الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصّة الأطفال"السّنجابة والعقاب" وخلط المعلومات

تاريخ النشر : 2020-11-30
بقلم - جميل السلحوت

عند دار الهدى للنّشر والتّوزيع في كفر قرع في المثلّث الفلسطيني، صدرت قصّة الأطفال "السّنجابة والعقاب" للكاتبين صليبا صرصر ورفيقة عثمان، وتقع القصّة مفروزة الألوان مشكولة الكلمات، وتزيّنها رسومات منار نعيرات في 30 صفحة من الحجم المتوسّط.

توقّفت أمام هذه القصّةكثيرا فور صدورها، وانتطرت للحصول على نسخة ورقيّة منها، لكنّ جائحة كورونا حالتدون ذلك، فعدت إلى نسختها الإلكترونيّة هذا اليوم.

مضمون القصّة:

تتحدّث القصّة عن غابةجميلة يخترقها نهر، وتعيش فيها حيوانات وطيور مختلفة، وذات يوم انقضّ نسر علىسنجابة ونجح ببتر ذيلها، ممّا تسبّب لها بألم جسدي ونفسيّ، ممّا دفعها إلىالإعتكاف بجحرها، لكنّها قرّرت:" سوف أنتقم لنفسي حتّى لو بعد حين، لن أتنازلعن حقّي أبدا مهما حصل...."ص9.

وتتوالى الأحداث إلى أناشتعلت النّيران في الغابة في يوم عاصف، ممّا اضطرّ الحيوانات والطّيور إلى الهرببعيدا عن لهيب النّيران؛ لتنجوا بحياتها، لكنّ بعض السّناجب "لجأ للأوكارالعميقة تحت الأرض المحروقة، واختبأ بعضها الآخر في كهوف صغيرة تحت الصّخوربمحاذاة النّهر. ص11. وبسبب الحرارة والّدخان الكثيف وقع فرخ عُقاب من عشّه فوقالشّجرة على كومة قشّ، فاستقرّ عند ساق الشّجرة حزينا باكيا خائفا يطلب النّجدة،فاقتربت منه السّنجابة "حنان" ووجدت فيه فرصتها السّانحة للإنتقام لذيلهاالمبتور! "لأنّه من عائلة النّسور الشّرسة."ص14. 

ووسط صراعها النّفسيّبالإنتقام أو التّسامح، وعندما اقتربت النّيران من فرخ العقاب، وهو يصرخ مستنجدا، "قرّرت"حنان" فجأة أن تهبّ لإنقاذه، قفزت وأسرعت فزعة نحو وكره، وانتشلته بينيديها وكلّ جسمها يرتعش وهي تضمّه لحضنها بحرارة." ص16. اهتمّت السّنجابةحنان بفرخ العقاب مثل اهتمامها بصغارها، وعلّمته "كيف يصبح نسراحقيقيّا" ص19. وكبر فخ العقاب وصار يحلّق عاليا في الفضاء :"عاش النّسرمحبوب في حياة آمنة، واستطاع حماية حنان والسّناجب الأخرى من الإعتداءات عليها.ص21.

وعندما التقى "محبوب" بعائلته التي فرحت بأنّه لا يزال حيّا، فأرسلت معهرسالة شكر لعائلة السّناجب واعتذرت عن بتر ذيل السّنجابة حنان.ص22. وتبادلتالعائلتان الزّيارات، وتعاونت النّسور والسّناجب على إعادة زراعة الغابة حتّى عادتإلى سابق عهدها قبل الحريق، وعاشت السّناجب والنّسور بسلام.

أهداف القصّة:

تهدف القصّة إلى نشرالمحبّة والتّسامح بين الأجناس المختلفة، دون تفريق بين جنس وآخر، أو بين قويّوضعيف. كما تهدف إلى ضرورة توفير الحماية للصّغار في الأحول كلّها، بغضّ النّظر عنجنسهم وأعراقهم، وما اقترفه ذووهم من أخطاء وجرائم. وقد أحسن الكاتبان عندما جعلابطلة القصّة المتسامحة سنجابة أنثى، لتبيان حنان الأمومة الذي يتعدّى حدود عطفها وحنانهاعلى صغارها إلى الحنان على أطفال الآخرين.

مآخذ على القصّة:

خلط الكاتبان بين نوعينمن الطّيور الجارحة وهما النّسر والعُقاب، وهما طائران جارحان مختلفان، وإن كاناينتميان إلى فصيلة واحدة، وسأورد هنا تعريفات لهذه الطّيور كما وردت في المعاجماللغويّة لتبيان هذا الاختلاف:

العُقاب: "طائر من كواسرالطّير، قويّ المخالب، له منقار قصير أعقف، حادّ البصر." وقوئمتا العُقابمكسوّتان بالرّيش، ويعتاش على ما يصطاده من الطّيور والحيوانات الصّغيرة كالأرانبوغيرها.

النّسر: "طائر منالجوارح، حادّ البصر قويّ من الفصيلة النّسريّة من رتبة الصّقريّات، وهو أكبرالجوارح حجما، وله منقار مدبّب، ذو جوانب مزوّدة بقواطع حادّة، وله قائمتانعاريتان.......يتغذّى بالجيف."

الصّقر: "طائر من الجوارحمن فصيلة الصّقريّات." وجاء في القاموس المحيط:"الصّقر كلّ شيء يصيد منالبزاة والشّواهين."

لذا فالعقاب ليس صغيرالنّسر -كما ورد في القصّة-، علما أنّ صغير كليهما "النّسر والعقاب يسمّى"الهيثم".

وزيادة في الإيضاح فإنّالأسود والنّمور والفهود تنتمي لفصيلة القطط، مع أنّ كلّا منها جنس حيوانيّ مختلفعن الآخر.

أخطاء لغويّة:

ورد في القصّة أكثر منمرّة استعمال خاطئ للأفعال وللضّمائر مع جمع غير العاقل، سأورد عليه مثالا واحدافقط فقد ورد في القصّة:"تعاونت السّناجب والنّسورمعا، في إعادة الحياة إلىطبيعتها في الغابة، أحضروا النّباتات، ونثروا الحبوب فوق أرض الغابةالمحروقة، وزرعوا الأشجار من جديد."ص26. والصّحيح هو أحضرتالنّباتات، ونثرت الحبوب، وزرعت الأشجار.

وفي الصّفحة 11جاء:" واختبأ بعضها الآخر في كهوف صغيرة تحت الصّخور"

وهنا استعمال خاطئ للكهوف، فالمقصود هو الجحور وليس الكهوف، والفرق كبير بين الكهف والجحر.

الأسلوب: واضح أنّ الكاتبين صاغاقصّتهما بلغة فصحى لا تعقيد فيها، وبأسلوب سلس لا ينقصه عنصر التّشويق.

الأسلوب والإخراج: الرّسومات التيأبدعتها ريشة الفنّانة منار نعيرات مناسبة لمضمون القصّة، مع أنّه لم تكن هناكفروقات واضحة بين رسومات النّسر والعُقاب، وفي الصّفحتين 22 و23 فإنّ الرّسومات لاتدلّ على النّسر أو العُقاب، وجاء مونتاج القصّة مناسبا في التّوفيق بين المضمونوالرّسومات؛ وهذا يقرّب فهمها للطّفل المتلقّي.

تساؤل: أعتقد أنّ من الأهداف التي أراد الكاتبان إيصالها للأطفال، يتمحور حول ضرورة التّعايش السّلميّ بين الشّعوب والدّول القويّة من جانب، وبين الشّعوب والدّول الضّعيفة، واستعمل االنّسور والعقبان كنموذج لذلك، علما أنّ النّسور والعقبان تعتاش على اللحوم، ومنهالحوم السّناجب حيث تعيش، فلماذا لم يختارا حيوانات عاشبة قويّة وأخرى ضعيفة لذلك.


 

 


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف