوق ، و تتوعد الأشباح بالتصفية ،
انزوت الرصاصة في جوف الزناد و أبت التراجع ، كان صمت الطيب يتحدى نظراتهم المخجلة الجبانة و يعلن ولاءه للواحد الأحد ، فلم يبق له منفذ للخلاص و النجاة سوى الصبر ،
قال له الزوبير كلاما فاحشا و شاتما :
- قل لعباسي مدني يفك ضيقك الآن ،،
و رجه بمسورة الرشاش ، توالت حبات المعدن الثقيل مجنونة ، و استقرت في صدره ، انهار و تدحرج نحو عمق الوادي ، أما الطيب الآخر قفز من الشاحنة نحو هوة محفوفة بالحرير ، ولما أطل النهار تلمس الدفء في فراش أم درمان ،
قال النمس و هو ينقر أحجار الدومينو ببعضها البعض :
- سيس ... تموت !!!
رد عليه بوخنشور ببلاغة مفرطة :
- زروال لن يتجرأ على قتلها حتى لو جند كل الخليقة ..؟
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
من روايتي
عائد من الظل ( 22)
قال له العابر في الظلام صوب ضلال سطعت بؤرها في أعماق السراب ، لم يعد شبر من أشباره رهينة في المجهول ، بعدما انكشفت تلك الزوايا المظللة بالزيف و النفاق ، و مخادعة الناس
قال له في استعجال :
_ قر ياعمي عبد الله ، فلم تعد بيننا نفس المسافة التي غررت بالحقيقة و ألبستك جلد الملاك ، نحن نعرفك من الداخل ، أنت الوجه الحقيقي لسقوط حر أردت صبغته بالارتقاء ، و تظليله بنواياك الخسيسة و شرورك المتراكمة ،
انتفض الهز على وجع السؤال ، واستفاقت الآثام الرابضة في قلبه ، تلعثم و التصق لسانه في الصمت ،
تذكر حين رسم لها معبرا في العتمة ، سار و سارت وأقسم برأس سيدي عبد القادر على الوفاء ، لكنه أنكر انتسابه لنفس الزمرة حين انتفخ بطنها و تحرك الجنين في أحشائها ، شهقت و أذبلت عينيها في الفراغ
في الصباح أشرق العابرون على جثة مطوقة بالرعب ، و أحذية ملوثة بالدم ، بقيت شاهدة في المكان ، قتل الهز و قتل بوالعيد في حين أحرق الأحياء في جبل الغريانة
قال له بن عودة أثناء البحر ، سآخذك إلى أعالي سلمى و إيراقن و برباشة لتغمر ظلالها بالعتمة ، فأنت من أسكنت قلوبهم بالولاء حين تسلقت الجبال رفقة عويس و أتباعه قبل التجنيد و التغرير بالأبرياء ، ترجاه توسل إليه ، لكن قلب بن عودة كان صلبا و قاسيا ، أوثقه إلى إلى كتلة الإسمنت و أغرقه في الماء ثم أكمل اليخت إلى زيامة منصورية
تنهد اللعباوي و هو يسوي قطعة الرشاش على كتفه ، قال بتشف لابد أن يتسع قلبك لكل الصعاب ، ألم أقل لكم الحياة مسرحية سخيفة تسوقنا أدوارها إلى نفس الحماقات ، فالصدف هي التي تفسح للضيق بالانجلاء و للفسحة بالتسرب إلى صدورنا ، في تلك اللحظة مرت الشاحنة الخضراء المدججة بالخوف ، تجوب الشارع اليتيم نحو السوق ، و تتوعد الأشباح بالتصفية ،
انزوت الرصاصة في جوف الزناد و أبت التراجع ، كان صمت الطيب يتحدى نظراتهم المخجلة الجبانة و يعلن ولاءه للواحد الأحد ، فلم يبق له منفذ للخلاص و النجاة سوى الصبر ،
قال له الزوبير كلاما فاحشا و شاتما :
- قل لعباسي مدني يفك ضيقك الآن ،،
و رجه بمسورة الرشاش ، توالت حبات المعدن الثقيل مجنونة ، و استقرت في صدره ، انهار و تدحرج نحو عمق الوادي ، أما الطيب الآخر قفز من الشاحنة نحو هوة محفوفة بالحرير ، ولما أطل النهار تلمس الدفء في فراش أم درمان ،
قال النمس و هو ينقر أحجار الدومينو ببعضها البعض :
- سيس ... تموت !!!
رد عليه بوخنشور ببلاغة مفرطة :
- زروال لن يتجرأ على قتلها حتى لو جند كل الخليقة ..؟
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي