بقلم - أمير المقوسي
نعم أنا اشتاق إليَّ معي.
حين ينال مني اليأس اتجول بين ثنايا ماضيَّ ودروب حاضري افتش عن كلمات لأغنية منسية، أو محاولة لم اكملها، أو قبلة لحبيبة لم انولها، افتش عن ابتسامة أبي حين يراني من بعيد قادماً بعد غياب، عن دعوة لأمي لم تلفظها امامي ولكنني سمعتها، عن صرخة لطفلتي عند عودتي تُعاتبني فيها على نسياني سكاكرها المفضلة، عن جلسة مع صديق تحت ياسمينة غرسها ذات يوم وأنا انظر إليه متابعاً تحليق دخان لفافة تبغي العشوائي، عن موعد كنت أنوى الذهاب إليه وقررت الذهاب إلى آخر، عن فوضتي الداخلية وعربدتي التي لا يراها سواي ولا يرى مني القريب سوى ترتيبي والتزامي.
نعم أنا اشتاق إليَّ معي.