الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسرائيل تغتال الطفولة في قرية المغيّر

تاريخ النشر : 2020-12-05
إسرائيل تغتال الطفولة في قرية المغيّر

صورة للكاتب

بقلم السفير منجد صالح
كاتب ودبلوماسي فلسطيني     

إسرائيل تغتال الطفولة في قرية المغيّر

تشعُّ البراءة من عينيه الواسعتين، الجميلتين الحالمتين. إضطر إلى إغلاقهما قسرا وإلى الأبد، بعد صلاة جمعة يوم أمس، بفعل رصاصة مجرمة اخترقت أحشاءه الغضّة.

أصابع "مُتمرّسة" على فنون القتل لجندي إسرائيلي احتلالي ضغطت على الزناد، دون داعي ولا سبب، فانطلقت الرصاصة وأصابت الطفل علي أيمن نصر أبو عليا في مقتل.

وضعت الرصاصة القاتلة حدّا لعمر الصبي، لم يتجاوز بعد الثالثة عشرة زنبقة، رصاصة واحدة قاتلة مُجرمة تُساوي ثلاثة عشر عاما من عمر الفلسطيني، تساوي ثلاثين عاما من عمر الفلسطيني، تساوي سبعين عاما من عمر الفلسطيني!!!

هل أصبحت أعمار الفلسطينيين تُقاس بالرصاص؟؟!! وهل يبقى الفلسطيني في حالة ترقّب ويقظة حتى يعرف على أيّ عُمرٍ ستخترق الرصاصة الإحتلالية المجرمة القاتلة جسده وترديه صريعا شهيدا؟؟!!

انتقل علي أبو عليا إلى جوار ربّه، ارتقى شهيدا إلى الفردوس الأعلى ليُجاور الشهداء والأنبياء والصالحين.

حزنت عليه أمّه، حرموا حضنها الدافئ من احتضانه، أوقعوا عليها حُكما صاعقا باختطاف وليدها من "حِجرها" غيلة غطرسة تكبّرا. لن يستطيع علي أن يتدثّر في عبق حضن أمّه بعد اليوم، ولن تستطيع أمّه المفجوعة بمقتله، استشهاده، من ضمّه بين ذراعيها مُجدّدا.

يوم غد الأحد سيبقى كُرسيه ودُرجه فارغا في غرفة الصف في المدرسة، سيبكيه زمّلاؤه ومعلّموه، سيشتاق له زُملاؤه وأصدقاؤه، سيشتاق له مُعلّموه، ستشتاق إليه ساحة المدرسة وملعبها، لأن علي لم يعد على هذه الأرض، لم يعد "يتنطط" بين سنابل القمح في قريته وقت الحصاد.

ستبكي عليه حارات وأزقة قرية المغيّر، ستبكي عليه أسراب الحمام البلدي التي تطير وتتنقّل من بيت لشجرة ومن شجرة لبيت، وفي الجو وعلى الأرض تلتقط حبّات القمح والعدس من على بيادر وطرق قريته.

نيكولاي ميلادينوف، البلغاري، المُنسّق الخاص للأمم المُتّحدة "لعمية السلام" في الشرق الأوسط، دعا "إسرائيل" للتحقيق "بسرعة" و"بشكل مُستقل" في قتل الطفل علي أبو عليا (13 عاما)، وقال في تغريدة له على موقع "تويتر": "يجب على إسرائيل أن تُحقّق بسرعة وبشكل مستقل في هذا "الحادث المُروّع وغير المقبول". وأضاف: "يتمتّع الأطفال بحماية خاصة بموجب القانون الدولي ويجب حمايتهم من العنف".

مسؤولو العالم بما فيهم مسؤولي الأمم المتحدة يتلعثمون و"ترتبط ألسنتهم" عندما يتحدّثون عن الجرائم الإسرائيلية بحق أطفالنا، عندما يُعلّقون على الإرهاب الإسرائيلي الفردي والجماعي والمُنظّم، إرهاب الدولة النووية، إرهاب الدولة العصابة، إرهاب الدولة الوحيدة في هذا العالم التي ما زالت تحتل شعبا عريقا وأرضا عريقة وتعمل كل يوم على قتله وتهويد أرضه.

يتلعّثم ميلادينوف ويصف الجريمة الإرهابية النكراء ب"الحادث المُروّع وغير المقبول"، بدل ان يصفها بالجريمة المروّعة العدوانية الإرهابية، وأن يدعو الإحتلال، حتى نتفادى تكرار مثل هذه الجرائم بحق الأطفال الأبرياء، "المحميّين بموجب القانون الدولي"، ان يمتثل لقرارات الأمم المتحدة، التي يُمثّلها السيد ميلادينوف، وأن ينسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

أمّا أن يطلب من الذئب أن "يُنظّف أنيابه" وأن يقوم يتحقيق "مستقل" لتبيان دواعي إفتراسه "للطفل"، فهذا هروب إلى الأمام ولا ينفع في شيئ إلا "تخدير" الزمن في إنتظار مقتل طفل فلسطيني آخر على أيدي وبأنياب الذئاب نفسها.

كان الأولى بالسيّد ميلادينوف أن يدعو "كبيرهم، غوتييرش البرتغالي، الأمين العام للأمم المتحدة، أمام هول الجريمة غير المُبرّرة، أن يّشكّل فورا فريقا من مُختصّي الأمم المتحدة للتحقيق في الجريمة النكراء وأن يجلب القاتل والقتلة إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته ومحاكمتهم والإقتصاص منه ومنهم.

حتى ذلك الحين وحتى زوال الإحتلال ومحاكمة القتلة في المحاكم الدولية، سيبقى دم علي أبو عليا ودماء من سبقوه من الأطفال والزهرات، التي سُفكت دون ذنب على أيدي جنود الإحتلال المجرمين، تستصّرخ عدالة الأرض والسماء.

رحم الله الشهيد علي أبو عليا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنّاته.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف