صورة للكاتب
بقلم - رائد محمد الحواري
قصة زغرودة ودماء تحذّر من المفرقعات
صدرت قصة الأطفال "زغرودة ودماء" للأديبالمقدسي جميل السلحوت هذه الأيام عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع في أبوديس-القدس.
أدب الأطفال له خصوصية وطريقة تقديم مغايره مغايرة عنتلك التي تكون في أدب الراشدين، فالفكرة في أدب الأطفال تبقى عنصرا أساسيا فيالقصة، إضافة إلى المتعة التي يجب أن يجدها الطفل في القصة، فالعلاقة بين الفكرةوطريقة التقديم مهمة وأساسية؛ لتكون القصة منسجمة مع عقلية الطفل.
العنوان مثير، "زغرودة ودماء"، ورغم أن لفظ"دماء" قاس على الأطفال، إلا أن القاص خففه باللفظ الذي سبقه"زغرودة" وبهذا يكون قد (محا) وأزال القسوة من العنوان، يضاف إلى هذاالألوان والرسوم الجميلة التي لازمت أحداث القصة، وهذا يأخذنا إلى متن القصة، هناكزغرودة/فرح ومأساة/قسوة، لكن البداية كانتللفرح، بسبب نجاح "زيد"، لكنالفرح لم يتم التعامل معه بطريقة صحيحة، لأن أمّه "سوسن أخرجت علبة المفرقعاتوأعطتها لشقيقه الطفل "رائد" ليفرقعها في الخارج، لكنها تفجرت في يده،ممّا تسبب ببتر ثلاثة أصابع، وهنا ينقلب الفرح إلى مأساة بسبب جهل "سوسن."
واللافت في القصة أن القاص مهّد المتلقي لمعرفة أن هناك حدثا قاسيا، سيأتيفقد افتتح القصة بهذا الشكل: "قفز رائد ابن السنوات التسعة من فراشه مذعوراعندما سمع صرخة مدوية من والدته، رآها تقفز في الفضاء فرحة" الفاتحة توحي وتمهّد للطفل أن هناك أمّا لا تحسنالتعبير عن فرحها، فعبرت عن الفرح بالصرخة التي أخافته وأرعبته.
وأيضا هناك تمهيد آخر يشير إلى جهل "سوسن" جاءمتعلقا بسبب الفرحة: "..كم معدله؟
أمّ زيد: خمسة وخمسون" وهذا يعلمنا حجم الغباء والمغالاة في ردة فعلها،
وبهذا يكون القاص قد رسم طبيعة الشخصية التي تسببتبمأساة ابنها "رائد" بطريقة سلسة.
وفي نهاية القصة، نجد عقلية الطفل والطريقة التي يفكربها، فعندما سأل "رائد" أمّه: "هل ستنبت لي أصابع جديدة بدل التيطيرتها المفرقعات" وهذا السؤال كاف بحد ذاته، ليعلم الأطفال أن اللعببالمفرقعات خطر ويؤدي إلى كوارث،
دائما أدباء القدس يذكرون مدينتهم، ويؤكدون على حضورها في وجدانهم، يذكر القاصّ أن المستشفىالذي ذهب إليه الطفل "رائد" بعدالإصابة هو مستشفى المقاصد الخيرية في القدس: "الحقوني إلى مستشفىالمقاصد" وهذا يحسب للقاص الذى أكد على فلسطينية المدينة.
القصة من منشورات إلياحور للنشروالتوزيع، القدس فلسطين، الطبعة الأولى 2020.
29-11-2020
قصة زغرودة ودماء تحذّر من المفرقعات
صدرت قصة الأطفال "زغرودة ودماء" للأديبالمقدسي جميل السلحوت هذه الأيام عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع في أبوديس-القدس.
أدب الأطفال له خصوصية وطريقة تقديم مغايره مغايرة عنتلك التي تكون في أدب الراشدين، فالفكرة في أدب الأطفال تبقى عنصرا أساسيا فيالقصة، إضافة إلى المتعة التي يجب أن يجدها الطفل في القصة، فالعلاقة بين الفكرةوطريقة التقديم مهمة وأساسية؛ لتكون القصة منسجمة مع عقلية الطفل.
العنوان مثير، "زغرودة ودماء"، ورغم أن لفظ"دماء" قاس على الأطفال، إلا أن القاص خففه باللفظ الذي سبقه"زغرودة" وبهذا يكون قد (محا) وأزال القسوة من العنوان، يضاف إلى هذاالألوان والرسوم الجميلة التي لازمت أحداث القصة، وهذا يأخذنا إلى متن القصة، هناكزغرودة/فرح ومأساة/قسوة، لكن البداية كانتللفرح، بسبب نجاح "زيد"، لكنالفرح لم يتم التعامل معه بطريقة صحيحة، لأن أمّه "سوسن أخرجت علبة المفرقعاتوأعطتها لشقيقه الطفل "رائد" ليفرقعها في الخارج، لكنها تفجرت في يده،ممّا تسبب ببتر ثلاثة أصابع، وهنا ينقلب الفرح إلى مأساة بسبب جهل "سوسن."
واللافت في القصة أن القاص مهّد المتلقي لمعرفة أن هناك حدثا قاسيا، سيأتيفقد افتتح القصة بهذا الشكل: "قفز رائد ابن السنوات التسعة من فراشه مذعوراعندما سمع صرخة مدوية من والدته، رآها تقفز في الفضاء فرحة" الفاتحة توحي وتمهّد للطفل أن هناك أمّا لا تحسنالتعبير عن فرحها، فعبرت عن الفرح بالصرخة التي أخافته وأرعبته.
وأيضا هناك تمهيد آخر يشير إلى جهل "سوسن" جاءمتعلقا بسبب الفرحة: "..كم معدله؟
أمّ زيد: خمسة وخمسون" وهذا يعلمنا حجم الغباء والمغالاة في ردة فعلها،
وبهذا يكون القاص قد رسم طبيعة الشخصية التي تسببتبمأساة ابنها "رائد" بطريقة سلسة.
وفي نهاية القصة، نجد عقلية الطفل والطريقة التي يفكربها، فعندما سأل "رائد" أمّه: "هل ستنبت لي أصابع جديدة بدل التيطيرتها المفرقعات" وهذا السؤال كاف بحد ذاته، ليعلم الأطفال أن اللعببالمفرقعات خطر ويؤدي إلى كوارث،
دائما أدباء القدس يذكرون مدينتهم، ويؤكدون على حضورها في وجدانهم، يذكر القاصّ أن المستشفىالذي ذهب إليه الطفل "رائد" بعدالإصابة هو مستشفى المقاصد الخيرية في القدس: "الحقوني إلى مستشفىالمقاصد" وهذا يحسب للقاص الذى أكد على فلسطينية المدينة.
القصة من منشورات إلياحور للنشروالتوزيع، القدس فلسطين، الطبعة الأولى 2020.
29-11-2020