الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حقوق الإنسان و التكافل الاجتماعي أية علاقة جزء 3 بقلم: عمر دغوغي

تاريخ النشر : 2020-10-15
حقوق الإنسان و التكافل الاجتماعي أية علاقة جزء 3  
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.                               [email protected]                                                                                               
ولمعنى الاستخلاف هذا جاء التعبير بمصطلح «الحق» عما للآخرين في مال الإنسان ﴿والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم﴾ (المعارج:24-   25)، وجاءت إضافة مصطلح «المال» في القرآن الكريم إلى ضمير «الجمع» في سبع وأربعين آية فالجمع هو الإنسان المستخلف بينما جاءت إضافته إلى ضمير «المفرد» في سبع آيات كي لا يستأثر وينفرد ويستغنى وأيضا كي لا يحرم من حق الاختصاص والحيازة والملكية المحكومة بفلسفة وضوابط الاستخلاف.

فلـــــلإنسان مال  لـكنه في نفس الوقت مال الأمة  وبعبارة الإمام محمد عبده: «إن تكـافل الأمة يعني: أن مال كل واحد منكم هو مال أمتكم» ([2])..وبعبارة الزمخشرى (467 – 538 هـ/ 1075 – 1144م)- في الكشاف- وهو يفسر قول اللّـه سبحانه وتعالى:﴿وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه﴾ (الحــــديد: 7):» إن مراد اللّـه من هذه الآية هو أن يقول للناس: إن الأموال التي في أيديكم إنما هي أموال اللّـه، بخلقه وإنشائه لها،  وإنما موَّلكم إياها، وخوَّلكم الاستمتاع بها، وجعلكم خلفاء في التصرف فيها، فليست هي أموالكم في الحقيقة، وما أنتم فيها إلا بمنزلة الوكلاء والنواب.

هذا هو معنى الاستخلاف في ميدان الثروات والأموال.

عدالة الوسطية المتوازنة العدل  في المصطلح الإسلامي  هو الضد والمقابل للجور والظلم  لا بـــالمعنى السلبـي فقط أي نفـى الجور والظلم وغيبتهما  وإنما بالمعنى الإيجابي المتمثل في سيادة «الوسطية الإسلامية الجامعة» التي لا تنحاز إلى قطب واحد من قطبي الظاهرة، وكذلك لا تنعزل عنهما معا ولا تغايرهما كل المغايرة، وإنما تجمع عناصر العدل  والحق فيهما، مكونة الموقف العادل بين ظلمين، والحق بين باطلين، والمعتدل بين تطرفين فالعدل: هو التوسط والوسطية الجامعة لعناصر الحق من أقطاب الظواهر موضوع الدرس ومحل النزاع والاستقطاب

وهذا المعنى للعدل-في المصطلح الإسلامي-هو الذي يشير إليه حديث رسول اللّـه ﷺ الذي رواه الترمذي والإمام أحمد.«الوسط: العدل .. جعلناكم أمة وسطاً»يقول

والعدل في شرعة الإسلام فـــــريضة واجبة، وضرورة من الضرورات الاجتماعية والإنسانية، وليس مجرد «حق» من الحقوق التي لصاحبها أن يتنازل عنها إن هو أراد ذلك، أو أن يفرط فيها بالإهمال، دون وزر وتأثيم  إنه فريضة واجبة فرضها اللّـه سبحانه وتعالى على الكافة دون استثناء، بل لقد فرضها على ذاته سبحانه بالمعنى اللائق.

بذاته حتى لقد جعلها اسما من أسمائه الحسنى وفرضها على رسوله ﷺ وأمره بها: ﴿فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم، وقل آمنت بما أنزل  الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا  وبينكم﴾ (الشورى:15).وفرضها على أولياء الأمور، من الولاة والحاكم والرعاة تجاه الرعية والمتحكمين: ﴿إن الله يأمركم أن تؤذوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا﴾ ( النساء: 58)

بل لقد أنبأنا اللّـه سبحانه وتعالى أن هذه «الأمانة» التي فرض على الإنسان حملها وأداءها، كانت هي المعيار الذي تميز به الإنسان وامتاز عن غيره من المخلوقات غير المختارة: ﴿إناّ عرضنا الأمانة لي السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا﴾ (الأحزاب: 72)ومن المفسرين من قالوا: إنها أمانات الأموال، والعدل بين الناس فيها وفرضها معيار للعلاقة بين الرعية وبين أولى الأمر الدولة والسلطان يشير إليه حديث رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وسلم الذي يحدث الولاة عن تكافؤ «العقد» بينهم وبين رعيتهم، محذرا إياهم من التفريط بما عليهم تجاه الرعية في سياق حديثه إلى الرعية عن علاقتهم بـالولاة والأئمة: «إن لهم (الأئمة) عليكم حقا، ولكم عليهم حقا مثل ذلك، ما إن استرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة اللّـه والملائكة والناس أجمعين ..» رواه الإمام أحمد.

والعدل فريضة في مجتمع الأسرة الذي هو لبنة بناء مجتمع الأمة يشير إليها حديث رسول اللّـه ﷺ الذي يقول فيه: «اعدلوا بين أبنائكم» رواه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والإمام أحمد تعينه الآية القرآنية التي تقرر ما للمرأة وما عليها: ﴿ولهن مثل الذي عليهن

بالمعروف﴾ (البقرة: 228) وتلك التي تعلق التعدد في الزوجات على تحقق العدل بينهن: ﴿فإن خفتم ألا تعدلوا فحدة﴾ (النساء: 3)

إنها- العدالة- فريضة شاملة لكل ميادين الحياة: عدل الولاة في الرعية وعدل القضاة في المتحكمين وعدل الإنسان في أهل بيته  ولهذا الشمول كانت إشارة حديث رسول اللّـه ﷺ الذي يقول فيه: «المقسطون عند اللّـه يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمنّ عز وجل وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» رواه مسلم والنسائي والإمام أحمد.

ويستوي في وجوب العدل، أن يكون تجاه الغير أو حيال النفس بل إن تحريم الإسلام ظلم الإنسان لنفسه لمن أكبر الأدلة على أن العدل ضرورة وفريضة، وليس مجرد «الحق» من الحقوق وإلا لجاز للإنسان أن يتنازل عن «حقه» فيه فيظلم نفسه! ﴿إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيهم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا.. إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوّا غفور اً﴾ (النساء: 97 – .99)

وحتى هؤلاء المستضعفين فرض اللّـه على القادرين الجهاد لتحريرهم من الاستضعاف: ﴿ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوالدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً﴾ (النساء:75).... يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف