بين النقطة الفصيحة والصفر المُسْتَباح
التاريخ يبكي رجاله
بقلم - بهائي راغب شراب
التاريخ سجل المتجولين في ذاكرة الذات القديمة
تبحث عن بوابة الدخول الى المنتجع المغلق على رواده الحائرين..
يريدون الخروج الى فضاءهم الأزرق الإرتجالي
تزينه الأمنياتُ ..
أسيرات الخدور
تحاصرهن ..
ريح السَموم..
تغزو صحراءَ الشيوخِ المُنْسَلِخين..
من طَلِّ الصباح القادم خلسة عن الحراس الراقدين من التعب
ينتظرون الهروب الكبير..
من شوك السجون.
*
رحل المريدون
ذُبِحوا من الوريد الى الجميل الى الأمل الوحيد
قُرْباناً للحاكم العسكري
ذي النياشين الذهبية
تُرَاكِمَ في قلبهِ الأسود
حِقْدَ السنين..
أطلق سيفه الأحمر يجتث رقاب الباحثين عن لقمة العيش ، بعيدا عن سماسرة الجواري للسائحين..
يدعون له بطول العمر..
إماماً فريداً للعالمين ..
يبيع عذارى خيام القبيلة ..
للتجار القادمين من خلف البحار..
يقتلون أسود العرين.
يتعسسون روائح الجنس الحرام ..
المندس في رماد بناتنا البكر
بعد اشعال الحريق.
*
الحروب صارت قبيحة
والحائك الجديد في حارتنا المُتَهَلْهِلة..
لا يُجيد أَخْذَ مَقاييسَ الفتوحات المتوارثة
حسب شكلنا المسافر عبر القرون..
يحركنا كقطع الشطرنج
بين القلاع المحطمة ..
يحرف صفوفَ الجيوش ..
المندفعين إلى المستقبل المجهول.
وبين المَزَارعَ المُدَجَجَةِ بالفلاحين المُنْتَشين
في مَوْسِمِ الحصاد الأخير..
يجمعون غلة اليوم الأخير من عطر الياسمين.
*
بين النقطة الفصيحة
والصِفْرِ المُسْتَباح
ترقد جِنِيَّةُ الأحلام الهزيلة
حزينة..
تُدَثِرَ أطفالَنا
كي لا تَخْطِفَهم العاصفة القادمة
إلى زنازين القصور الجديدة
على حدود العواصم المُغْتَصَبة من مآذنها
تنادي ..
باللغة الغريبة
لا يفقهها المصلون الواقفون على أبواب المساجد
ينتظرون نفير الدخول ..
إلى يوم القيامة
لسماع شهود الحقيقة
يبلغونها بلا تحريف
مُثْقَلَة ..
بأنين المُخْتفينَ قسريا بين الجدران السميكة
يتعذبون شوقاً
لرؤية شمس الشروق
تغسل أدرانهم المتراكمة
عندما آثروا الصمت المريب
على تطهير الصدور..
المزروعة بالظلام المغمس بنزيف الضعفاء
من أوهام السيادة
وتقسيم الآلام بعدالةٍ مُطْلَقةٍ على جميع الميتين
الواقفين في طابور قطع رؤوسهم المطأطئة
لحظة الحرية الغائبة.
*
كل الحَواسِ تعطلت
الخمسُ والسادسة قبلهن
ولم ندرك لماذا الصباح يغيب كثيرا
عن اجتماعات العاشقين
ولماذا الليل حالك حتى الجنون
ولماذا لا نرى بين النجوم وجه الحبيبة
فقدت مرآتها
ورثتها من خطبة النبي الأخيرة
يوصينا بالنساء..
لم نحفظهن
قد ضيعنا يا رسول الله ..
الفضيلة
ولم ندرك الفرق بين المجوس يشعلون نارهم الخبيثة
وبين الروم يُغْرِقونَ الذكورَ في وَحْلِ الرذيلة
يعيدوننا الى عهد اقتتال القبائل وانقسام القبيلة.
*
التاريخ يبكي رجاله
والرجال قد غابوا بين الجهات
بلا بوصلة ترسم لهم طريق الرجوع.
يبحثون عن مواسمهم
وأناشيدَ الإنتصار على الغزاة المارقين.
وخيولهم تُغير على وقع ضربات السيوف
ترفع رايات الأعراس في التخوم
وفي الثغور.
***
التاريخ يبكي رجاله
بقلم - بهائي راغب شراب
التاريخ سجل المتجولين في ذاكرة الذات القديمة
تبحث عن بوابة الدخول الى المنتجع المغلق على رواده الحائرين..
يريدون الخروج الى فضاءهم الأزرق الإرتجالي
تزينه الأمنياتُ ..
أسيرات الخدور
تحاصرهن ..
ريح السَموم..
تغزو صحراءَ الشيوخِ المُنْسَلِخين..
من طَلِّ الصباح القادم خلسة عن الحراس الراقدين من التعب
ينتظرون الهروب الكبير..
من شوك السجون.
*
رحل المريدون
ذُبِحوا من الوريد الى الجميل الى الأمل الوحيد
قُرْباناً للحاكم العسكري
ذي النياشين الذهبية
تُرَاكِمَ في قلبهِ الأسود
حِقْدَ السنين..
أطلق سيفه الأحمر يجتث رقاب الباحثين عن لقمة العيش ، بعيدا عن سماسرة الجواري للسائحين..
يدعون له بطول العمر..
إماماً فريداً للعالمين ..
يبيع عذارى خيام القبيلة ..
للتجار القادمين من خلف البحار..
يقتلون أسود العرين.
يتعسسون روائح الجنس الحرام ..
المندس في رماد بناتنا البكر
بعد اشعال الحريق.
*
الحروب صارت قبيحة
والحائك الجديد في حارتنا المُتَهَلْهِلة..
لا يُجيد أَخْذَ مَقاييسَ الفتوحات المتوارثة
حسب شكلنا المسافر عبر القرون..
يحركنا كقطع الشطرنج
بين القلاع المحطمة ..
يحرف صفوفَ الجيوش ..
المندفعين إلى المستقبل المجهول.
وبين المَزَارعَ المُدَجَجَةِ بالفلاحين المُنْتَشين
في مَوْسِمِ الحصاد الأخير..
يجمعون غلة اليوم الأخير من عطر الياسمين.
*
بين النقطة الفصيحة
والصِفْرِ المُسْتَباح
ترقد جِنِيَّةُ الأحلام الهزيلة
حزينة..
تُدَثِرَ أطفالَنا
كي لا تَخْطِفَهم العاصفة القادمة
إلى زنازين القصور الجديدة
على حدود العواصم المُغْتَصَبة من مآذنها
تنادي ..
باللغة الغريبة
لا يفقهها المصلون الواقفون على أبواب المساجد
ينتظرون نفير الدخول ..
إلى يوم القيامة
لسماع شهود الحقيقة
يبلغونها بلا تحريف
مُثْقَلَة ..
بأنين المُخْتفينَ قسريا بين الجدران السميكة
يتعذبون شوقاً
لرؤية شمس الشروق
تغسل أدرانهم المتراكمة
عندما آثروا الصمت المريب
على تطهير الصدور..
المزروعة بالظلام المغمس بنزيف الضعفاء
من أوهام السيادة
وتقسيم الآلام بعدالةٍ مُطْلَقةٍ على جميع الميتين
الواقفين في طابور قطع رؤوسهم المطأطئة
لحظة الحرية الغائبة.
*
كل الحَواسِ تعطلت
الخمسُ والسادسة قبلهن
ولم ندرك لماذا الصباح يغيب كثيرا
عن اجتماعات العاشقين
ولماذا الليل حالك حتى الجنون
ولماذا لا نرى بين النجوم وجه الحبيبة
فقدت مرآتها
ورثتها من خطبة النبي الأخيرة
يوصينا بالنساء..
لم نحفظهن
قد ضيعنا يا رسول الله ..
الفضيلة
ولم ندرك الفرق بين المجوس يشعلون نارهم الخبيثة
وبين الروم يُغْرِقونَ الذكورَ في وَحْلِ الرذيلة
يعيدوننا الى عهد اقتتال القبائل وانقسام القبيلة.
*
التاريخ يبكي رجاله
والرجال قد غابوا بين الجهات
بلا بوصلة ترسم لهم طريق الرجوع.
يبحثون عن مواسمهم
وأناشيدَ الإنتصار على الغزاة المارقين.
وخيولهم تُغير على وقع ضربات السيوف
ترفع رايات الأعراس في التخوم
وفي الثغور.
***