الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كتابات في فن الشعر.. بقلم رفيق أحمد علي

تاريخ النشر : 2020-10-14
كتابات في فن الشعر.. بقلم رفيق أحمد علي
(1)
مقومات وغايات..
يُعرف في الأدب العربي ما يسمّى بالأشكال أو القوالب الأدبية، والتي تنحصر في الشعر والقصة القصيرة والرواية والمقال والآبدة والمَثَل والحكمة، كما عرف في القديم ما سمّي بالمقامة.. ويطلق على هذه الأشكال أيضاً "فنون الأدب" فيقال: فن الشعر وفن المقال وفن القصة..إلخ. ولكل فن من هذه الفنون عناصره ومقوماته وأهدافه أو غاياته، ثم هيكله وبناؤه تماماً كما الأبنية التي منها الأكواخ والقصور ومنها الَّدور الواحد والأدوار والدور.. ولكلٍّ منها فرسانها ومهندسوها المتميزون، وكلٌّ يبدع وينشئ ويصيب أو يخطئ؛ بحسب دربته ومهارته وقدرته وموهبته.. ولعلّ الشعر هو أرقى هذه الفنون وأبعدها أثراً وتأثيراً أدبياً؛ لما يتميز به من جزالة اللفظ وموسيقية التركيب؛ مما يسهّل استظهاره وجذب الأسماع إليه بحيوية وحسن إلقائه أو الترنّم به وغنائه! من هنا تميّز الشاعر بمواهب خاصة وملَكات أدناها الأذن الموسيقية المرهفة وأعلاها عمق التجربة الحياتية، وما بين هذه وتلك من إحاطة باللغة وعلومها وسعة الخيال والاطّلاع على التاريخ الإنساني بحقائقه وأساطيره؛ لإمكان توظيفها توظيفاً رمزياً دلاليا مركّزاً.. وهكذا يقوم الشعر على موهبة فطريةً تُصقل وتُنمّى بإحاطة لغوية بلاغية وتاريخية، وثقافة ومعارف عصرية وقدرة حدسية تخييلية، مع تجارب حياتية تتوزع بين السعادة والشفاء والضيق والرخاء، والألم والمسرّة.. تذوّقاً ومعاناةً وعبرة! وهذه الملكات والمعارف والقدرات قلما تتوفر جميعاً وعلى كل مراحل العمر في شخصٍ ما.. فإن توفرت أصبح هذا الشخص مهيّأًً لأن يقول شعراً بحق ويسمّى شاعراً بصدق، وأن يبني بيوتا وعمائر من الشعر لا يصل إليها الهدم بل تعيش وتخلد على مدى الدهر! أما إن فُقد بعض تلك الملكات أو إحداها ممن يتلمس طريقاً إلى هذا الفن فسيضل طريقه، وإن حاول أن يرفع بيتا من بيوته، فسيخرج هذا البيت معوجّ الجدار آيلاً للسقوط والانهيار!
هذا وللشعر ما يسمّى بألأغراض والمواضيع الشعرية التي تتميز بها مضامينه منذ القدم، والتي أهمها المدح والرثاء والنسيب والوصف والفخر والهجاء، وإن أضيف إليها لاحقاً الشعر التعليمي والمسرحي وتدوين أو رصد السيرة والتاريخ.. وفي القرآن الكريم سورة باسم الشعراء يرد في آخرها آياتٌ ثلاث تصف الشعراء عموماً ببعض الأوصاف المذمومة من مثل الهيام في كلّ واد.. وعدم صدق القول أو الوفاء به، ولكن تجيء الآية الثالثة بصيغة الاستثناء الذي يحدد الغاية الأسمى من الشعر وهي الدفاع عن النفس والانتصار لها ممن ظلمها في حقها ودينها ووجودها.. قوله تعالى:" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا من بعد ما ظُلموا.." وإذ يقول الرسول-عليه الصلاة والسلام- لشاعره حسّان كما روى الشيحان:" اهجُ المشركين فإنّ جبريل معك" أو"اهجُهم وجبريل معك" ويدعو له قائلاً:" اللهمّ أيّده بروح القُدُس" ويقول عن شعر ابن رواحة:" إنّ قوله فيهم أشدّ عليهم من وقع النبل"
وعليه فإن كان هدفك من شعرك أيها الشاغر هو الدفاع عن دينك ووطنك والتغني بأمجاد أمتك وبطولاتها ومدح عظماء تاريخها، ورثاء شهدائها، وهجاء من يستحق الهجاء من عدوٍّ أو دخيل أو موالٍ له أو عميل، ثم صدقت قولك بالعمل والتطبيق.. فقد حملت الراية وأصبت الهدف وحققت الغاية! وما سوى ذلك من نسيبٍ أو فخر فلا شك أنه من اللهو المباح إذا خلا من الفُحش والتعرّي أو التعالي والتباهي بما لا يستساغ أو يباح ؛ وهذا قول الله تعالى ختام المسك والدليل الصُراح: " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد كمثل غيثٍ أعجب الكفّارَ نباتُه ثم يهيج فتراه مصفرًّا ثم يكون حطاما .." ولله الأمر من قبلُ ومن بعد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف