بقلم - د. توفيق جميعان
يا لروعة الكتب، أنها تحمل بين دفتيها سيّر العلماء والمفكرين والقادة الذين مر بهم التاريخ، تجعل الزمن يتوقف عند عرض تسلسل أحداث حياتهم بما تشمل من بطولات تحدث صعوبات حياتهم.

يشكل التدوين سرد أحداث قد تكون عزيزي القارىء قد ممرت بها وشعرت نفس الشعور ولكن براعة الكتاب تنقل لك مشاركتك اللاوعية مع العظماء في أحداث متشابهة لمقارنتها وسبر المكنونات التي ساهمت في التغلب على صعوبات مروا بها وكيف أنت مررت بها.
إن السير الذاتية ترسم لك عزيزي القارىء خطوطا توضح مكامن التغلب على الصعوبات ومكامن الهفوات التي وقع بها من مروا بها من قبلك. ومنهم من امتلك مهارة التدوين ودوّن لك مبادئه لتستنير بها وتقارن تبدُل انطباعاتك للأفضل.
إن القدوة الحسنة قد تتجلى في أشخاص سواء كانوا على قيد الحياة أو غادرونا على حد سواء، فالمبادئ والقيم التي حملها هؤلاء تبقى خالدة لا تتبدل وإن تُلْبس أشكال مختلفة مع تغير ظروف الحياة، أنك عزيزي القارئ تقتبس أو تتقاسم هؤلاء العظام المشاعر والطموحات على مستواك الشخصي وبالشكل الذي يتناسب مع حياتك في العصر الذي تعيشه.
ولا أروع من أن يرافقك كتاب يستعرض شخصية تمثل القدوة الحسنة لك وهو يعيش معك نفس العصر ونفس المكان ويعزز القيم التي تتبناها ويرفدك بقيم سامية أخرى. إنك مدعو لأن تبحث عن حياتك في حياته تعيش تفاصيل الأحداث وتقارن رؤيتك برؤيته تستشعر شعوره وتقتبس من مهاراته في سبر الأحداث وتطويعها لواقع أفضل. إن لقراءة السير والتراجم وقع جميل في النفس إذ يفتح لك آفاقا لمعرفة المصادر والدوافع التي ساهمت في اتخاذ قرارات معينة تحت ظروف معينة.
وفي هذا الصدد بين يدي كتاب يسرد حياة مفكر وكاتب فلسطيني عالمي الهوى اسلامي التوجهات كريم في عطاءه الإنساني والفكري، الدكتور أحمد يوسف الإنسان والسياسي والمفكر كتاب يمنحك فرصة لسبر تجربته من خلال تسلسل أحداث حياته والتي تعكس جانب من حياة الشعب الفلسطيني في خضم المعاناة والكفاح من أجل التحرر والإستقلال. ينقلك المؤلف الدكتور أحمد دلول عبر محطات حياة الدكتور في دراسة معمقة لحياة الدكتور يوسف.
يقع الكتاب في 348 صفحة من القطع المتوسط وقد صدر في نوفمر 2020 في استانبول عن دار الحكمة للإستشارات وحل النزاعات. ويتكون الكتاب من مقدمة و خمسة فصول.
الأب مانويل مسلم خط بقلمه مقدمة هذا الكتاب، ويقول في مقدمته "بالنسبة لي يقدم الكتاب هذا قيادي من بعيد لشخصية لامعة . ففي صفحات موجزة سبر المؤلف عمق ثقافة الدكتور السحيقة وعلو أفكاره الشاهقة، ومحيط اتساع انسانيته ورؤيته السياسية الثاقبة لتقيدات قضية فلسطين واستعمارها الإمبريالي الذي ألبسوه ثوبا دينيا .. ثوب أرض الميعاد".
الفصل الأول يتناول ترجمته الذاتية وأهم المحطات التي مر بها على الصعيد الشخصي، والفصل الثاني يتحدث عن تجربة الدكتور في الحكم واستعراض تجربته كمستشار لرئيس الوزراء وكوكيل لوزراة الخارجية ودوره في تقريب وجهات النظر بين حماس ودول الإتحاد الأوروبي، أما الفصل الثالث من الكتاب فيتناول منهجيته في الممارسة السياسية ويعتبر هذا الفصل من أهم فصول الكتاب إذ إنه يتعمق في سبر معالم منهجية الدكتور السياسية ومن أهم ما ميزها: المطالعة، التدوين ، تقديم النصح، الجرأة في النقد، الصراحة، التفكير الجمعي ومبادئ أخرى لا تقل أهميه عنها. وتناول المؤلف حياة الدكتور أحمد يوسف ككاتب ومفكر في الفصل الربع من الكتاب، إذ قدم قراءة تحليلة في الإنتاج الفكري للدكتور، وحاول سردها في مبحثين الأول المشهد العربي والدولي والتي تناول فيها العلاقة مع الغرب وتجربة الجزائر، ونظرته للتجربة التركية والربيع العربي والعلاقة مع إيران والخليج العربي والبحث الثاني في المشهد الفلسطيني والذي تناول قضايا مثل وعد بلفور واتفاقية أسلو وصفقة القرن وحلول القضية الفلسطينية ومواضيع أخرى. أما الفصل الخامس والأخير أفرده المؤلف لأراء بعض الكتاب والفكرين ممن عايشو تجربة الدكتور مثل الدكتور محمد رمضان الأغا والدكتور وليد القططي والدكتور أبراهيم أبراش .
يعد هذا الكتاب من وجهة نظري تجربة غنية في نبش المكنون الثقافي والمنهج الفكري الذي ينتهجه الدكتور في بناء شخصية فلسطينية واضحة وصريحة تتعامل مع الظروف المحيطة بواقعية وبرغماتية مستشرفة المستقبل والتي عززتها تجربته في الإطلاع على حركات التحرر العالمية وتجارب الإسلاميين في أنحاء العالم، يسلط الكتاب الضوء على شخصية لامعة تحملت كثيرا من أجل قضيتها ولا زالت تنبض بالعطاء تجاه القضية الفلسطينية، من يقرأ هذا الكتاب تتفتح له أفاق جددة في الفكر وتسليط أكثر على بعض مراحل وتجارب في حياة الدكتور أحمد يوسف.
يا لروعة الكتب، أنها تحمل بين دفتيها سيّر العلماء والمفكرين والقادة الذين مر بهم التاريخ، تجعل الزمن يتوقف عند عرض تسلسل أحداث حياتهم بما تشمل من بطولات تحدث صعوبات حياتهم.

يشكل التدوين سرد أحداث قد تكون عزيزي القارىء قد ممرت بها وشعرت نفس الشعور ولكن براعة الكتاب تنقل لك مشاركتك اللاوعية مع العظماء في أحداث متشابهة لمقارنتها وسبر المكنونات التي ساهمت في التغلب على صعوبات مروا بها وكيف أنت مررت بها.
إن السير الذاتية ترسم لك عزيزي القارىء خطوطا توضح مكامن التغلب على الصعوبات ومكامن الهفوات التي وقع بها من مروا بها من قبلك. ومنهم من امتلك مهارة التدوين ودوّن لك مبادئه لتستنير بها وتقارن تبدُل انطباعاتك للأفضل.
إن القدوة الحسنة قد تتجلى في أشخاص سواء كانوا على قيد الحياة أو غادرونا على حد سواء، فالمبادئ والقيم التي حملها هؤلاء تبقى خالدة لا تتبدل وإن تُلْبس أشكال مختلفة مع تغير ظروف الحياة، أنك عزيزي القارئ تقتبس أو تتقاسم هؤلاء العظام المشاعر والطموحات على مستواك الشخصي وبالشكل الذي يتناسب مع حياتك في العصر الذي تعيشه.
ولا أروع من أن يرافقك كتاب يستعرض شخصية تمثل القدوة الحسنة لك وهو يعيش معك نفس العصر ونفس المكان ويعزز القيم التي تتبناها ويرفدك بقيم سامية أخرى. إنك مدعو لأن تبحث عن حياتك في حياته تعيش تفاصيل الأحداث وتقارن رؤيتك برؤيته تستشعر شعوره وتقتبس من مهاراته في سبر الأحداث وتطويعها لواقع أفضل. إن لقراءة السير والتراجم وقع جميل في النفس إذ يفتح لك آفاقا لمعرفة المصادر والدوافع التي ساهمت في اتخاذ قرارات معينة تحت ظروف معينة.
وفي هذا الصدد بين يدي كتاب يسرد حياة مفكر وكاتب فلسطيني عالمي الهوى اسلامي التوجهات كريم في عطاءه الإنساني والفكري، الدكتور أحمد يوسف الإنسان والسياسي والمفكر كتاب يمنحك فرصة لسبر تجربته من خلال تسلسل أحداث حياته والتي تعكس جانب من حياة الشعب الفلسطيني في خضم المعاناة والكفاح من أجل التحرر والإستقلال. ينقلك المؤلف الدكتور أحمد دلول عبر محطات حياة الدكتور في دراسة معمقة لحياة الدكتور يوسف.
يقع الكتاب في 348 صفحة من القطع المتوسط وقد صدر في نوفمر 2020 في استانبول عن دار الحكمة للإستشارات وحل النزاعات. ويتكون الكتاب من مقدمة و خمسة فصول.
الأب مانويل مسلم خط بقلمه مقدمة هذا الكتاب، ويقول في مقدمته "بالنسبة لي يقدم الكتاب هذا قيادي من بعيد لشخصية لامعة . ففي صفحات موجزة سبر المؤلف عمق ثقافة الدكتور السحيقة وعلو أفكاره الشاهقة، ومحيط اتساع انسانيته ورؤيته السياسية الثاقبة لتقيدات قضية فلسطين واستعمارها الإمبريالي الذي ألبسوه ثوبا دينيا .. ثوب أرض الميعاد".
الفصل الأول يتناول ترجمته الذاتية وأهم المحطات التي مر بها على الصعيد الشخصي، والفصل الثاني يتحدث عن تجربة الدكتور في الحكم واستعراض تجربته كمستشار لرئيس الوزراء وكوكيل لوزراة الخارجية ودوره في تقريب وجهات النظر بين حماس ودول الإتحاد الأوروبي، أما الفصل الثالث من الكتاب فيتناول منهجيته في الممارسة السياسية ويعتبر هذا الفصل من أهم فصول الكتاب إذ إنه يتعمق في سبر معالم منهجية الدكتور السياسية ومن أهم ما ميزها: المطالعة، التدوين ، تقديم النصح، الجرأة في النقد، الصراحة، التفكير الجمعي ومبادئ أخرى لا تقل أهميه عنها. وتناول المؤلف حياة الدكتور أحمد يوسف ككاتب ومفكر في الفصل الربع من الكتاب، إذ قدم قراءة تحليلة في الإنتاج الفكري للدكتور، وحاول سردها في مبحثين الأول المشهد العربي والدولي والتي تناول فيها العلاقة مع الغرب وتجربة الجزائر، ونظرته للتجربة التركية والربيع العربي والعلاقة مع إيران والخليج العربي والبحث الثاني في المشهد الفلسطيني والذي تناول قضايا مثل وعد بلفور واتفاقية أسلو وصفقة القرن وحلول القضية الفلسطينية ومواضيع أخرى. أما الفصل الخامس والأخير أفرده المؤلف لأراء بعض الكتاب والفكرين ممن عايشو تجربة الدكتور مثل الدكتور محمد رمضان الأغا والدكتور وليد القططي والدكتور أبراهيم أبراش .
يعد هذا الكتاب من وجهة نظري تجربة غنية في نبش المكنون الثقافي والمنهج الفكري الذي ينتهجه الدكتور في بناء شخصية فلسطينية واضحة وصريحة تتعامل مع الظروف المحيطة بواقعية وبرغماتية مستشرفة المستقبل والتي عززتها تجربته في الإطلاع على حركات التحرر العالمية وتجارب الإسلاميين في أنحاء العالم، يسلط الكتاب الضوء على شخصية لامعة تحملت كثيرا من أجل قضيتها ولا زالت تنبض بالعطاء تجاه القضية الفلسطينية، من يقرأ هذا الكتاب تتفتح له أفاق جددة في الفكر وتسليط أكثر على بعض مراحل وتجارب في حياة الدكتور أحمد يوسف.