الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقابلة مع الأسير المحرر سلمان جاد الله قابله: مازن أبو عيد

مقابلة مع الأسير المحرر سلمان جاد الله  قابله: مازن أبو عيد
تاريخ النشر : 2020-12-14
________________________________
‏‏الموضوع: مقابلة مع الأسير المحرر سلمان جاد الله قابله: مازن أبو عيد

مقابلة مع الأسير المحرر سلمان جاد الله
قابله: مازن أبو عيد

سلمان سليم جاد الله، ولد في بئر السبع، عام (1944م)، درس الأدب العربي في جامعة دمشق، التحق بحركة فتح في أثناء دراسته الجامعية عام (1969م)، عاد إلى أرض الوطن يحمل هماً كبيراً فانخرط في العمل النضالي أوائل عام (1978م)، اعتقل مرتين كانت الأولى بتاريخ 9/1/1979م، والأخرى: 30/12/1984م، وأمضى عشر سنوات ونصف في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتحرر يوم: 8/5/1995م، واهتم فترة أسره بدراسة علم النفس الاجتماعي، وشارك في تحرير مجلتي عسقلان التلاحم ونفحة الثورة، كما أسس نشرتين أدبيتين، الأولى: (صمود) في سجن عسقلان، والأخرى (صدى نفحة) في سجن نفحة.

وهو عضو الاتحاد العام لكتاب فلسطين، كما أنه مؤسس إعلام جمعية الأسرى والمحررين " حسام"، ونائب مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة بجامعة القدس (شؤون قطاع غزة).

ومن مؤلفاته داخل السجن: كتاب أدب المواجهة، وكتاب المواجهة والاحتراف، ورواية البطاط/ تمرد شطة 58، ومن مؤلفاته خارج السجن: رواية لينا – الليلة الأخيرة في تل هشومير، وشارك بعد خروجه من السجن في تأليف كتاب: نبض الذاكرة في الكلمات الغابرة، مع عبد الكريم الحشاش، وله العديد من الدراسات التي نشرت داخل السجن وخارجه.

1. لماذا يكتب الأسير؟ وهل يمارسها على أنها لون من ألوان الحرية؟

الأسير لا يمارس الكتابة كحرية، فبالرغم من قيد السجان إلا أنه متحرر داخلياً، عن طريق توجهاته وتطلعاته للمستقبل ورؤيته للحياة، ومن خلال العلاقات الاجتماعية والأخوية مع الأسرى الآخرين، وأحيانا تأتي الكتابة ترفاً؛ وإن الأسير إذا كان مضغوطاً لا يكتب، فإذا أتيح له الوقت، والهدوء، والراحة النفسية، يشرع في الكتابة، فدافع الكتابة يكون داخلياً محضاً، ويكتب الأسير الشعر والنثر وأحياناً الدراسات النقدية، وإن هذه الدوافع الداخلية الذاتية للأسرى الكُتَّاب لا تجدها إلا في أدب ما بعد عام (1985م)، أما قبل ذلك فتجد الكتابات تدور حول قصص الجوسسة، والتحقيق مع الأسرى، والأمور الأمنية، وإن أول رواية كتبت في السجون كانت للأسير محمد عليان وكتبها في سجن الرملة عام (1976م)، وتقع في مائة وعشر صفحات تقريباً، وتدور أحداثها حول مجموعة من الفدائيين، وكانت شبه خالية من البعد الخيالي أو الفني للرواية الأدبية، ولقد سبق الشعر النثر، لأنه عندما منع القلم والورقة، كان الشعر أيسر وأفضل في الحفظ والتداول بين الأسرى، وأسهل في المحاكاة والتقليد.

2. ما تأثير المكان على المنتج الأدبي؟

يختلف الأدب المنتج داخل السجون عن الأدب خارجه، فهناك كثير من الكتّاب تناول الأسرى وكتبوا عن السجناء، والكاتب الذي لم يجرب السجن، لا يستطيع وصف ما يدور في نفس الأسير داخل الزنزانة، ولقد تحدثت كثيراً في هذا الموضوع، فأنا أستطيع استشفاف واستشراق ما يدور في خلد السجين عندما أريد أن أكتب عنه قصة أو رواية أو قصيدة، وبالتالي يؤثر المكان تأثيراً عظيماً على المنتج الأدبي.

3. هل يحمل أدب الأسرى رسالة معينة؟ وما المضامين التي يدور حولها؟

نعم، أدب الأسرى دائماً يحمل ملامح تربوية، مثلاً: الأسير هشام عبد الرازق كتب رواية (الشمس في ليل النقب)، يعالج فيها قضية الجواسيس أيام الانتفاضة، وكيف يرغم الجاسوس على هذا العمل؟ وكيف نعالج الجاسوس داخل السجن؟ فهو يدعو إلى إصلاحه؛ لأنه يحمل بذرة صالحة في داخله يمكن معالجتها وإصلاحها.

4. ما طقوس الكتابة داخل السجن؟

من الجيد جداً في حياة الأسرى التنظيم، فبعد المحاولة والخطأ اهتدى الأسرى إلى آلية لتنظيم الوقت، من خلال إتاحة القراءة والكتابة والتفكير السليم، فإذا كان في الغرفة ثمانية أسرى أو أكثر، وتفاعلوا في نفس الوقت تصبح الغرفة غير مؤهلة للتفكير السليم، فقسم الوقت: فترة للتفاعل، وفترة للقراءة، وساعات للنوم.

5. ما موقف السجان من الكتابة داخل السجون؟

السجون تختلف من سجن إلى سجن، فسجن نفحة مثلاً أتاح الكتابة للأسرى بعد إضراب كبير، ولكن بشرط في أثناء التفتيش تسلم هذه الكتابات للسجان، وما يتعارض مع القضايا الأمنية يصادر، أما الكتابات الأدبية فيتم إعادتها إلى أصحابها، وإن لم يعيدوها نطلبها منهم عن طريق ممثل القسم.

6. ما أسباب ضعف كتابات الأسرى من الناحية الفنية؟

إنَّ الأسير ليس بآلة، فيحتاج دائماً إلى الغذاء الروحي والنفسي؛ لأنه يكتب من عواطفه ووجدانه، وإن تفكك أدب الأسرى يرجع إلى عدم دراية الأسير بهذا العلم الأدبي.

7. تحدث عن التعليم داخل السجون الصهيونية.

العمل هو الذي يخلق الإنسان، ومنه نستطيع أن نشعر أننا أحياء، ولذلك نلجأ إلى العمل داخل السجن، ويستطيع جميع الأسرى التعلم، ويتم ذلك من خلال عقد الدورات الأمنية والعلمية ومحو الأمية، وتقديم شهادة الثانوية العامة، ويستطيع الأسير الدراسة في جامعة تل أبيب المفتوحة؛ ولكن رسومها باهظة.

8. ما المجلات التي كانت تصدر داخل السجن؟

كل سجن فيه فصائل، وأنشأت هذه الفصائل مجلات؛ لتطوير ذاتها، وهي عبارة عن دفتر يحوي مجموعة من المقالات المكتوبة بخط اليد، وفيما بعد عام (1975م)، صدرت المجلة الاعتقالية للكل الفلسطيني، وكانت تسمى المجلة الوطنية أيضاً، وعندما سجنت في سجن عسقلان كان هناك مجلة تسمى: (عسقلان التلاحم)، وهي مجلة للكل الفلسطيني يمثلها مجموعة من الفصائل وينشر بها بالتوافق، أما في سجن نفحة، فكانت تسمى مجلته بـ: (نفحة الثورة)، وعندما دخلت سجن عسقلان أصدرت مجلة أدبية خاصة بي وسميتها (صمود)، ولقد تطورت وتم اعتمادها، وعندما تم نقلي إلى سجن نفحة سميتها (صدى نفحة)، وإن هذه المجلات تعبر عن رأي الفصائل، فإن تعارض ما كتب مع رأي المحررين فإنها ترفض ولا تنشر في المجلة، الأمر الذي حرم كثيراً من المفكرين نشر ما يدور في وجدانهم وأفكارهم من أعمال مفيدة.

9. هل ترى أن القوى الوطنية تقوم بدور فعّال في نشر أدب الأسرى؟

للأسف لا، وإن أغلب ما طبع في أدب الأسرى بجهد شخصي، ولقد طبع اتحاد الكتاب عام الانتفاضة لعدد من الأسرى منهم: معاذ الحنفي، وفايز أبو شمالة، وانقطع بعد ذلك، وفي السجون الصهيونية يسعى الكثير إلى عقلنة ذلك الثائر عن طريق ترويضه شيئاً فشيئاً، من خلال مجموعة من الأوامر القائمة على حجج تطالب بمعاملة السجان بشيء من اللطف، حتى يستطيع القسم أو الفصيل عمل دورات تربوية، ويطمح السجان إلى تفريغ الأسير من محتواه الوطني، وفي سجن بئر السبع عام 1972م و1973م و1974م عمد السجان إلى إحضار محاضرين من الجامعات يتكلمون العربية لإلقاء محاضرات تعمل على تفكيك الرؤى الوطنية داخل الأسرى وزعزعة الثقة في نفوسهم، وإن هذا العمل ساعد الأسرى على رفع مستوى وعيهم من خلال الترجمة والرد على هؤلاء المحاضرين وعقد الحلقات والمحاضرات في الغرف والساحات، وأدى ذلك إلى عمل ثورة ثقافية في السجون، وكان من أبرز من عمل على نجاح هذه الثورة الثقافية وتوعية الأسرى، أبو علي شاهين، ومحمود الغرباوي، الأمر الذي أدى إلى فشل المحاضرين ومخططاتهم.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف