الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خواطر محكمة لديري مغترب

تاريخ النشر : 2020-12-19
خَوَاْطِرُ مُحْكَمَةٌ لِدِيْرِيْ مُغْتَرِب
بقلم - الأستاذ الشاعر شريف قاسم

هي الدَّيرُ مغنانا ، وإن أبعدَ الدَّهرُ
قلوبًا أبتْ ، والَّلهِ ، أن تُهجَرَ الدًَّيرُ

فلو خيَّرونا بين ألفِ مدينةٍ
تميسُ بزيناتٍ لَمَـا عافَها الحُـرُّ

وليسَ لقلبٍ تعشقُ الدَّيرَ نفسُه
سيصغي إذا أغراهُ في غيرِها عمْرُو

يقولون : هذي بلدةٌ لك قد دنتْ
فأقبلْ عليها ، قد أضرَّ بك الهجرُ

فقُلْتُ : اختبرتُم ميلَ نفسٍ مراحُها
مباهجُ ديرالزورِ ماضرَّها شرُّ

تجلَّى عليها الَّلهُ إذْ سجدتْ له
فما لاكها كفرٌ ، ولا عابها وِزرُ

وأخبتَ وجهُ الدَّيرِ للهِ مؤثرًا
حديثَ الهدى والروحِ مانابه الخُسرُ

وأمرعَ بالإيمانِ فيها امتدادُها
على النَّهرِ ما أخوى بمبسمِها الزَّهرُ

سقى ربعَها الغالي سحابُ عِنايةٍ
فما أقفرتْ يومًا ولا أجفلَ القطرُ

مداها ، محيَّاها ، خريرُ فراتِها
ورائعُ ومضِ ( السِّحلِ ) والفجرُ مُفترُّ

وأحياؤُها الثَّملى بفطرةِ ربِّها
وأهلِ بيوتِ الخيرِ مافاتهم بِـرُّ

مزارعُها فاضت بنعمةِ ربِّها
ولذَّ بها ( العجُّورُ ، والخسُّ ، والتًَّمرُ )

ومن ( جَبَسٍ ) تلقاهُ كالشَّهدِ طعمُه
( وبطِّيخُها ) الرَّيَّانُ أنهلَه النَّهرُ

ودونك ( بامياءٌ ) يطيبُ ثرودُها
إذا فاحَ ( لحمُ الضَّأنِ ) أنضجهُ القِدرُ

تباركْتَ ياربِّي ففضلُكَ سابقٌ
وجودُك فيَّاضُ لكَ الحمدُ والشُّكرُ

وليس افتتاني بالحضارةِ غيَّرَتْ
مآثرَ في أحنائِها الحُسنُ والوَفْرُ

أُقلِّبُ طرفًا ماقلاها ، وإنَّما
لغربتِه العجفاءِ من عمرِه عُذرُ

وما استوقفتْني روعةُ الصُّنعِ عندها
ولم يَسْبِ قلبي اليومَ صَرحٌ ولا جِسرُ

وليستْ مُنَى نفسِ الأبيِّ بمَعْلَمٍ
وإن زوَّقَتْهُ الأنملُ الخمسُ والسِّحرُ

ولا بانغماسِ النَّفسِ في لججِ الهوى
وللنَّفسِ آمالٌ مطامعُها كُثْرُ

إذا لم تُجدِّدْ هذه النَّفسُ شأنَها
فما قيمةُ الَّلذَّاتِ نغَّصَها الإصْرُ


أُهنِّئُ قومي في الفراتِ تسابقوا
على مدرجِ العلياءِ حثَّهُمُ الأجرُ

فألفوا بمثوى الفضلِ ديوانَ مجدِهم
حفيًّا بما قد سطَّرتْ ذكرَه السُّمرُ (1)

مداراتُهم أرقى وأسمى مكانةً
ومطمحُ صيدِ القومِ أنجُمُها الزُّهرُ

توالت وللأيامِ إقبالُ فتنةٍ
وإدبارُ معروفٍ يناجزُه الغِمرُ (2)

ولكنَّها فيهم أصالةُ محتدٍ
تقيمُ وفي جوزائِها لهُمُ القَدْرُ

أماجدُ ما أجلاهُمُ الضُّرُّ عن هوى
تسامى بهم ، فالقومُ درعُهُمُ الصَّبرُ

ولا خلعوا سيماهُمُ عن وجوهِهم
ومن غمرةِ الأرزاءِ حظُّهُمُ النَّصرُ


فسبِّحْ بحمدِ اللهِ أرسى يقينَهم
وقد ثبتتْ أقدامُهم ، وانجلى اليُسرُ

فلو أُقحِمُوا في مهمهٍ ماتراجعوا
وإنْ عصفتْ فيه الرياحُ لها زجرُ !!


كرامٌ أباةٌ ماارتضوا غيرَ ربِّهم
فمنه الرِّضا والحفظُ والفتحُ والأزرُ

ومنْ لاذَ بالدَّيَّانِ دانَ لصبرِه
خميسُ الرزايا السُّودِ دافقُه دَثرُ

فأبشرْ فراتَ الدَّيرِ كفُّكَ لم يزلْ
سخيًّا نقيًّا لايجانبُه القطرُ

بوادٍ جرى والوَدقُ هلَّ : كلاهُما
من اللهِ فَلْيذهبْ بحسرتِه العُسرُ

وأُفقٌ تغشَّاهُ العجاجُ لحكمةٍ
ستجلوهُ توباتٌ ، ويعقبُها البِشرُ !!

بأشعثَ مغبرِّ الملامحِ مخبتٍ
لربِّ الورى باكٍ بجعبتِه سِـــرُّ !!ّ

ينادي وضيقُ الصَّدرِ ما كانَ مانعًا



لصوتٍ مضى للهِ يرفعُه الطُّهرُ

دعاءُ قلوبٍ لن يغيِّرَها النَّوى
ولا كفَّ فحواها الأسى والدُّجى الوعرُ

وعندَ إلهِ العرشِ مأوى لأهلِها
ولن يُطردَ المضطرُّ أثقلَه الإصرُ


وما من أذى كسرٍ لديه يُعيقُه
فإنَّ لدى الرحمنِ ربِّي له جبرُ

يفرِّجُ ربُّ الخلقِ همًّـا وكربةً
فكيف وهذا القلبُ ـ إذْ جاءَ ـ مضطرُّ !!


وقال رفاقُ الدَّربِ والغربة التي


رأتْ شجوَنا الموَّارَ حالفَه الصَّبرُ :

أتنسى أخانا مابليلى وأهلِها
وشكوى سُليمى مالصرختِها ظهرُ !!

وتُغضي عن الآهاتِ صعَّدَها الجوى
بصدرِ بُنَيَّات صِباهُنَّ مزْوَرُّ !!


لهنَّ التفاتاتٌ تقطِّعُ أكبُدًا
يفورُ بهنَّ الجَورُ والظُّلمُ والقهرُ !!

فقلتُ معاذَ اللهِ ـ والَّلهِ ـ مانأى
فؤادي عن الثَّكلى أو انكتمَ الأمرُ !!


بنو أُمَّتي والعصرُ نغَّصَ عيشَهم

فصبحُهُمُ غـمٌّ وليلُهُمُ وعرُ !!

وأحوالُهُم مابينَ وهْنٍ وحيرةٍ

تقلِّبُها الأرزاءُ ، والألمُ المُـرُّ !!


ولكنَّها الرُحمى التي ماتصحَّرت
فمُدَّخرُ الإيمانِ في قلبِنا ثـرُّ !!

على الأهلِ والأرحامِ والنَّاسِ لوعتي
ولا يردعُ المشتاقَ نصحٌ ولا زجرُ !!

على الأمِّ واراها الثَّرى وأحبَّةٍ
ووالديَ الملهوفِ لو يرجعُ العمرُ !!

وأحبابُ روحٍ غيَّبَ الموتُ بسمةً
لهم في ثنايا الوُدِّ لم يطوِها الثَّغرُ !!

وأحلى ليالٍ مقمراتٍ تحوَّلتْ
فبئسَ ليالي الهمِّ مازارها البدرُ !!

وأغلى نشيدٍ مارعتْهُ يدُ الصَّدى
فضاعَ بلا زُلفى ولم يسْقِه فجرُ !!

فكيف تراني أغمضُ العينَ والجفا
أنابَ الكرى ، فاليومَ في عينِنا شَزْرُ !!

خواطرُ صاغتْها أناملُ غربةٍ
وصبرٌ جميلٌ ليس يُنكرُه الصَّدرُ

وليس بهذا لا وربِّي تفجُّعٌ
ولكنْ حديثُ النَّفسِ ترجمه الشِّعرُ

وقد جاءَ رقراقًا كنهرِ فراتِنا
وما عابه طولُ القوافي ولا النَّزْرُ

تخيَّرْتُه سلسًا كخيلٍ كريمةٍ
تجوزُ على الأسدادِ حفَّزها الكرُّ (3)

وعرَّسَ في نجواهُ حولَ وضاءةٍ
بمنزلِ عُتبَى لايليقُ به الذُّعرُ

وأغناهُ ربُّ الناسِ بالأُنسِ والهنا
وبالقلبِ يحيي جذلَ دوحتِه الذِّكرُ

إذا ما اطمأنَّ القلبُ لم يشكُ أمرَه
ولا ذا الوجى والدَّربُ أشواكُه كُثْرُ !!(4)

أُخيَّ أبا هذا المعاذِ هديَّتي
على متنِ ريحِ الشوقِ تحملُها الطَّيرُ

رويدَكَ إنَّ اللهَ بالغُ أمرِه
وما زالَ في النَّاموسِ للمجتنَى قَدْر
ُ
ونبقى أبا عبُّود نعشقُ تربَها
ونهوى هواها لن يغيِّرَنا الشَّرُّ

كتبْنا ونبقى كاتبين ، لأهلِها
ولو قُطِّعتْ ظلمًا أصابعُنا العشرُ

وأُلفةُ أهلِ الدَّيرِ بالوُّدِّ لم تزلْ
وخضرةُ واديها الجميلِ هما المهرُ

حضارتُهم تفنى ، ويفنى فسادُها
وتبقى خوابي الدَّيرِ ، لم ينفد الذُّخرُ

قلوبُ بنيها يا أخي بيدِ الذي
يغيِّرُ ، والتَّغييرُ : بيدرُه وفرُ

وصوتُك قد يصغي إليه عبادُه
ومنهم على آذانهم يا أخي وَقرُ !!

هوامش :
(1) كناية عن المواقف البطولية على مدى تاريخ المحافظة .
(2) الغِمرُ : بكسر الغين : الحقد
(3) الأسداد : الحواجز والموانع
(4) الوجى :كون المشي حافيا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف