الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ربيعة البطّوطة

تاريخ النشر : 2020-12-03
ربيعة البطّوطة

صورة للكاتب

ربيعة البطّوطة

بقلم - السفير منجد صالح
كاتب ودبلوماسي فلسطيني    

بلغت من العمر ستة عشر عاما، ربيعة "البطّوطة"، هكذا كانوا يُنادونها في العائلة، مُكتنزة، مُتورّدة، "كُل مغزّ إبرة" في جسمها الغض مُكتنز. خُدودها مُكتنزة، أشبه بفتاة صينيّة، لكن بعيون سوداء واسعة وحشيّة. نهداها مُكتنزان "نافران" من تحت قميص ثوبها الفلّاحي التراثي المُطرّز.

أردافها مُكتنزة يهتزّان كبندولي ساعة حين مشيتها بدلال على نغم الأغنية الشعبية" غندرة مشي العرايس غندرة".

أكملت الصف السادس فقط، قالت: "يكفي من العلم والتعليم، البيت أحسن". لا أحد من عائلتها حضّها على أن تُكمل تعليمها حتى الثالث الإعدادي على الأقل، لأن معظم بنات القرية يتزوجّن حتى قبل بلوغهن سن الرشد. إذن فلتجلس في البيت في انتظار "العريس".

وهكذا "تمترست"، مع والديها واخوتها الخمسة، في البيت العتيق المُعتّق، تصل إليه عبر ممر من بوّابة "الحوش"، مبلّط بحجارة قديمة ملساء.

حتى عندما كانت عائلتها، برمّتها، تذهب إلى الحقل أو إلى "جدّ" الزيتون في موسمه، كانت ربيعة تبقى في البيت "مثل السيف فردا"، لمتابعة متطلّبات عائلتها من "طبيخ ونفيخ" وغسيل وجلي وتنظيف. تقوم بكافة الأعمال المنزلية بدل أمّها "الغاطسة" في أعمال الفلاحة.

صابر، ابن خال رفيقة، بلغ العشرين من عُمره مُؤخّرا، يعمل في ورش البناء مع عمّه حامد، معلّم البناء المعروف. صابر شاب وسيم وشعره فاحم مالس، بالرغم من خشونة يديه.

يتردد على بيت عمّته بكل أريحيّة وقتما شاء، تردّده على بيت ربيعة شيء مألوف ولا يُثير زوابع ولا غُبارا، ولا شكوكا ولا ريبة، في القرية الصغيرة، التي يعرف الجميع بعضهم بعضا بالإسم واللقب.

لكن ما حصل ذات يوم خميس من شهر تشرين أوّل، عندما كانت العائلة "تُجاهد" في "جدّ" الزيتون، المُطرّز بالغبار من قلّة سقوط الأمطار، وتحت شمس ساطعة، قلب الأمور رأسا على عقب، وأثار الريبة، وأسدل سيلا، "طنّا" من الشكوك ومن الغبار على مجرى حياتها.

صابر، ابن الخال الفتيّ، ذو الشعر الفاحم المالس، "تسلل" خلسة إلى بيت عمّته وهو يعلم "علم اليقين" بأن ربيعة "تقبع" بمفردها، لوحدها، في البيت القديم.

بالنسبة لصابر، في هذه الحالة، كانت الصبية "البطّوطة" المُكتنزة ثمرة ناضجة وحان قطافها، وإنّه لقاطفها، مُهرة أزف وقت امتطائها وتجربتها لأوّل مرّة، وانّه لفارسها.

لم يلق عناء يُذكر في مُراودتها عن نفسها وقطفها وتقشيرها و"امتطائها"، لأنّها كانت كالجمرة المُتقدة، بالرغم من تمنّعها في البداية.

سبحا معا، التصاقا، في بحر الشهوة والغرام  والهيام، وفقدت ربيعة بكارتها و"حبلت" من "أوّل طلقة".

فاحت رائحة "الفضيحة" في البلدة الصغيرة، التي يعرف كل فرد منهم الآخر بالإسم واللقب. وبدأت النساء، ودأبن، يُثرثرن في بيوتهن وعلى أسطح منازلهن وعلى عتبات بيوتهن: "يا خيستي!!! صابر "نطّ" على ربيعة و"سخّمها" وحبّلها من أوّل مرّة. يا لطيف تلطف بينا".

أمّا شبُان القرية، أتراب صابر وأصدقائه، فما فتئوا يتهامسون، يغبطونه سرّا ويحسدونه على اصطياده ل"البطّوطة" الشهية، فمعظمهم كانت تسيل "رياقتهم"، لُعابهم، عليها عندما كانت تستفزّ فحولتهم، وتُخرج جنيّي شهواتهم وشبقهم بينما اردافها تتراقص أمامهم، عندما تمرّ من أمام دُكّان أبي طافش، المُجاور لبيتها القديم.

بعد بروز بطنها، زوّجوا ربيعة ل صابر على "السُكّيت"، دون "زيطة ولا زنبليطة"، دون دفّ ولا مزمار، ف "فضيحتها بالطبل البلدي" كانت قدّ عمّت وسادت، وغطّت كامل بيوت القرية واسطحها.

بعد ستة اشهر من زواجهما، ولدت ربيعة طفلة "بطّوطة"، مُكتنزة، مُتورّدة الوجنتين، ملامحها صينية، لكن بعيون سوداء واسعة، أسمياها "شريفة".  
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف