الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الموت في العسل

تاريخ النشر : 2020-12-03
الموت في العسل

صورة للكاتب

الموت في العسل

بقلم - ثامر الحجامي 

هناك قصة قصيرة عن نملة رأت قطرة عسل على الأرض، فسارعت اليها وتذوقتها وأرادت الذهاب، لكن طعم العسل كان لذيذا، فعادت وتذوقت رشفة أخرى وهمت بالذهاب. 

لكن النملة شعرت بأنها لم تكتفي، وأن ما موجود من عسل مباح لها، قبل أن يأتي غيرها ويستولي به، فقررت أن تدخل في قطرة العسل لتستمع بهذا الكنز أكثر وأكثر، لكنها عندما أرادت الخروج لم تستطع ! فقد تكبلت أقدامها وإلتصقت بالأرض، ولم تقدر على الحركة حتى إختنقت وماتت.

بعد إن كان الدبور طوال عقود خلت مسيطرا على منجم العسل، والنحل يئن من الجوع والحرمان والعوز، ويكدح تحت سياط الظلم والجور، ويموت من اجل نزوات ومغامرات الجلاد، الذي كان يقامر في أرواح شعبه وثروات بلاده، يقطع لسان من يشتكي، ويدفن المعترضين في مقابر جماعية، ويقصف المخالفين بالأسلحة الكيمياوية، تم قطع رقبته على مقصلة الموت.

تغيرت الحالة بعد عام 2003، وكان المتوقع من النظام (الديمقراطي ) السياسي الجديد، معالجة كل تراكمات الماضي، وإستبدال سنين الشقاء والحرمان بأيام الرخاء والرفاهية، وتوزيع العسل المصفى على الكادحين والمحرومين، وإبعاد الدبابير التي تنهش الخيرات وتسرق الثروات، وإقامة أسس صحيحة لبناء حضاري واقتصادي، يجعل العراق في مصاف الدولة المتقدمة اقتصاديا وسياسيا.

لكن الذي حصل طوال السبعة عشر عاما الماضية، أن الكتل السياسية الحاكمة قد قررت إقتسام مناجم العسل فيما بينها! وكل منهم يسعى الى الحصول على أكبر قدر من ثروات البلاد، ولا بأس بإقتسام بعضها، كما شهدناه من تصريحات كثير من الساسة، الذين إعترفوا على رؤوس الأشهاد بتقاسمهم لمغانم السلطة، وعلى ذلك جرى تشكيل الحكومات المتعاقبة، بعيدا عن نتائج الإنتخابات والأسس الدستورية والقانونية.

تسبب ذلك بصراع سياسي كبير، إنعكس على الواقع العراقي في جميع المفاصل، فكان الإنقسام الإجتماعي والصراع الطائفي والقومي، وإنتشار الإرهاب وإجتياح داعش للعراق وحرب طاحنة دامت ثلاث سنوات، رافقه غياب لمشاريع التنمية والبنىالتحتية، وفساد مالي وإداري في كافة مفاصل الدولة، تسبب بخروج عشرات الآلاف الى الشوارع رافضة لتلك السياسات، وحكومة لم تصمد أمامها فاستقالت، ودولة عاجزة عن تسديد رواتب موظفيها!

أزمات كبيرة تحيط بالعراق، فالصراع الخارجي وصل الى مديات كبيرة، والوضع السياسي الداخلي يكاد لا يستقر، والوضع الإقتصادي على حافة الهاوية، ما لم يتم تدارك الأوضاع وإيجاد الحلول من حكومة تعاني المعارضة في داخلها، ولم تنال ثقة
 الجمهور حتى هذه اللحظة. 

لابد أن يدرك الجميع أنه حان الوقت للمراجعة، وإنتشال البلاد من المآزق الكبرى التي تحيط بها، والتوقف عن سلب العسل، وإلا لن يجدوا عراقا يحكموه. 

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف