أيها الإنسان
أيُّها الإنسانُ كم مَغداكَ ناء =
بثقيلِ الهمِّ أو طولِ العناءْ !!
وكم استسلمتَ للبلوى ، وكم =
وجهُك : التقتيرُ في خدَّيه ساءْ !!
وَلَكَم أصغيتَ للتضليلِ من =
مفلسٍ آخى فِعالَ الأشقياءْ
وتلكأتَ ، وقد نُوديتَ في =
فَلَقِ الصُّبحِ إلى أحلى نداءْ
وتثاقلْتَ ، ولم تجدِ الحِجى =
إذ تناومتَ إلى وقتِ الضَّحاءْ
فرآكَ الحقُّ تجفوهُ ، وفي =
بهرجِ الغفلةِ كنتَ الببَّغاءْ
لم تنلْ ــ ويحك ــ من دنياكِ ما =
يسعفُ الماشي إلى يومِ الجزاءْ
لم يفدْك السَّعيُ ما تسمو به =
ورؤى النجدين أعيتْ هؤلاءْ
إنما الراغب في الحسنى وعى =
كيف يأتيها ، ولا يكفي اجتزاءْ
قوةُ النفسِ التي تسعفُه =
وتراخيها ــ هنا ــ ليسا سواءْ
والإشاراتُ التي مابرحتْ =
توقظُ الإنسانَ في ومضِ السَّناءْ
والنداءاتُ من المجهولِ قد =
غلبتْ عصفَ عُتُوٍّ وافتراءْ
ونُكوصٍ وضلالٍ وهوىً =
عاثَ بالنفسِ عناءً وأداءْ
من صميمِ الفطرةِ الأولى أتتْ =
تُنجدُ العقلَ بتمييزِ الدواءْ
قد يُغرُّ المرءُ ، قد يهوي ، وقد =
يركبُ الوهمَ ، ويستجدي العماءْ !
إنَّما العدلُ الذي يطلُبُه =
هو في الأصلِ له أغلى رجاءْ
موجباتُ العدلِ ألاَّ ينثني =
في قيادِ النَّفسِ بالأجدى مَضاءْ
أكرمَ اللهُ بني الإنسانِِ لم =
يدعِ الإنسانَ من عقلٍ براءْ
فبقلبٍ وشعورٍ وحِجىً =
وبنورٍ هلَّ معْ وحيِ السماءْ
ولسانٍ وبعينٍ قد رأتْ =
مابهذا الكونِ من أرضٍ و ماءْ
أيُّها الإنسانُ أنت المصطفى =
مذ براكَ اللهُ في الدنيا وشاءْ
لأمورٍ غالياتٍ جُمعتْ =
في عبوديَّةِ نفسٍ لاتُساءْ
وهو المُلكُ لربٍّ بارئٍ =
سيُعيدُ الخَلقَ من بعدِ الفناءْ
ويُجازي كلَّ مخلوقٍ بما =
أحسنَ المخلوقُ فيها أو أساءْ
يومَها الفصلُ الذي يُتحفُنا =
بالرضا في الخلدِ في دارِ النَّجاءْ
لو درى الإنسانُ عن أوبتِه =
وتحرَّى في صِحاحِ الأنبياءْ
لرأى الدنيا سرابًا زائلا =
وبقايا رَحْلِ مَن عافوا الخِباءْ
ترتقي الذَّاتُ على معراجِها =
إن نأى الإنسانُ عن تيهِ الشقاءْ
لم يُقَيِّدْها انتكاسٌ أو لوى =
سعيَها المحمودَ للأوجِ انحناءْ
عـزَّ بالطُّهرِ فؤادٌ مخبتٌ =
لا إلى أهواْءِ دنيانا أفاءْ
أيُّها الإنسانُ هوِّنْ ، واتَّئِدْ =
لايغُرَّنَّكَ زهوُ السُّفهاءْ
أو يقودَنَّكَ وهمٌ صاغه =
مكرُ إبليس بزورٍ وافتراءْ
كلُّ ما في هذه الدنيا وإن =
عربدَ الباطلُ فيها بازدراءْ
كلُّها في قبضةِ الدَّيَّانِ لم =
يُفلتِ ( الشَّاطرُ ) حتى في الخفاءْ
كلُّ داءٍ وله بين الورى =
من طبيبٍ ودواءٍ وشِفاءْ
غير داءٍ واحدٍ أعجزهم =
إنَّه ــ والله ــ داءُ الكبرياءْ
أيُّها الإنسانُ هذا الكَلْمُ من =
شفتيْكَ انسابَ مدحًا أو هجاءْ
أو بنجوى غيبةٍ ممقوتةٍ =
أو سمعتَ السوءَ قصدًا وانتقاءْ
غزلا يَسبي فؤادًا والهًا =
أو تهافتْتَ لهُزءٍ أو غِناءْ
فرقيبٌ وعتيدٌ كتبا =
لكَ ما قد تصطفي مما تشاءْ
لو تجلَّى اللهُ ياهذا على =
قلبِك الشاردِ في رحبِ الفضاءْ
راكضًا خلفَ مُنادي لذَّةٍ =
حرَّمَ اللهُ مآتيها وِقاءْ
ناسيًا مولاكَ لكنْ لم تزلْ =
تطلبُ اللذَّةَ في أيِّ وِعاءْ
فإذا أنت بقبرٍ مظلمٍ =
ليس فيه من حميمٍ أو رجاءْ
وأراكَ اللهُ لو كنتَ الذي =
هَجَرَ السوءَ ، وفعلَ الجهلاءْ
بقلم - شريف قاسم
أيُّها الإنسانُ كم مَغداكَ ناء =
بثقيلِ الهمِّ أو طولِ العناءْ !!
وكم استسلمتَ للبلوى ، وكم =
وجهُك : التقتيرُ في خدَّيه ساءْ !!
وَلَكَم أصغيتَ للتضليلِ من =
مفلسٍ آخى فِعالَ الأشقياءْ
وتلكأتَ ، وقد نُوديتَ في =
فَلَقِ الصُّبحِ إلى أحلى نداءْ
وتثاقلْتَ ، ولم تجدِ الحِجى =
إذ تناومتَ إلى وقتِ الضَّحاءْ
فرآكَ الحقُّ تجفوهُ ، وفي =
بهرجِ الغفلةِ كنتَ الببَّغاءْ
لم تنلْ ــ ويحك ــ من دنياكِ ما =
يسعفُ الماشي إلى يومِ الجزاءْ
لم يفدْك السَّعيُ ما تسمو به =
ورؤى النجدين أعيتْ هؤلاءْ
إنما الراغب في الحسنى وعى =
كيف يأتيها ، ولا يكفي اجتزاءْ
قوةُ النفسِ التي تسعفُه =
وتراخيها ــ هنا ــ ليسا سواءْ
والإشاراتُ التي مابرحتْ =
توقظُ الإنسانَ في ومضِ السَّناءْ
والنداءاتُ من المجهولِ قد =
غلبتْ عصفَ عُتُوٍّ وافتراءْ
ونُكوصٍ وضلالٍ وهوىً =
عاثَ بالنفسِ عناءً وأداءْ
من صميمِ الفطرةِ الأولى أتتْ =
تُنجدُ العقلَ بتمييزِ الدواءْ
قد يُغرُّ المرءُ ، قد يهوي ، وقد =
يركبُ الوهمَ ، ويستجدي العماءْ !
إنَّما العدلُ الذي يطلُبُه =
هو في الأصلِ له أغلى رجاءْ
موجباتُ العدلِ ألاَّ ينثني =
في قيادِ النَّفسِ بالأجدى مَضاءْ
أكرمَ اللهُ بني الإنسانِِ لم =
يدعِ الإنسانَ من عقلٍ براءْ
فبقلبٍ وشعورٍ وحِجىً =
وبنورٍ هلَّ معْ وحيِ السماءْ
ولسانٍ وبعينٍ قد رأتْ =
مابهذا الكونِ من أرضٍ و ماءْ
أيُّها الإنسانُ أنت المصطفى =
مذ براكَ اللهُ في الدنيا وشاءْ
لأمورٍ غالياتٍ جُمعتْ =
في عبوديَّةِ نفسٍ لاتُساءْ
وهو المُلكُ لربٍّ بارئٍ =
سيُعيدُ الخَلقَ من بعدِ الفناءْ
ويُجازي كلَّ مخلوقٍ بما =
أحسنَ المخلوقُ فيها أو أساءْ
يومَها الفصلُ الذي يُتحفُنا =
بالرضا في الخلدِ في دارِ النَّجاءْ
لو درى الإنسانُ عن أوبتِه =
وتحرَّى في صِحاحِ الأنبياءْ
لرأى الدنيا سرابًا زائلا =
وبقايا رَحْلِ مَن عافوا الخِباءْ
ترتقي الذَّاتُ على معراجِها =
إن نأى الإنسانُ عن تيهِ الشقاءْ
لم يُقَيِّدْها انتكاسٌ أو لوى =
سعيَها المحمودَ للأوجِ انحناءْ
عـزَّ بالطُّهرِ فؤادٌ مخبتٌ =
لا إلى أهواْءِ دنيانا أفاءْ
أيُّها الإنسانُ هوِّنْ ، واتَّئِدْ =
لايغُرَّنَّكَ زهوُ السُّفهاءْ
أو يقودَنَّكَ وهمٌ صاغه =
مكرُ إبليس بزورٍ وافتراءْ
كلُّ ما في هذه الدنيا وإن =
عربدَ الباطلُ فيها بازدراءْ
كلُّها في قبضةِ الدَّيَّانِ لم =
يُفلتِ ( الشَّاطرُ ) حتى في الخفاءْ
كلُّ داءٍ وله بين الورى =
من طبيبٍ ودواءٍ وشِفاءْ
غير داءٍ واحدٍ أعجزهم =
إنَّه ــ والله ــ داءُ الكبرياءْ
أيُّها الإنسانُ هذا الكَلْمُ من =
شفتيْكَ انسابَ مدحًا أو هجاءْ
أو بنجوى غيبةٍ ممقوتةٍ =
أو سمعتَ السوءَ قصدًا وانتقاءْ
غزلا يَسبي فؤادًا والهًا =
أو تهافتْتَ لهُزءٍ أو غِناءْ
فرقيبٌ وعتيدٌ كتبا =
لكَ ما قد تصطفي مما تشاءْ
لو تجلَّى اللهُ ياهذا على =
قلبِك الشاردِ في رحبِ الفضاءْ
راكضًا خلفَ مُنادي لذَّةٍ =
حرَّمَ اللهُ مآتيها وِقاءْ
ناسيًا مولاكَ لكنْ لم تزلْ =
تطلبُ اللذَّةَ في أيِّ وِعاءْ
فإذا أنت بقبرٍ مظلمٍ =
ليس فيه من حميمٍ أو رجاءْ
وأراكَ اللهُ لو كنتَ الذي =
هَجَرَ السوءَ ، وفعلَ الجهلاءْ
بقلم - شريف قاسم
قصرَكَ المعمورَ في جنَّاتِه =
وأراكَ الحورَ فيه والهناءْ
وأراكَ الخيرَ لايُحصَى ولا =
كان هذا الخيرُ في دارِ الفناءْ
ثُـمَّ ناداكَ : أيا عبدي لِمَنْ =
أنتَ أفنيتَ لياليك الوِضاءْ ؟
لم تُجبْ فيها منادي رحمتي =
واتَّبعْتَ اللهوَ مركوبَ الشقاءْ
فَلْتَلُمْ نفسَك ما طهَّرتَها =
= من هواها ألِكِبرٍ أم غباءْ ؟!
وأراكَ الحورَ فيه والهناءْ
وأراكَ الخيرَ لايُحصَى ولا =
كان هذا الخيرُ في دارِ الفناءْ
ثُـمَّ ناداكَ : أيا عبدي لِمَنْ =
أنتَ أفنيتَ لياليك الوِضاءْ ؟
لم تُجبْ فيها منادي رحمتي =
واتَّبعْتَ اللهوَ مركوبَ الشقاءْ
فَلْتَلُمْ نفسَك ما طهَّرتَها =
= من هواها ألِكِبرٍ أم غباءْ ؟!