في سنة ألفان واثني عشر كنا في احد مدرجات جامعة القاهرة، وكان هناك محاضرة لدورة تدريبية حول المحكمة الدستورية وبسؤال حول عمل المحكمة، سخر طالب مصري من حالة الانقسام الفلسطيني وتساؤل هل هي محكمة غزة ام الضفة المختصة؟ فهمت طالبة من غزة لإسكاته، فقلت لها اتركيه أن كلامه صحيح في ظل حالة الانقسام وله ما يبرر قوله.
حالة الانقسام الفلسطينية ليست جديدة على الساحة الفلسطينية فكانت في الانتفاضة الأولى وأدت إلى مواجهات داخلية واحتقان، لكن لم يكن لها اثر كبير لان حركة حماس كانت في بدايتها وكان فقط العاملون بعض من الإخوان المسلمين الذي تحولوا فيما بعد إلى حركة حماس والجهاد، لكن اللافت انه وحسب الموسوعة الفلسطينية أن سنوات الثلاثينيات وفي عز الهجمة الصهيونية والانجليزية على الفلسطينيين كان هناك انقسام سياسي وعسكري حاد أدى ذلك فيما بعد إلى احتلال فلسطين وسرقتها من اليهود. وشكل الانقسام الفلسطيني طعنة لشعبنا بل كان وما يزال اسوا من الاحتلال نفسه.
وهذا ليس فقط عند الفلسطينيين بل كان في الجزائر وفرنسا حيث انقسم الشعب وبعض الحركات إبان مقاومة الاحتلال، فكان هناك من يريد أن يفاوض الاحتلال وهناك من يريد استمرار الكفاح المسلح، أوسلو وكيفية دخولها من بعض أطراف منظمة التحرير ودون تغطية ومصادقة شعبية، خلقت أزمة شعبية بين الفلسطينيين وهو ما أدى إلى إسقاط حركة فتح في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
والان وما يدور حول الرغبة في تشكيل قائمة انتخابية واحدة بين حماس وفتح لخوض الانتخابات التشريعة وهو ما يعول عليه الطرفان في اخراج المشهد بالتزكية في كلا العمليتين للانتخابات العامة بشقيها التشريعي والرئاسي هو فقط ضرب من الخيال لان اي قائمة شبابية أو بسيطة ستخوض الانتخابات سيكون نصيبها النجاح ان لم يهدد أعضائها بالاعتقال والضرب والتهديد كما حصل في مرات سابقة، هو مشهد يوصلنا الى درجة الغثيان من انحطاط التفكير السياسي الذي وصل له البعض، وبعد سنوات طويلة من الانقسام الذي دمر القضية الفلسطينية، يأتون ليقترحوا هذا الشكل من النصيب والمقاسمة والمحاصصة السياسة، وهو أمر لا تفسير له سوى ان حركة فتح لا تضمن الفوز بتاتا في الانتخابات وان حركة حماس وان ضمنت الفوز لن تضمن استلام السلطة وبين هذا وهذا الاثنين يعملون على مراوغات غير جديدة وغير سليمة وهدفها فقط الإبقاء على نفس الوجوه ونفس النظام ونفس الإدارات دون تغيير، وان الشعب في هذا الوقت هو متعب تماما ولديه مشاكل اقتصادية ومالية واجتماعية تغنيه عن الخوض في تجارب جديدة حتى على شكل تشكيل قوائم انتخابية أو المشاركة بأي شكل.
وبالتالي فانه لن يوقف هؤلاء إلا أنهم لن يلتزموا وسيتقاتلون على مواقع الترشح في القائمة وخاصة أن تجربة الانتخابات وان حصلت ستجمع عدد لا يقل عن أربعة من الأجيال التي ضاع حقها في الترشح والانتخاب وبالتالي سيكون الأمر صعب جدا، وخاصة أن طرفي حلحلة الانقسام والوصول إلى صيغة بهذا الشكل غير مخولان تماما من قبل الحركتين للوصول إلى مرحلة حل الانقسام والتوافق على الانتخابات وفي هذا الأمر قول كثير لا مجال الآن للتوسع فيه.
بالتالي فان الوضع الفلسطيني صعب جدا، في ظل إبداء إسرائيل نيتها تعطيل الانتخابات على أي شكل تحصل وهو ما لا يمكن إجراؤها دون التصويت في القدس وخاصة بعد الضم لان إجرائها على هذا النحو بلا موافقة صهيونية سيكون له عواقب كبيرة وصعبة، وبالتالي فان البحث عن سبل بديلة وبطرق حديثة قد يكون هو الشكل الصحيح للأمر وهناك أفكار يمكن العمل عليها في نطاقها ومكانها المحدد.
بالتالي وللأسف فان الانقسام لن يكون محل تفكيك أو حلحله قبل حصول شىء كبير وهو الأمر الذي تنفذه إسرائيل بهدوء من بناء مخططات استيطانية وتوسيع مناطق الاستيطان والضغط على الشعب الفلسطيني وتسهيل مناحي الهجرة وتضييق الأوضاع الاقتصادية إلى ابعد الحدود، الأمر الذي سيكون معه الأمر صعب للغاية وينذر بكوارث شديدة وهي التي أحس بها الناس الآن دون تقديم حلول من جهات الاختصاص واكتفى القادة برواتبهم التي تؤمن لهم الستر دون البحث في اوضاع الناس.
وقد يقول البعض ما الحل؟ الحل في تجميع قوى الشعب الفلسطيني والاتفاق على برنامج مقاوم تكون القيادات جزء منه، وان يتم استنهاض قوى الشعب والدول الصديقة والمؤسسات الفاعلة عبر العالم ومواجهة إسرائيل بالطريق التي تفهم مع العمل على تعزيز صمود الناس، وإحقاق الحقوق، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتنظيف وتطهير المؤسسات الفلسطينية نحو النزاهة والكفاءة فقط. في ظل وحدة فلسطينية وتمثيل واحد بشكل متفق عليه، وقتها الناس ستتقبل الأمر وستكون مع الجميع تحت راية واحدة.
حالة الانقسام الفلسطينية ليست جديدة على الساحة الفلسطينية فكانت في الانتفاضة الأولى وأدت إلى مواجهات داخلية واحتقان، لكن لم يكن لها اثر كبير لان حركة حماس كانت في بدايتها وكان فقط العاملون بعض من الإخوان المسلمين الذي تحولوا فيما بعد إلى حركة حماس والجهاد، لكن اللافت انه وحسب الموسوعة الفلسطينية أن سنوات الثلاثينيات وفي عز الهجمة الصهيونية والانجليزية على الفلسطينيين كان هناك انقسام سياسي وعسكري حاد أدى ذلك فيما بعد إلى احتلال فلسطين وسرقتها من اليهود. وشكل الانقسام الفلسطيني طعنة لشعبنا بل كان وما يزال اسوا من الاحتلال نفسه.
وهذا ليس فقط عند الفلسطينيين بل كان في الجزائر وفرنسا حيث انقسم الشعب وبعض الحركات إبان مقاومة الاحتلال، فكان هناك من يريد أن يفاوض الاحتلال وهناك من يريد استمرار الكفاح المسلح، أوسلو وكيفية دخولها من بعض أطراف منظمة التحرير ودون تغطية ومصادقة شعبية، خلقت أزمة شعبية بين الفلسطينيين وهو ما أدى إلى إسقاط حركة فتح في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
والان وما يدور حول الرغبة في تشكيل قائمة انتخابية واحدة بين حماس وفتح لخوض الانتخابات التشريعة وهو ما يعول عليه الطرفان في اخراج المشهد بالتزكية في كلا العمليتين للانتخابات العامة بشقيها التشريعي والرئاسي هو فقط ضرب من الخيال لان اي قائمة شبابية أو بسيطة ستخوض الانتخابات سيكون نصيبها النجاح ان لم يهدد أعضائها بالاعتقال والضرب والتهديد كما حصل في مرات سابقة، هو مشهد يوصلنا الى درجة الغثيان من انحطاط التفكير السياسي الذي وصل له البعض، وبعد سنوات طويلة من الانقسام الذي دمر القضية الفلسطينية، يأتون ليقترحوا هذا الشكل من النصيب والمقاسمة والمحاصصة السياسة، وهو أمر لا تفسير له سوى ان حركة فتح لا تضمن الفوز بتاتا في الانتخابات وان حركة حماس وان ضمنت الفوز لن تضمن استلام السلطة وبين هذا وهذا الاثنين يعملون على مراوغات غير جديدة وغير سليمة وهدفها فقط الإبقاء على نفس الوجوه ونفس النظام ونفس الإدارات دون تغيير، وان الشعب في هذا الوقت هو متعب تماما ولديه مشاكل اقتصادية ومالية واجتماعية تغنيه عن الخوض في تجارب جديدة حتى على شكل تشكيل قوائم انتخابية أو المشاركة بأي شكل.
وبالتالي فانه لن يوقف هؤلاء إلا أنهم لن يلتزموا وسيتقاتلون على مواقع الترشح في القائمة وخاصة أن تجربة الانتخابات وان حصلت ستجمع عدد لا يقل عن أربعة من الأجيال التي ضاع حقها في الترشح والانتخاب وبالتالي سيكون الأمر صعب جدا، وخاصة أن طرفي حلحلة الانقسام والوصول إلى صيغة بهذا الشكل غير مخولان تماما من قبل الحركتين للوصول إلى مرحلة حل الانقسام والتوافق على الانتخابات وفي هذا الأمر قول كثير لا مجال الآن للتوسع فيه.
بالتالي فان الوضع الفلسطيني صعب جدا، في ظل إبداء إسرائيل نيتها تعطيل الانتخابات على أي شكل تحصل وهو ما لا يمكن إجراؤها دون التصويت في القدس وخاصة بعد الضم لان إجرائها على هذا النحو بلا موافقة صهيونية سيكون له عواقب كبيرة وصعبة، وبالتالي فان البحث عن سبل بديلة وبطرق حديثة قد يكون هو الشكل الصحيح للأمر وهناك أفكار يمكن العمل عليها في نطاقها ومكانها المحدد.
بالتالي وللأسف فان الانقسام لن يكون محل تفكيك أو حلحله قبل حصول شىء كبير وهو الأمر الذي تنفذه إسرائيل بهدوء من بناء مخططات استيطانية وتوسيع مناطق الاستيطان والضغط على الشعب الفلسطيني وتسهيل مناحي الهجرة وتضييق الأوضاع الاقتصادية إلى ابعد الحدود، الأمر الذي سيكون معه الأمر صعب للغاية وينذر بكوارث شديدة وهي التي أحس بها الناس الآن دون تقديم حلول من جهات الاختصاص واكتفى القادة برواتبهم التي تؤمن لهم الستر دون البحث في اوضاع الناس.
وقد يقول البعض ما الحل؟ الحل في تجميع قوى الشعب الفلسطيني والاتفاق على برنامج مقاوم تكون القيادات جزء منه، وان يتم استنهاض قوى الشعب والدول الصديقة والمؤسسات الفاعلة عبر العالم ومواجهة إسرائيل بالطريق التي تفهم مع العمل على تعزيز صمود الناس، وإحقاق الحقوق، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتنظيف وتطهير المؤسسات الفلسطينية نحو النزاهة والكفاءة فقط. في ظل وحدة فلسطينية وتمثيل واحد بشكل متفق عليه، وقتها الناس ستتقبل الأمر وستكون مع الجميع تحت راية واحدة.